شارك فيها 250ألف طالب و 4آلاف معلم ومشرف تربوي
12مليون ريال لتجهيز 450مركزا صيفياً للبنين في كافة مناطق المملكة
تحقيق - هيفاء الهلالي
تعتبر خطط وزارة التربية والتعليم خططاً منظمة لاستفادة الطلبة والطالبات من كل ما تقدمه الوزارة ضمن تحقيق سياسة التعليم في المملكة، فلم تكتف بتوفير إمكانيات التعليم وتقنياته المختلفة ضمن العام الدراسي فقط، بل امتدت إلى الإجازات حيث وفرت تلك المراكز الصيفية والتي حملت مسمى الأندية الرياضية (للبنين) قبل عامين وذلك ليحمل بين طياته مفهوماً أوسع وأشمل وأقرب لجيل هذا العصر لتطوير الأنشطة وتنوعها ولقد تجاوزت النوادي الصيفية في جميع مناطق المملكة 450نادياً صيفياً للبنين بميزانية تتجاوز ال 12مليون ريال و 250ألف طالب تحت إشراف وتسخير ما يفوق ال 4آلاف معلم ومشرف تربوي، ويوازي هذه الاعداد لدى (البنات)، كما سعت الوزارة إلى تهيئة الطلبة والطالبات بتوفير الاعداد ما بين 250- 300طالب أو طالبة لكل مركز وتعزيز الأنشطة بالميزانية الجيدة، مع توافر كل تلك الميزانية الهائلة والتي تزداد كل عام عن العام الذي يسبقه هذا بالإضافة إلى المصروفات طوال العام الدراسي، فما فرص استغلال المراكز أو النوادي الصيفية للتقليل من عبء المصروفات الدراسية طوال العام؟ وتحقيق استثمار الأنشطة الصيفية في توفير ميزانية العام الدراسي أو توفير دخل إضافي ثابت لميزانية المدارس طوال العام؟
تقنيات الكتابة
تستغرق الأنشطة والبرامج التدريبية للنوادي ما يقارب 3أشهر وهي فترة تكفي لتحقيق الهدف من وراء الدورة التدريبية التي تخصص للمرحلة على اختلاف عمرها وتعليمها وان لم يكن قبل 25عاماً أي جدل حول توسع المراكز الصيفية وعطاءاتها المطلوبة والتي كان الهدف منها منع الشباب من السفر إلى الخارج واشغال وقت الفراغ، إلاّ أننا في هذا الوقت المتأرجح بالأفكار والمعتقدات والعولمة السريعة لكل جزئيات حياتنا فإنه أصبح من الضروري تكثيف الدورات وتنوعها بأحدث الطرق المتاحة المطلوبة وحول هذه النقطة تشير المشرفة التربوية زيون العتيبي إلى نوعية بعض الدورات التي تدرس في المراكز الصيفية مثل الخط وتقنياته ومدى استخدام الطرق الحديثة في التدريب لأنواع الخطوط والكتابة على الورق والخشب والتدرج إلى الحرفة الكتابية الصناعية كالنحت والحفر على النحاس والخشب والكتابة على الإطارات باستخدام النقش والكتابة الإسلامية والتي ترتبط بحقب تاريخية مختلفة من تراثنا العربي والإسلامي واستخدام الإنترنت للدخول إلى ثقافات المجتمعات الأخرى، فتلك الدورات عند الطلبة والطالبات تمثل قاعدة في تخريج كوادر على قدر عال من التقنية والمستوى البارز في هذا النشاط والذي لابد ان يستخدم في صناعة نشاط المدرسة الأسبوعي وذلك بتدريب بقية الطلبة فتكون ريادة الإبداع لطلبة تلك المراكز الصيفية لتأهيل بقية الطلبة لممارسة الخط العربي ولإنتاج تلك اللوحات الجيدة التي تفيد في تنظيم وتزيين المدرسة وتوفير ميزانية النشاط والبالغة 45% والتي عادة تذهب إلى جيوب الخطاطين والرسامين في تلك المحلات والتي تصل إلى مبالغ عالية فعلاً مما يحد إدارات المدارس للعجز عن ايفاء بعض البنود بسبب استنزاف الميزانية لذلك، كما ان رعاية الموهوبين والموهوبات في فن القصة والرواية والتأليف والشعر والخطابة كل تلك الأمور تدعم الأنشطة الأسبوعية حول ترؤسهم إدارة المجموعات داخل الصف لإنتاج القصص المختلفة والقصائد الجميلة وطباعتها وادراجها ضمن المكتبة المدرسية والعمل على الترويج لها من خلال منشورات دعائية للأهالي وطبعاً سيكون هناك إقبال على شرائها لأن اعتزاز الأهل بإنتاج أبنائهم كبير وربما طالبوا بنسخ إضافية للتوزيع على بقية الأقرباء من باب الفخر، فالاستثمار هنا يكون من أجل التوفير وأيضاً لإتاحة تنفيذ مشاريع إنسانية متعددة أو على الأقل تبقى هناك كميزانية احتياطية للأعوام القادمة.
طريقة التسجيل
هناك تقليد في تقسيم الطلبة والطالبات فمثلاً يجمع الصف ما بين 15- 20طالباً أو طالبة ويطلق على كل قسم اسم معين يحمل دلالة ذات علاقة بالمبادئ الإسلامية أو القادة أو الصحابة والصحابيات أو ذي صلة بالصفات الإسلامية الحميدة ولكل مجموعة رائد أو رائدة ومعهما من ينوب عنهما في حالة غيابهما أو في حالة تراكم الأعمال والأنشطة والمهام وتنظيم وترتيب المعارض الفنية وعرض المنتجات الصيفية لتلك المراكز والتي تتنوع أنشطتها من محاضرات وتنظيم المسابقات الثقافية والدينية والرياضية (للبنين) ودورات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية وتنمية مهارات الطلبة والطالبات في فن الرسم والتصميم وفن الديكور والخياطة والحرف المهنية ورعاية الموهوبين والموهوبات واستناداً لذلك التنوع توضح هيا الحارثي مديرة مركز صيفي بجدة عن استثمار أنشطة المراكز الصيفية المختلفة لرعاية تلك المصروفات الكثيرة طوال العام يتم من خلال التعهد والمتابعة للتسجيل لأعداد معينة من كل مدرسة في تلك المراكز الصيفية وتشجيع الطلبة والطالبات المتفوقات بالتسجيل فيها وهذا في حالة عدم ارتباطهم بالسفر فترة الإجازة وان كانت فترة التسجيل عادة تكون بعد الاختبارات النهائية فاقترح ان يكون التسجيل قبل ذلك بزمن فلا تكفي الإعلانات التي توضع في الشوارع للتسجيل بل يجب ان يكون هناك توعية إذاعية في الشهر الأخير الذي يسبق الاختبارات لتحقيق وعي كامل ليس فقط لدى الطلبة والطالبات بل أيضاً لدى أولياء الأمور عبر المطويات والتي توزع عليهم والتعريف الشامل بأهداف المراكز وصفتها التعليمية والأنشطة والدورات التي تحقق طموحات ومواهب وإبداعات الطلبة والطالبات وذلك لتنمية تلك المواهب ورعايتها واكتشاف الإبداعات لدى غيرهم من الطلبة، ونحن هنا نفند احتياجات أي مدرسة من تلك الميزانية المصروفة لوجدنا ان بنودها محدودة ومصروفات مستلزمات المدرسة الورقية وبالطباعة والصيانة لبعض الآلات والتي تشملها صيانة إدارة التعليم أو التي تستوجب قطعاً جديدة تبلغ عالية التكلفة وهذا يدفعنا إلى تنظيم خريجي وخريجات أنشطة المراكز الصيفية لتشغيل تلك المواهب كموارد ودعم لمشاريع المدرسة المتجددة والمتغيرة حسب الحاجة.
الخيمة التسويقية
فدوى علي معلمة فنية تعطي دورات في المركز الصيفي ترى بأن من خلال إنشاء اللوحات الفنية والتشكيلية ومساعدتهم على إقامة دورات خاصة بهم برسوم رمزية تدفع ضمن الأنشطة المدرسية فالخروج عن المألوف لاضفاء الفائدة أمر هام بدلاً من الجمود والسير على خط وايقاع واحد قد لا يحقق الفائدة المرجوة، كما ان يكون هناك تسعيرة بسيطة كأن تكون ب 100ريال مما يجذب الغير على الشراء واستغلال قدرة الطالبات على صناعة المفارش الخاصة بغرف النوم وطاولات الطعام والستائر والأغطية الخاصة بالأواني وعلب المناديل والقيام بعمل مستلزمات المواليد من خلال إنتاج كل ما يخص الطفل من ملابس وفراش للسرير وألعاب خصوصاً ان هناك من يحتفل عادة بأسبوع المولود وكل تلك تدعم الناحية المادية ولو أردنا تحريك إبداعات الطلبة الحرفية عبر الورش المهنية لأنتجوا آلاف الصناعات اليدوية والتي قد تضاهي تلك الموجودة في الأسواق فالنقطة الهامة هي استثمار جيد لميزانية المركز الصيفي ليتحقق مردود يفوق التوقعات بعد ذلك، فلابد من ربط أنشطة العام الدراسي والإجازة رابطاً وثيقاً قائماً على التعليم والتعلم وتدريب واستثمار الجهود وخصوصاً إذا كان هناك مشروع الخيمة التسويقية المدرسية شأنها شأن تلك التي تقام في الإجازة الصيفية أو تلك التي يعلن عنها بين فترة وأخرى بين الفصول كالخيمة التسويقية في الربيع والشتاء فبالاعتماد على الطالبات المتدربات والطلبة المدربين في المراكز الصيفية قد تصل بالمدارس إقامة خيام تسويقية وليس مجرد معارض ونحن نعلم بأن بعض الأفكار قد تبدو غريبة أو صعبة ولكن بالتعاون والتضامن نستطيع استغلال القدرات الإبداعية لطلبة وطالبات المراكز ولاسيما أنهم قد تلقوا المعلومات ضمن حرية تامة واستمتاع بعيداً عن ضغط المدرسة والواجبات المنزلية والاختبارات وهذا يسهل الفهم ويوسع الادراك بطريقة أفضل.
الأسهم التجارية
كل يوم تزداد المراكز الصيفية وتنتشر ويختلف توزيعها حيث يتواجد أكثر من مركز في منطقة سكانية واحدة بينما لا يوجد أي مركز في بعض مناطق الأحياء للمدينة وذلك حسب الكثافة السكانية لتلك المناطق مما يجعل فكرة توفير المواصلات اقتراحاً قائماً لتشجيع الانضمام للمراكز ومع تزايد أعداد المتضمنين للمراكز تزداد المصروفات وحول هذه النقطة تقترح مها الشامي معلمة إنجليزية في مركز صيفي بأن تطرح أنشطة بالامكان ان يستفاد منها والمطلوب هو ان نعزز أهمية استغلال تلك المصروفات على المراكز الصيفية للاستفادة التي تصب مباشرة على سير المصروفات طوال العام، ولو كان هناك تنظيم لابداعات الطلبة والطالبات وتخزينها ضمن خزين المدرسة والخلفية الاحتياطية في الصرف لاستطعنا ان نطور من إنتاجهم في المدرسة عبر الاستفادة المهنية من ملتحقي المراكز، وإما من خلال عقد صفقات تجارية لمبدأ الاستثمار المدرسي من خلال المشاركة في الإنتاج مع تمويل المدرسة بالمواد الخام والمشاركة كأسهم للمبيعات ضمن المحلات التجارية أو المعارض المفتوحة في الحدائق العامة وهنا نرسخ مبدأ الاستثمار ضمن قيمة اجتماعية تخدم المدرسة كونها جزءاً من هذا المجتمع وتهدف إلى خدمة وتطوير أفكار المتدربين في المراكز مع توزيع عادل في الأرباح مما يدعم صورة الميزانية المدرسية الهابطة مهما علت بسبب كثرة المشاريع والمساهمات المطلوب تحقيقها في الأنشطة والأيام والأسابيع العربية والمناسبات الدينية والتراثية.