منتديات بلاد ثمالة - عشاق الترف وأثرياء المجتمع السعودي يقبلون على شراء سبح تفوق قيمتها 27 ألف دولار

عشاق الترف وأثرياء المجتمع السعودي يقبلون على شراء سبح تفوق قيمتها 27 ألف دولار

--------------------------------------------------------------------------------

عشاق الترف وأثرياء المجتمع السعودي يقبلون على شراء سبح تفوق قيمتها 27 ألف دولار
الأحجار الكريمة تستورد من روسيا والهند وباكستان وإيران وإيطاليا * الغربيون ينافسون السعوديين على شراء السبح
الرياض: عبد الإله الخليفي
بات الإقبال على ما يسمى بـ«السّبحة» مرتبطاً ارتباطا وثيقاً بالترف وأثرياء المجتمع السعودي نظراً للتكلفة المالية العالية للسبحة الأصلية وانحسار استيراد أجزائها من حجر وملحقاتها. يضاف إلى ذلك أن تركيبها اصبح يقتصر على فئة محددة، إذ أن تركيبها وقصها يتطلب مهارات وأدوات قد لا تتوفر عند كثير من أصحاب المجوهرات والإكسسوارات. فضلا عن الدقة والفنّ اللذين يشكلان عاملاً رئيساً في صياغة سبحة باهظة الثمن. وتتوافر في السوق السعودية مسابح متنوعة يتعدى سعر بعضها 100 ألف ريال (27 ألف دولار)، وهي المصنوعة من الأحجار الكريمة كالياقوت والزمرد والزفير والألماس الأسود. وإلى جانب السبح غالية الثمن تتوافر في السوق سبح لا تتجاوز قيمتها 10 ريالات (2.6 دولار).
ويحتضن سوق الذهب والمجوهرات بشارع الثميري أقدم سوق يجمع بين الشعبية والمعاصرة في الرياض ويمتد عمره إلى أكثر من 40 عاماً، أكثر من 20 محلاً ومعرضاً متخصصاً في استيراد وتركيب وصياغة السبح الأصلية باهظة الثمن. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» عاملون في السوق أن بضاعتهم من السبح الثمينة تستوجب استيراد أحجار كريمة من عدد من الدول في مقدمتها روسيا ثم الهند وباكستان وإيران وإيطاليا.. مشيرين إلى أن موسم الحج يعتبر موسماً هاماً بالنسبة لهم حيث يكونون بانتظار مئات الحجاج من تلك الدول الذين جاؤوا لبيع بضاعتهم من الأحجار الكريمة وتقاسيم السبح التي تستخدم في صناعة السبحات باهظة الثمن. وبحسب العاملين فإن روسيا تتصدّر قائمة الدول المنتجة لحجر الكهرمان النفيس تتبعها إيطاليا التي تعتبر الأفضل في ترصيع الألماس على «المأذنة» وهو الجزء العلوي من السبحة أما «الشواهد» وهي الحبيبات التي تفصل بين نصفي السبحة فتتنوع الدول المصدرة لها وجميع أجزاء السبحة السابقة تكون متوفرة بأشكال وأحجام متنوعة وبكم هائل خلال موسم الحج.
وبيّن يوسف حمد المسعري أحد المتخصصين في صياغة السبح الثمينة منذ 15 عاماً وصاحب معرض ثين للمجوهرات أن معظم رواد هم من عشاق الترف وأثرياء المجتمع السعودي وبعض المقيمين الأجانب ذوي الدخل العالي فضلاً عن بعض الشباب الباحثين عن التميّز. موضحاً أنه يعمل على سبحات غالية الثمن تفوق قيمتها 35 ألف ريال (9.3 ألف دولار) مرصعة بالزمرد والألماس النفيس حيث أنها تلقى إقبالاً كبيراً من تلك الشرائح الثرية.
ويرى المسعري بأن المجتمع السعودي معروف عنه الإقبال الكبير على المجوهرات الثمينة في كل مكان في العالم، مؤكداً أن عدداً من الأجانب المقيمين في السعودية يقبلون على شراء السبح غالية الثمن لاستخدامها كذكرى أو كهدايا ثمينة.. مشيراً إلى أن زبائنه لا ينحصرون في داخل السعودية فحسب بل إنه يتعامل مع زبائن خارج السعودية وله زبون دائم في بريطانيا.
وذكر المسعري بأن السبح المصنوعة من الأحجار الكريمة والتي يتم عملها حسب الطلب كالياقوت والزمرد والزفير والألماس الأسود تتراوح قيمة السبحة الواحدة منها من ألف ريال (266 دولارا) إلى 100 ألف ريال (27 ألف دولار) وقد تفوق هذا المبلغ بحسب الجرامات التي تحتويها السبحة من المجوهرات.
وذكر المسعري أن حجر الكهرمان الذي تتراوح قيمة السبحة الواحدة منه من 500 ريال (133 دولارا) إلى 10 آلاف ريال (2700 دولار) قد تقفز قيمته لتصل إلى 70 ألف ريال (19 ألف دولار ) للسبحة الواحدة في حال وجود حشرة داخل الحجر وهو الأمر الذي يفسّر سر جودة الكهرمان لبقائه أكبر فترة ممكنة تحت سطح الأرض، مشيراً إلى أن ثمة أنواعا يطلق عليها الأحجار نصف الكريمة وهي الزبرجد والعقيق والتوباز والكوارتز والأمثست والجارنت وتتراوح قيمة السبح من هذه الأنواع من 50 ريالاً ( 13 دولارا) إلى 2000 ريال ( 533 دولارا).
من جانبه قال علي صالح - بائع سبح - بأن السبح غالية الثمن لا تلقى إقبالاً كبيراً ولذلك فإنه قلل من شراء بعض الأحجار الكريمة النفيسة واكتفى بجلب السبح الصينية التي لا تتعدى قيمتها 10 ريالات (2.6 دولار)، وهي تلقى إقبالاً لا بأس به. أبو عبد الملك الذي بلغ الخمسين من عمره ابتاع 3 سبحات تقدّر قيمة الواحدة منها بـ200 ريال (35 دولارا) ليهديها إلى إخوانه الذين سيحلون ضيوفاً عليه بعد أيام.