تنافس الصالات وتعمل بلا ترخيص أو رقابة
بريق الأرباح يحول مزارع الأحساء الخضراء إلى استراحات ملونة للمناسبات
غادة البشر - الأحساء
رغم أن الأحساء محافظة زراعية بالدرجة الأولى ، الأ أن الأراضي الزراعية بها لم تعد تحمل القيمة ذاتها لدى ملاكها حيث شهدت خلال الفترة الأخيرة ظاهرة تحويل عدد كبير من المزارع الى استراحات يتم تأجيرها للاستفادة من عائدها المادي و ذلك على حساب المساحة المزروعة التي قضى البناء على جزء كبير منها . حيث تضم مئات من حيازات المزارع الصغيرة والتى تحولت الى استراحات بسبب عدة عوامل ابرزها بريق الارباح واسباب اخرى يكشفها عدد من ملاك المزارع او بالاحرى الاستراحات خلال الاستطلاع التالي .
إقبال ومنافسة
في البداية يؤكد « أبو علي « أن هناك أسبابا كثيرة دفعت أصحاب المزارع بتحويل مزارعهم لاستراحات أهمها ضعف عائد المحاصيل الزراعية خاصة و أن معظم المزروعات نخيل اضافة لطبيعة بعض ملكيات المزارع و الحيازات كالأوقاف و العرق و التى تؤجر دون بيع .
ويضيف أبو أحمد أن ابرز العوامل التى شجعت أصحاب المزارع على تحويل مزارعهم الى استراحات هو الأقبال الكبير من قبل الناس على تأجيرها بعد ان أصبحت تنافس الصالات منافسة لايستهان إضافة لكونها واجهات سياحية للمحافظة فضلا عن استقطابها للرواد نتيجة رخص أسعارها كما أن استثمارها لا يكلف صاحبها شيئا فالتكاليف لا تتعدى ترتيب المكان و احضار عامل حراسة و تنظيفها مع تركيب تلفون بها ان أمكن .. فلا رسوم ولا رقابة .
قواعد واشتراطات
ويتحدث منصور العلي عن وجود دراسة لتحديد قواعد واشتراطات لانشاء الاستراحات ومنها الا تقل مساحتها عن 300 متر و تحديد مواقف و مراعاة تطبيق وسائل الامن و السلامة ونظام السيطرة على الحريق اضافة لما تردد عن تركيب عدادات للمزارعين .. ولم يتم تنفيذ شئ حتى الان ولا يزال الوضع كما هو عليه وطالب بسرعة تنفيذها خاصة و أن أحواض السباحة بتلك الأستراحات غير مؤهلة وتفتقد الامان .
اسعار مناسبة
ومن جانبهم يرى مواطنون ان تلك الاستراحات قضت على مشكلة حقيقية للمقبلين على الزواج فيما يختص بإقامة حفلات الزفاف أو الخطوبة و يرى ماجد السعيد أن الاستراحات جاءت رحمة خاصة لمحدودي الدخل من نار اسعار الصالات و الفنادق التي تقصم ظهر المقبلين على الزواج وتفرغ جيوبهم كما أنها اصبحت مكانا ملائما لإقامة الولائم و الحفلات الخاصة و أمسيات الشباب أيضا و لكنها مع ذلك تحمل العديد من العيوب و السلبيات ومنها العمل بلا ترخيص و لا تخضع لأي جهة رقابية سواء الزراعة أو الدفاع المدني إضافة لاستهلاكها كميات كبيرة من المياه خاصة في فصل الصيف والتى يتم تصريفها بشكل عشوائي بتحويلها للمصارف بدلا من الاستفادة منها في الري وهو نفس الحال لفضلات الصرف الصحي التي تحول هي الأخرى للمصارف مسببة تلوث البيئة .
رقابة غائبة
ومن جهة اخرى تعالت اصوات بعض الرجال والسيدات الرافضين للاستراحات التى تحولت الى مكان لسهرات و تجمعات الشباب حتى ساعة متأخرة من الليل ويؤكد مهند عبد الله أن اخطر سلبيات الاستراحات هو وقوع بعضها في مفترق طرق مما يسبب الحوادث ويشكل خطرا على الأطفال من المصارف . علاوة على عدم وجود رقابة عليها مما يفسح المجال لضعاف النفوس لاستغلالها في ارتكاب سلوكيات غير أخلاقية .
وقت مفتوح
وتشكو وعد ومنى و نهلة من الوقت المفتوح لعمل تلك الاستراحات والتي تتيح للازواج السهر خارج المنزل لاوقات متأخرة يوميا مما يهدر الكثير من وقتهن و يسبب بمرور الوقت فجوة عميقة ومشاحنات يومية داخل المنازل قد تهدد الحياة الزوجية ويطالبن بتنظيم وقت العمل بتلك الاستراحات . ويطالب عدد من المواطنين بالاستفادة من الاستراحات و تنظيمها بشكل مناسب خاصة و أنها تعتبر واجهة سياحية لمحافظة لأحساء مع الزام أصحابها بالتقيد بقواعد الأمن و السلامة والأسعار المحددة للاستفادة منها بالشكل الامثل .