منتديات بلاد ثمالة

منتديات بلاد ثمالة (http://www.thomala.com/vb/index.php)
-   الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي (http://www.thomala.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   إن كان ذنبك عظيم فالله اعظم (http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=60410)

حامل القران 05-02-2010 06:04 PM

إن كان ذنبك عظيم فالله اعظم
 
الحمد لله رب العالمين كتب على نفسه الرحمة، أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يفرح بتوبته عبده وهو غني عنه، والعبد قد يعرض وهو فقير إليه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله كان يتوب إلى ربه ويستغفره في اليوم أكثر من سبعين مرة.

اللهم صل وسلم عليه وعلى إخوانه وآله وارض اللهم عن أصحابه وأتباعهم إلى يوم الدين..

أما بعد:

أيها الناس اتقوا الله ربكم، وتوبوا إليه من ذنوبكم، ولا تقنطوا من رحمة الله مهما بلغت ذنوبكم، فإنه يغفر الذنوب جميعا لمن تاب وأناب.

بقول الحق- تبارك وتعالى - في صفات المتقين: ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) (آل عمران: 135).

ويقول - تعالى - مؤكدا توبته ومغفرته لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى: ((وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى)) (طه: 82).

ويفتح الله طريقا إلى التوبة بالاستغفار وهو يوجه رسوله - صلى الله عليه وسلم - فيقول: ((وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً)) (النساء: 64).

أيها المسلمون.. ومن ذا الذي لا يخطئ في هذه الحياة، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون))[1].

ولاشك أن الناس متفاوتون في حجم أخطائهم على قدر إيمانهم ويقينهم بخالقهم، وعلى قدر خوفهم من العذاب أو صبرهم على الطاعات.. ومع ذلك كله فالله يفتح باب الرجاء لمن زلت به قدمه أو عثر به لسانه، أولم تطاوعه جوارحه فسبقته إلى المعاصي.

ويقول الباري -جل جلاله-: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) (الزمر: 53).

بل لعل الله - تعالى - يريد من الخلق أن يبقوا دائما وأبدا على صلة به فهم يحبونه ويتبعون أمره في حال عبوديتهم وطاعتهم وإقبالهم على الخيرات وجمع الحسنات.. وهم يخشونه ويطلبون منه المغفرة في حال ضعفهم وزلتهم إذ لا نصير لهم إلا الله.. ولا مجيب لهم سواه، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم)) [2].

وهذا الحديث كان يكتمه أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - رغم معرفته به ولم يتحدث به إلا حينما حضرته الوفاة وقال: ((كنت كتمت عنكم حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسوف أحدثكموه وقد أحيط بنفسي ثم ذكر نحوا من الحديث السابق)) [3].

أخي المسلم: وينبغي أن تحذر المعاصي ما ظهر منها وما بطن قدر طاقتك فهي لا تزال بصاحبها حتى تورده المهالك.. ومع ذلك فينبغي ألا تيأس من روح الله ورحمته، وألا يصيبك الإحباط والقنوط مهما بلغت ذنوبك، شريطة أن تقبل على الله، وأن تقف ببابه معترفاً مستغفراً، وإليك قصه هذا الرجل الذي تكرر ذنبه.

وفي كل مرة يقف بباب الله سائلا مستغفرا، فلم يخب أمله.

فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يحكى عن ربه - تبارك وتعالى - قال: ((أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال- تبارك وتعالى -: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال- تبارك وتعالى -: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال- تبارك وتعالى -: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك، قال عبد الأعلى: لا أدري أقال في الثالثة أو الرابعة اعمل ما شئت)) [4].

وفي رواية بمعناه وفي الثالثة قال: ((قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء)) قال الحافظ في الفتح، قال القرطبي: وفائدة هذا الحديث أن العود إلى الذنب وإن كان أقبح من ابتدائه لأنه انضاف إلى ملابسة الذنب نقض التوبة، لكن العود إلى التوبة أحسن من ابتدائها؛ لأنه انضاف إليها ملازمة الطلب من الكريم والإلحاح في سؤاله، والاعتراف أنه لا غافر للذنب سواه، ثم نقل الحافظ كذلك عن النووي قوله في الحديث أن الذنوب ولو تكررت مائة مرة، بل ألفاً وأكثر وتاب في كل مرة قبلت توبته أو تاب عن الجميع توبة واحدة صحت توبته)) وقوله: ((اعمل ما شئت)) معناه: ما دمت تذنب فتتوب غفرت لك [5].

أيها المسلمون: ما أعظم فضل الله: والمرء يمكنه بتوفيق من الله أن يخرج من ذنوبه وأن يتخفف من سيئاته، بملازمة الاستغفار، وهي كلمات يسيرة ((أستغفر الله.. أستغفر الله.. )) أو نحوها.. ولا شك أن الذي يقولها من قلب حاضر مستشعر لمعناها.. ومعترف بمغزاها يختلف عمن يقولها بلسانه وقلبه مشغول عنها.. وهذا ديدن الذكر كله فهو يحتاج إلى حضور قلب وتعظيم للخالق.

دموع الحب 05-02-2010 09:20 PM

رد: إن كان ذنبك عظيم فالله اعظم
 
تسلم على الموضوع جميل

Just Smile 05-02-2010 09:41 PM

رد: إن كان ذنبك عظيم فالله اعظم
 
نستغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم ونتوب اليه..
يعطيك العافيه اخي ما قصرت..

حامل القران 05-02-2010 10:54 PM

رد: إن كان ذنبك عظيم فالله اعظم
 
أشكركــــــــــــــم على المرور


الساعة الآن 07:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by