النجاح
 

عندما يأتي الحديث عن النجاح يكون هناك الحديث عن قصة كفاح
والنجاح ضده الفشل , ويمكن تعريف النجاح بأنه اشتقاق من كلمة نجح وهو تعبير عن الشيء الذي يناله الإنسان عن تعب وجهد جهيد وقد قيل نجح نجحت نجاحا , و هو التعب في العمل والمثابرة على أمر أو هدف تعبت من أجله .
والنجاح هو تحقيق الهدف الذي يصبو له الفرد أو المجتمع تبعاً لمتطلبات الزمان وظروف المكان

ولا يكون النجاح حليف دائم للتعب والمثابرة , فربما تبذل كل الجهد وتتبع دروب النجاح ولا يكون نهاية سعيك ومآل جهدك , يقول بديع الزمان الهمذاني :
[poem="font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وعلي أن أسعى وليس =عليّ إدراك النجاح[/poem]

لا تجعل اليأس يتغلغل إلى نفسك , ولا تبك على اللبن المسكوب , ومن يذرف الدمع على فشل لا يمكن أن يتذوق طعم النجاح , فالنجاح يتطلب جهداً خلف جهد وبذلاً يتبعه بذل حتى يتحقق لك هدفك وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم

اعتبر كل فشل يصادفك إحدى تجارب الحياة التي تسبق كل نجاح وانتصار فها هو أديسون قبل اختراعة للمصباح الكهربائي حاول أكثر من 1000 محاولة لهذا الاختراع و لم يسمها محاولات فاشلة بل أسماها تجارب لم تنجح , و لنا هنا أن نتعلم منه كيف يكون الصبر وكيف تكون الثقة بالنفس و التفاؤل بالنجاح وهو يقول تعلمت 1000 طريقة خاطئة لصنع المصباح

كن واثقا بالله تعالى ثم بنفسك وتعرف على أخطائك وجد في إصلاحها وحاول أن تدرك أنك لو تخلصت من أخطائك وتجاوزتها كنت أكثر قربا من الصواب ومن تحقيق أحلامك .

وحين يتحقق لك النجاح لا تدع الغرور يتسلل إلى قلبك فهذا الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : " وإن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد " رواه مسلم.
ويقول تعالى : " فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى(32)" النجم.

إذا اقتربت من تحقيق أهدافك ، فلا تدع الغرور يفقدك صوابك ، ولا تتوهم بأن الذين يقفون دونك هم الأقزام الفاشلون , قال الله تعالى : " وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ(18) " لقمان .
ولقد سئل الحسن البصري عن التواضع فقال : التواضع هو أن تخرج من منـزلك ولا تلقى مسلما إلا رأيت له عليك فضلا .

لا تجمع بين القناعة والخمول , ولا بين العزة والغرور
وتذكر أنك لن تنجح دون غيرك وأن أي عمل ناجح لابد فيه من تعاون وتقاسم أدوار , و اختر لنفسك من الصالحين صديقا فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل " رواه الترمذي

وتذكر أن الاحسان إلى الناس يزيد من فرص نجاحك ويقوض منهم من يحسن إليك
يقول الشاعر :

[poem="font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم =فطالما استعبد الإنسان إحسان[/poem]

تعلم أن اليأس يغمض العيون فيحجب عنك كل بارقة أمل , .قال تعالى :
" قُلْ يا عبادي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) الزمر .

تأكد من إخلاصك للنية , ومراقبة الله لك في عملك ، ولا تنس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط

لا تجمع بين التواضع والمذلة فالمرء يستطيع أن يعيش في العراء , ولكنه لا يستطيع أن يعيش ذليلا لا يملك لنفسه شيئاً ولا يستطيع أن يقدم لأمته نفعا , والله تعالى يقول : " وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ "
وليكن لنا في الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة وهو يقول لعمه أبي طالب: "والله يا عم، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري، على أن أترك هذا الدين ما تركته، حتى يظهره الله على الدين كله أو أهلك دونه"
لقد كان الهدف واضح لا تنازل فيه ولا جدال , وما النجاح إلا هدف .


[blink]موضوع مشارك[/blink]

رد: النجاح
 

بارك الله فيك اخي الغالي .. موضوع متميز .. ومطروح للتقييم

رد : النجاح
 

الله يعطيك العافيه

رد: النجاح
 

ما شاء الله تبارك الله

شكر الله لك جهدك..

رد: النجاح
 

رد: النجاح
 

وبارك فيك يا بو عمر
أقدر لك الثناء

رد: رد : النجاح
 

شكراً لحضورك وبارك الله فيك

رد: النجاح
 

وشكر الله لكم تحفيزكم