رد : ماذا ينتظر مشرف عقب الأحمر؟!/منقول.
الاثنين2 من رجب1428هـ 16-7-2007م الساعة 09:16 م مكة المكرمة 06:16 م جرينتش
مواجهات الأحمر!!
الجمعة 21 من جمادى الثانية1428هـ 6-7-2007م الساعة 10:31 ص مكة المكرمة 07:31 ص جرينتش
الصفحة الرئيسة > المسبار
صدامات بين الطلبة والشرطة بمحيط المسجد الأحمر
عصام زيدان
الخبر
تجددت الاشتباكات بمحيط المسجد الأحمر فجر اليوم الجمعة, فيما رفضت الحكومة الباكستانية عرض الاستسلام المشروط لنائب إمام المسجد عبد الرشيد غازي لإنهاء الأزمة.
التعليق
المواجهات التي ما زالت تدور رحاها في محيط المسجد الأحمر بإسلام أباد بين قوات الأمن الباكستانية والطلبة الذين ينتمون للمسجد ومدرسته تثير ردود أفعال متباينة, وتختلط من جرائها الأفكار بالمشاعر ومن ثم يقف المرء متحيرًا لبرهة.
مبعث تلك الحيرة الآخذة بتلابيب الفكر والعقل معًا هو اختلاط القضايا العادلة والمطالب المشروعة بالأفعال الممنوعة والمآلات المحظورة, فمع سلامة النيات وحسن المقاصد الجزئية تأتي الآفات من جراء إغفال مقاصد الشرع الكلية، والضرب صفحًا عن معطيات الواقع المرير الذي ينصب الشبك، ويضع الفخاخ متلمسًا الفرصة المواتية واللحظة السانحة؛ ليصل إلى مراده وينفذ مآربه التي لا يستطيع لها ردًا ولا يملك لها دفعًا؛ إذ إنها من الأسياد الغربيين قد جاءت.
نقول من وحي تلك المواجهات أن بعدًا غائبًا، وما زال، عن عقول بعض الإسلاميين, إذ يتلمسون التعاطي مع ذلك الواقع الملتبس من خلال نظرة لا تتجاوز بعد القدم, ويغفلون عن سياسية شرعية وضع الأقدمون أسسها وقواعدها تساس بها الأمور وتدار بها الأزمات، ونتلمس فيها الحلول لهذا الواقع الذي عظمت فيه المؤامرة على الإسلام ليس فقط من قِبل الغرب المتآمر بطبيعته، ولكن أيضًا ممن هم من بني جلدتنا ولكنهم راحوا يلبسون مسوحًا أخرى وينسلخون من جلدهم وهويتهم في مقابل ما منحهم الغرب من ثياب لا تستر عوراتهم, بل هي تفضح أكثر مما تستر.
إن المؤامرة على التعليم الديني في باكستان وغيرها من بلاد المسلمين ليست وليدة اللحظة على كل حال, وإنما تعود إلى سنوات خلت يوم أن برزت طالبان على سطح الأحداث، وتمكنت في برهة من الزمن من إخضاع بلاد الأفغان لسيطرتها؛ فجاء الهوس الغربي بضرورة القضاء على تلك المدارس, ومن ثم بدأت المؤامرة الداخلية تحاك ضد المدارس الواحدة تلو الأخرى.
في ظل تلك المؤامرة التي حيكت خارجيًا ووجدت آذانًا مصغية داخليًا؛ كان حتما حينئذ أن تتلمس تلك المدارس الفخاخ لتتجنبها, وتفتح أعينها على الشراك المنصوبة لتبتعد عنها، لا لتفجرها على النحو المشاهد.
ففي هذا العام الانتخابي للرئيس الباكستاني برفيز مشرف, الذي يعلم أن سبيل البقاء على الكرسي مرهون برضا الخارج، الذي لن يكون مضمونًا إلا بسخط الداخل المتشبث بأهداب الدين ستتفجر الأزمات تلو الأزمات، وستدور رحى الحرب على تلك المدارس وعلى كل القوى الوطنية والإسلامية على حد سواء، حتى تمر عاصفة يوم الانتخاب ويضمن برفيز البقاء المشروط.
فمن الحملة العسكرية على وزيرستان, والتغاضي عن الانتهاكات العسكرية الأمريكية التي يذهب ضحيتها العشرات من المدنيين الباكستانيين, إلى تكثيف الحملة الإعلامية والعسكرية على طالبان؛ دعمًا للمشروع الأمريكي, مرورًا بإقصاء رئيس المحكمة العليا افتخار شودري, ثم الإجهاز على المدارس الدينية وتلغيمها الواحدة بعد الأخرى يمضي برفيز مشرف بأرجل مرتعشة وأعين زائغة إلى فترة رئاسية جديدة، مشمولة بالرضا الأمريكي والسخط الداخلي، الذي قد لا يجعله يهنأ في مقامه فترة طويلة... والتاريخ على كل حال ينتظر ليسجل الفصل الختامي في مسلسل "الخيانة".
|