منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   الأسرة و الـتربـيـة (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   رعاية حتى النهاية (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=36703)

مناهل 01-11-2009 05:36 PM

رعاية حتى النهاية
 
رعاية حتى النهاية

  • لا تُوجَد حضارة ، ولا أمة من الأمم ، لا يُوجَد دِين من الأديان اعتنى بالإنسان كما اعتنى به الإسلام .. وهذا ما شهِد به أعدائه قبل أبنائه !
  • فعناية الإسلام بالإنسان ليست منذ ولادته بل هي قبل ذلك بكثير ..
  • عناية الإسلام بالإنسان قبل التقاء والديه
  • فجاء الحث على اختيار المحضَنِ والْمَنْبَت الذي يحتضن الإنسان ، وان يكون أساس الاختيار هو صلاح الزوجة ، لتكون أمّـاً حانية ، وزوجة صالحة .
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تُنْكَحُ المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها . فاظْفَر بِذاتِ الدِّين تَرِبَتْ يداك . رواه البخاري ومسلم .
  • والظَّفَر هو الفوز ، فكأنه يُقال للباحث عن زوجة : فُـز بِالسّلعة الغالية : صاحبة الدِّين ، فإن لم تفعل الْتَصَقَتْ يداك بالتُّراب ، كناية عن الفقر ، والفقر ليس محصوراً في قلّة المال ، بل يكون فقيراً حيث لم يَفُز بِذات الدِّين ، ويفتقر أولاده إلى التربية الصالحة الجادّة ، ويفتقر هو إلى الأمن النفسي .. إلى غير ذلك .
  • ثم عُني الإسلام بالجنين قبل وضعه نُطفة ، فاعتنى بِحفظه من الشيطان الرجيم .
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن يُقدّر بينهما وَلَد في ذلك لم يضرّه شيطان أبداً . رواه البخاري ومسلم .
  • ثم عُني به وهو جنين في بطن أمِّـه ، فلا يَجوز الاعتداء عليه بإسقاط ولا بِضربٍ ونحو ذلك .
  • " ومما ينخرط في سلك هذا الباب ويدخل في نظامه - قتل الجنين في بطن أمه ، وهو أن يُضْرَب بطن أمه فَتُلْقِيه حَياً ثم يموت ؛ فقال كافة العلماء : فيه الدية كاملة في الخطأ " قاله القرطبي .
  • كما حُفِظ له حقّـه في ميراث أبيه ، في حال وفاة أبيه وهو في بطن أمّـه ، فيُحفَظ له حقّـه من ميراث أبيه على الأحَـظّ له ، فيُقدّر أنه مولود ذَكَر ، فيُحفظ له ميراث ذَكَر ، أو يُعتبر توأم ويُحفظ لهما الحق كاملاً .
  • ثم إذا وُلِد حُفِظ من الشيطان ، وكان أول ما يَقرع سمعه كلمات التوحيد ، ونداء الإيمان ، فيؤذّن في أذن المولود ، وعَمِلَ به جماعة من السَّلَف ، والحديث الوارد فيه ضعيف .
  • ثم عُني به في خِتانه ورعايته صحّيّـاً ، وإرضاعِه من لبن أمِّـه ، فإن لم يَكن كُلِّف ولـيّـه بالاسترضاع له من ماله .
  • وحث الإسلام على العقيقة عن المولود ، وهي بِمنْزِلة الصدقة عنه .
  • ومن هذه المنظومة أن يُحسَن اسمه ، وتُحسن تربيته ، وهو لا يَعي من الدنيا شيئا .
  • ثم يُحسَن تعليمه ، وتأديبه ، وأخذه بالْجِدّ والْحَزْم .
  • ثم حرّم الإسلام الاعتداء على ماله إذا مَلَك المال .. فقد أُمِر ولي الصبي أن يُحسِن إليه ، فإن كان ذا مال رُعِي ماله ، فاليتيم يُرعى له ماله حتى يُؤنَس منه الرّشد ، فيُدفَع إليه .
  • وجاء التغليظ في الكتاب والسنة بتحريم الاعتداء على مال اليتيم .
  • كما أُمِر وَليّ الصبي أن يحفظه من الشياطين وقت انتشارها ، فقال عليه الصلاة والسلام : إذا كان جُنح الليل أو أمسيتم فكفُّوا صبيانكم ، فإن الشيطان ينتشر حينئذ ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلّوهم . رواه البخاري ومسلم .
  • وأُمِر أن يُزوّجه – ذَكَراً كان أو أنثى –
  • ومُنِع الرَّجُل من عَضْلِ موليته ، ومِن منعها من الزواج الذي هو حق لها ، إذ تقدّم إليها كفء ..
  • وكثيرة جدا هي جوانب العناية بالمسلم .. بِدمِـه ، ونَفْسِه ، وماله ، وعِرضه ..
  • فلا يُظنّ به السوء ، ولا يُطعن في عِرضه ، ولا يُؤخذ ماله ، ولا يُعذّب في بدنه ..
  • وحرام أن يُسفَك دمّـه بغير حقّ .. بل دمه كحرمة يوم الحج الأكبر في الشهر الحرام في البلد الأمين ..
  • بل حَرام عرضه ودمه وماله ..
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم . رواه البخاري ومسلم .
  • ومن العناية بالمسلم أن أُقيم صرح الأخوة بينه وبين إخوانه
  • فإن مرِض عادوه
  • وإن غاب سألوا عنه
  • وإن جاع أطعموه
  • وإن عَري كسوه
  • وإن عَطِش أسقوه
  • وإن افتقر رَفَدُوه

  • ثم خُتمتْ حياة هذا الإنسان المسلم بتلقينه الشهادة
  • وأُمِر من يُغسّله أن يُحسن كفنه ، وأن يَسْتُر عورته ، وأن لا يُكسر عظماً من عظامه
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كسر عظم الميت ككسره حيا . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه .
  • ثم صُلّي عليه دعاء له بالرحمة ، وطَلباً للشفاعة
  • وفي الحديث : " من شَهِدَ الجنازة حتى يُصَلِّي فله قيراط ، ومن شَهِدَ حتى تُدْفَن كان له قيراطان " رواه البخاري ومسلم .
  • وسواء كان صغيراً أم كبيراً ، ذَكَرا أو أنثى ..
  • وهل انتهت عناية الإسلام عند هذا الـحَـدّ ؟
  • كلا .. لم تنتهِ عناية الإسلام بالإنسان ..
  • فإن حُرمة الميت كَحُرْمة الحيّ
  • فَحَرامٌ أن يُوطأ قبره ، أو تُقضى عنده الحاجة ، أو تُوضع القاذورات بِقرب قبره !
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير له من أن يجلس على قبر . رواه مسلم .
  • وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأن أمشي على جمرة أو سيف ، أو أخصف نعلي برجلي ، أحبّ إلي من أن أمشي على قبر مسلم ، وما أبالي أَوَسَط القبور قضيت حاجتي أو وسط السوق . رواه ابن ماجه .
  • ونُهي عن سبّ الميّت ..
  • قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قَدّموا . رواه البخاري .
  • فأي عناية أبلغ من هذه العناية التي هذا طرف منها ؟!
  • بوَلغ من عناية الإسلام بالإنسان أن جاء الحث على النُّصح للرعايا ، سواء أكانوا من الأولاد أم من غيرهم ..
  • بل حُرّمت الجنة على من غشّ رعيته ، ومن لم يُحطها بِنُصحِه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يُحِطْها بِنُصْحِه إلا لم يَجِد رائحة الجنة . رواه البخاري ومسلم .
  • وفي رواية : ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة .
  • وبَلَغ من عناية النبي صلى الله عليه وسلم بأهله أن يتعاهدهم بالـنُّصْح والتذكير
  • قالت عائشة رضي الله عنها : ما كان خُلُق أبغض إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ، ولقد كان الرجل يكذب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذبة فما يزال في نفسه عليه حتى يَعْلَم أن قد أحدث منها توبة . رواه الإمام أحمد والترمذي .
  • وبلغ من عناية السلف تعاهد أهلهم حتى في آخر لحظة من حياتهم !
  • قالت عائشة رضي الله عنها : لما حضر أبو بكر قلت كلمة من قول حاتم :
  • لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى *** إذا حَشْرَجَتْ يوما وضاق بها الصدر
  • فقال : لا تقولي هكذا يا بنية ، ولكن قولي : (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) .
  • هل رأيت مثل هذه العناية ، أن يُعتَنى بتصحيح اللفظ ، واستبداله بِلفظ أقوى وأجزل حتى عند مفارقة الدنيا ؟
  • هذه هي عناية الإسلام بالإنسان ..
  • ولم يَقف الحد عند العناية بالإنسان المسلم ، بل شملت العناية غير المسلم من ذمّي ومُستأمن ومُعاهَد ..
  • بل شملت حتى النمل في جحورها !!
  • فأين هي أمم الأرض الماضية والحاضرة عن هذه الحقوق التي كَفَلها الإسلام للإنسان ؟
كتبه الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

صقر قريش 01-11-2009 05:59 PM

رد: رعاية حتى النهاية
 
سلمت يداك يامناهل انت روعة

أبو عبدالرحمن 01-11-2009 06:28 PM

رد: رعاية حتى النهاية
 
جزاكم الله خيرا

ابـــ عبد المجيد ــــو 01-11-2009 08:26 PM

رد: رعاية حتى النهاية
 
جزاكم الله خيرا

مناهل 01-12-2009 07:42 PM

رد: رعاية حتى النهاية
 
بارك الله فيكم

الدانه 01-13-2009 12:59 PM

رد: رعاية حتى النهاية
 
وفقك الله لكل خير..


الساعة الآن 01:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by