الرجال والذكور
ذكر الله في كتابه لفظ الرجال عند ذكره صفة المدح والثناء على من اتصف بصفة الرجولة ، لكنه عند ذكره لفظ الذكور لم يذكرهم إلا على سبيل التمييز بين الجنسين فذكرهم في الميراث بقوله ( للذكر مثل حظ الأنثيين ) وفي قوله ( أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ) وقوله ( وانه خلق الذكر والأنثى ) هكذا بدون مدح أو ثناء لكن على سبيل التعريف فحسب ، لكن عند ذكره للرجال ذكرهم في قوله ( رجال لاتلهيهم تجارة ولا بيع ) ، وقوله( فيه رجال يحبون أن يتطهروا ) وغيرها على سبيل المثال لا الحصر ، وحيث أن الله قد خص الرجال في حق بني آدم بينما الذكور ذكرها حتى في سائر المخلوقات ومنها الحيوانات ، فإن المتأمل في الرعيل الأول من الصحابة والتابعين يجد أن الواقع مانزلت به الآيات في حقهم بأنهم رجال أما عند الحديث عن الواقع الذي نعيشه فهو قلة الرجال وكثرة الذكور ، فالذي يهمل بيته ولا يقوم بواجب الرعاية لأسرته يعد ذكرا وليس رجلا ، والذي يتعدى حدود الله بارتكاب المعاصي وترك الواجبات فهو ذكرا وليس رجلا لأن غيره من ذكور الحيوانات قد يكون أحسن حالا منه ، فهاهي الطيور ترعى صغارها فالطير يبني عشه لصغاره ويعتني بتغذية الصغار ومع ذلك لاتعتبر صفة الذكورة نقصا في حقها ، وقد ذكر الله أن هناك بعض أصناف من الذكورفي البهائم أحسن حالا من بني البشر حيث قال ( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل ) ، ويقاس عليه من ماتت عنده الغيرة فأصبح لايعنيه قضية عنايته وصيانته لأهله وذويه وأصبح المال أعظم في نظره من تلك القضية فتجده لايتورع عن أن يبحث لزوجته أو ابنته عن عمل مختلط مع الرجال ليكسب بضع دريهمات يدفع مقابلها أضعاف مضاعفة من القيم الإسلامية ومنها الحياء الذي هو شعبة من الإيمان و الذي إذا ضاع فقد الإنسان رجولته وأصبح ذكرا ، إن على كل منا أن يتدبر كلام الله ليحققه في واقع الحياة ، والله الموفق
==================
هــــل كل ذكر رجل ........؟؟!

الدنيا مواقف ومواجع ومفاجع وزوابع تجتاح افكار وقلوب الناس منهم كالجبل تراه شامخا فكل ما مره به لا يعدو كونه
كالريح ... ومنهم متلون متقلب متأرجح يكاد يسقط من نسمة هواء مرت به
الرجال الحقيقيون الذين تعمقت وتجذرت و تأصلت فيهم مباديء ومُثل عُليا غنية تلكم المباديء بكل جميل وبكل مفيد تكاد تجدهم لو بحثت عنهم فهم من إصالتهم لا يحبذون الظهور ....؟!