السعوديون والإماراتيون في الطليعة
عيون المستثمرين الخليجيين تتجه نحو اليمن والمغرب العربي
دبي- مكتب "الرياض " - عزالدين مسمح:
تشهد الاستثمارات الخارجية الخليجية خلال السنوات الماضية توسعا ملحوظاً لتشمل العديد من الدول في الشرق والغرب بل وشملت كافة القطاعات من مشاريع صناعية إلى إنشاء المباني والعقارات والأبرز هو شراء أسهم في شركات كبرى ، ويرى بعض المحللون في هذا المجال حدوث تحول ملموس في التوجه الجغرافي في مجال الاستثمارات الخارجية للشركات الخليجية وعلى وجه التحديد السعودية والإماراتية ، يتمثل ذلك في الإعلان عن عشرات المشروعات في العديد من الدول العربية خاصة مصر والمغرب العربي والأردن وسوريا واليمن ، حيث تم الأعلان مؤخراً أن بعض الشركات السعودية إتجهت إلى اليمن نظرا لما يتمتع به الأخير من جو استثماري خاصة في مجال العقارات وإنشاء المصانع، حيث شرعت شركتان سعوديتان متخصصتان في الاستثمارات السياحية والعقارية في تنفيذ مشروعين عقاريين سياحيين منفصلين في اليمن.، يقع المشروع الأول في مدينة المكلأ في محافظة حضرموت والثاني في مدينة "إب"، وحسبما ذكرت الأنباء في حينها يتوقع أن تصل تكلفتهما الإجمالية بعد استكمال كافة مراحلهما إلى 300مليون دولار. ويتكون مشروع "درة المكلا" من خمس مناطق رئيسة هي "قرية المارينا" وهي عبارة عن قرية محاطة بالمباني السكنية المطلة على المارينا والبحر، "حي الجزر" يشكل منطقة فلل ديلوكس ومطاعم فاخرة، "كرنيش بحري" وهو حي سكني يجمع مابين المباني الفخمة والشاليهات، "نواة المشروع" تحتوي على مراكز ثقافية واجتماعية وشبكات مواصلات ومحال اتصالات تخدم المشروع بأكمله، إضافة إلى جامع كبير وملاعب ومنتزهات ترفيهية، وسيتم تنفيذ عدد من المنشآت المدنية تضم 238فيلا، 1240شاليها، 1570شقة سكنية. سيستوعب عند اكتماله نحو 20ألف شخص، وسيقام على مساحة 4.50ملايين م 2، والمشرع الآخر والذي تبلغ تكلفته الأولية 30مليون دولار عبارة عن منتجع سياحي في مدينة إب، ويجري تنفيذه على ثلاث مراحل ويتكون من 69غرفة وثلاثة أجنحة وقاعات اجتماعات متعددة الأغراض تتسع ل 600شخص ومسجد يتسع ل 300مصل، ومهبط للطائرات المروحية وناد رياضي و 26فيلا عادية مساحة 160مترا مربعا و 40فيلا أخرى خاصة بكبار الضيوف والزوار وأماكن ترفيهية للأطفال.
وتشير بعض التقارير لوسائل الإعلام اليمنية أن الاستثمارات السعودية العقارية والسياحية المباشرة منها وغير المباشرة تحتل المرتبة الأولى في اليمن تليها دولة الإمارات ثم الكويت. وأشارت التقارير ذاتها أن حجم الاستثمارات العقارية والسياحية السعودية في اليمن منذ عام 96حتى مطلع العام الجاري ارتفع إلى نحو 600مليون دولار ( 2.25مليار ريال سعودي). ولم تشر الإحصائيات الصادرة عن الجهات المعنية بالاستثمار في اليمن إلى الرقم الحقيقي للاستثمارات الخليجية عامة والسعودية خاصة، حيث هناك استثمارات سعودية مباشرة وهي معروفة ومسجلة بأسماء السعوديين بينما هناك استثمارات سياحية وعقارية سعودية غير مباشرة ويعود ذلك إلى تداخلها مع الاستثمارات المحلية اليمنية والخليجية والعربية والدولية أيضا نتيجة تسجيلها بأسماء مستثمرين يمنيين أو غير سعوديين باعتبارهم شركاء. هذا ويتوقع العديد من الخبراء والمتابعون للسوق العقارية في اليمن أن ترتفع الاستثمارات العقارية والسياحة السعودية خلال الأعوام المقبلة بمليارات الدولارات خاصة وأن العديد من المستثمرين السعوديين بدأوا فعلاً بدراسة السوق العقارية في اليمن كي يضخوا أموالهم هناك آملين جني الأرباح من وراء ذلك خاصة وأن الحكومة اليمنية تطرح العديد من المشاريع كي يتم تطويرها وترميمها كميناء عدن والذي عرضت الحكومة اليمنية بالفعل تطويره وهناك منافسة كبيرة بين العشرات من الشركات للظفر بالعقد .
وبالنسبة للإستثمارات الإماراتية في اليمن فقد دشنت مؤخراً شركة هيتس يونيتل ، المشغل الثالث للهاتف النقال في اليمن اسمها التجاري واي تمهيدا لإعلان بدء التشغيل الرسمي خلال الأسابيع القليلة القادمة. وتفيد التقارير أن هناك مستثمرين من دولة الإمارات تصل نسبة مشاركتهم في أسهم الشركة إلى حوالي 18%. أما بالنسبة للاستثمار في الجزائر فقد أفادت تقارير اقتصادية أن المفاوضات تتواصل لتسيير نهائي لحاويات ميناء الجزائر حيث عرضت موانئ دبي أكثر من 120مليون دولار للاستثمار في ميناء جن جن في "مدينة جيجيل 300كلم شرق الجزائر العاصمة". وقالت مصادر أن مفاوضات تجري حاليا بين مجموعة موانئ دبي والسلطات الجزائرية لحصول الأولى على حصة في نهائي الحاويات لميناء "جن جن" بولاية جيجل والقيام باستثمارات بالمنشأة وقد أبدت الشركة الإماراتية استعدادها لاستثمار ما بين 120إلى 150مليون دولار لتحديث الميناء وجلب تجهيزات جديدة وعصرنته، فيما عرفت المفاوضات الرامية إلى تمكين الشركة الإماراتية من الدخول في شراكة لتسيير نهائي حاويات ميناء الجزائر مرحلة متقدمة.