نتائج الشركات النصفية يدفع سيولة الأسهم السعودية إلى تبديل المراكز
بعد أن شهد المؤشر العام للسوق أداء سلبيا الأسبوع الماضي
الرياض: جار الله الجار الله
تنطلق اليوم صافرة التعاملات في سوق الأسهم السعودية معلنة بدء أسبوعا جديدا بعد توقف لإجازة نهاية الأسبوع الماضي، والذي عانت السوق خلاله تقلبات في حركة المؤشر العام بعد أن غلب على أدائه التوجه السلبي مقارنة بإغلاق الأسبوع الذي سبقه مسجلا خسارة قاربت 1.2 في المائة. ونتجت هذه الخسارة عن إنهاك السوق لحركة أسهم الشركات القيادية بعد الارتفاعات المتواصلة في الأسابيع الماضية.
كما شهدت السوق اختفاء ظاهرة إعلانات الشركات للنتائج النصفية والتي انعكست على هدوء السوق. أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» محمد العنقري خبير استثماري، الى أن سوق الأسهم السعودية شهدت خلال الشهر الماضي نهاية إعلانات الشركات للنتائج النصفية والتي كشفت عن نمو قوي في الأرباح أكثر من توقعات السوق، مفيدا أن هذه النتائج أعطت صورة أوضح لنتائج 2007 كاملا والتي عكست أرباح جيدة ومكررات ربحية مستقبلية مغرية.
وأضاف العنقري أن هذه الإعلانات دفعت التعاملات خلال الشهر المنصرم إلى دخول السيولة في عمليات تبديل المراكز والتي اتجهت إلى أسهم الشركات ذات النمو الأقوى، وعلى وجه الخصوص في القطاع الصناعي والأسمنتي والاتصالات، مؤكدا على أن هذا التوجه يأتي من المحافظ الكبرى التي تستهدف توزيعات الشركات السنوية المتلهفة لها. ويتوقع العنقري أن تشهد السوق تذبذبا يميل إلى الهبوط خلال تداولات أول أيام الأسبوع، مستدركا بالقول إن هذا الهبوط لن يكون بصورة تراجع حاد بقدر ما هو حركة فنية تهدف إلى اختبار متوسطات التداول والتقليل من مستوياتها السعرية، موضحا أن هذا السلوك يخدم جانب التحرك الايجابي المتوقع للسوق مستقبلا.
ويؤكد العنقري على أن الحركة العامة للسوق تتجه إلى الايجابية والاتجاه التصاعدي الذي يوصلها إلى تحقيق الربحية على صعيد التعاملات الأسبوعية، مستدلا على تفاؤله هذا بأن أسعار أسهم الشركات تقف عند مكررات ربحية منخفضة، مما يعطيها مساحة تحرك سعرية تساعدها في الوصول إلى أسعارها العادلة.
ويعزز العنقري توقعاته المستقبلية المتفائلة، في أن السوق تعيش عند مكررات أرباح تاريخية بين 18 و16 مرة، بالإضافة إلى أن أسهم بعض الشركات المؤثرة في حركة المؤشر العام تتداول عند مكررات ربحية مستقبلية متدنية وأقل من المكرر التاريخي للسوق، والتي تعكسها معادلة تقسيم المكرر الربحي الماضي على نسبة النمو المعلنة للشركة. ويرى أن مكررات الربحية المقسومة على نمو الأرباح هي التي تهم المستثمرين لأنها تكشف عن الأرقام المستقبلية المنتظر تحقيقها من الشركة بعكس ما أعلن عنه فهو يعد من الماضي، مبينا أن هذه العملية تؤكد الايجابية التي يستقبلها السوق خلال النصف الثاني من العام الحالي. ويعلق العنقري على ما يتم تداوله حول تأثير الأوضاع السياسية في المنطقة على مجريات السوق بقوله «إن السوق استطاعت هضم جميع الأحداث السلبية الماضية والتي عانت منها السوق منذ بداية انهيار فبراير (شباط) العام الماضي، إذ لا تعتبر أحداث مفاجئة للسوق، ولا يمكن أن يطال تأثيرها التعاملات إلا إذا تحولت إلى أحداث مباشرة».
من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» صالح السديري محلل فني، أن المؤشر العام خلال تعاملات الأسبوع الماضي من مستويات المقاومة المتمثلة في مستوى 7630 نقطة والتي ردعت السوق عن الاتجاه التصاعدي، ليلجأ المؤشر العام للتراجع بحثا عن منطقة شرائية تحفز السوق للارتفاع الذي يدعمها لاختراق مستويات المقاومة. ويؤكد المحلل الفني السديري على أن مستوى 7490 نقطة كانت بمثابة مستويات دعم قوية بعد أن أثبتت قدرتها على الوقوف في وجه نزيف السوق بعد أن اصطدم بها المؤشر في تداولات الايام الثلاثة الأخيرة من الأسبوع الماضي، مرجحا أن تدخل السوق في موجة ارتدادية في هذا الأسبوع توصل المؤشر لمستويات 7600 نقطة.