قلق أوروبي حول الغاز بسبب الخلاف بين موسكو وروسيا البيضاء
اجتماع لشبكة التنسيق الأوروبية لأمن الطاقة
بروكسل : عبد الله مصطفى
قالت المفوضية الأوروبية وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد الاوروبي انها ستوجه الدعوة لعقد اجتماع لشبكة التنسيق الأوروبية لأمن الطاقة الأسبوع القادم على خلفية اندلاع خلاف بين روسيا وبيلاروسيا حول الغاز. وقال المتحدث باسم المفوضية ببروكسل إن الجهاز التنفيذي الاوروبي يعتبر أن أمن المصادر التي تمد دول الاتحاد بالطاقة أساسي بالنسبة لدول الاتحاد مضيفاً «إن أي خلاف بين الدول المجاورة للاتحاد والتي تمدنا بالطاقة يثير قلقنا بشكل جدي». ودعا المتحدث كلا من موسكو ومينسك إلى حل خلافاتهما بشكل ودي وقال «ندعو الطرفين إلى إيجاد حلول توافقية وإلى احترام التزاماتهما المتبادلة». كما أشار المتحدث إلى وجود اتصالات دائمة بين أعضاء شبكة التنسيق الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد والمفوضية الأوروبية للوقوف على مدى تطورات أسواق الطاقة وأمن المصادر.
وتأتي الدعوة لاجتماع أعضاء مجموعة التنسيق الأوروبية لأمن الطاقة، كرد فعل أوروبي على الخلافات الأخيرة بين روسيا وبيلاروسيا حول أسعار الغاز والنفط، «وهو الأمر الذي يخشى من تأثيره المباشر أو غير المباشر على احتياطيات الطاقة الأوروبية وأمن المصادر التي تمد دوله بمنتجات الطاقة المختلفة»، وقالت مصادر أوروبية ببروكسل إن المشاركين في اجتماع الأسبوع المقبل سوف يقومون بدراسة آثار الخلاف الروسي ـ البيلاروسي وتداعياته على أمن احتياطيات الطاقة الأوروبية.
وكانت بروكسل قد شهدت في العاشر من مايو (ايار) الماضي انعقاد الاجتماع الأول لأعضاء شبكة الاتصال الأوروبية لأمن الطاقة، والتي تضم ممثلين عن الجهاز التنفيذي للاتحاد الاوروبي والدول الأعضاء وبرعاية مفوضة العلاقات الخارجية بنيتا فالدنر. وتعتبر شبكة الاتصال الاوروبية لأمن الطاقة بمثابة أداة جديدة تعمل من أجل تقوية قدرة الاتحاد على جمع المعلومات حول أمن الطاقة وإصدار رسالة تحذير قوية في حال حدوث حالة اضطراب في إمدادات الطاقة في مكان ما على أراضي المجموعة الاوروبية الموحدة».
وجاء تشكيل هذه الشبكة بعد أقل من ستة أشهر من اتخاذ القرار بشأنها في القمة الأوروبية التي انعقدت في ديسمبر (كانون الاول) 2006، ووصفت فالدنر تشكيل شبكة الاتصال بانها خطوة مهمة في سبيل تطوير سياسة الطاقة الأوروبية، واضافت في تصريحات لها ببروكسل في وقت سابق «الشبكة الاوروبية لأمن الطاقة ستساهم في تشكيل الصوت الأوروبي الواحد الذي سيدير البعد الخارجي لسياسة الطاقة، فضلا عن اننا سنتمكن عبر الإنذارات التي ستطلقها الشبكة من التعامل بفاعلية وثقة مع أي أزمة محتملة في إمدادات الطاقة».
ومن جانبه قال المفوض الأوروبي المكلف شؤون الطاقة، أندرياس بيبالجز، أن اولويات عمل الشبكة سوف تركز على دراسة حجم المخاطر وتقييم وتحديد مصالح الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة، وهو الأمر الذي سيتم على أساسه تنسيق السياسات الأوروبية ليصار إلى تبني سياسة موحدة على الصعيد الخارجي في مجالات الطاقة المختلفة.
وقالت المفوضية ان أعضاء الشبكة قاموا بمعاينة إشكاليات تأمين وضمان تزود الاتحاد الأوروبي بالطاقة وتقييم البعد الخارجي والوضعية الحالية والمخاطر المحدقة اوالمحتملة لتعرض أوروبا لأزمة في مجال الإمدادات.
وجاء الاجتماع الاول للشبكة في وقت تشهد فيه الهيئات الأوروبية جدلا متصاعدا بشأن مصداقية السياسة الأوروبية في مجال تأمين إمدادات الطاقة وتوترا متصاعدا مع روسيا وتحديدا بشان إمدادات الغاز وارتعاشا في التعامل مع تقلبات الأسواق.
ورفضت الدول الأوروبية حتى الان أي إرساء لسياسة موحدة ومشتركة في قطاع الطاقة.. كما ان اتفاقية الوحدة الأوروبية المعمول بها حتى الآن لا تنص على دمج سياسات الطاقة او التعامل معها بشكل مؤسساتي موحد.