79 شركة إسلامية مدرجة في أسواق الأسهم الخليجية قيمتها السوقية 115 مليار دولار
- الكويت - كونا: - 23/07/1428هـ
أجمع مراقبون لأوضاع أسواق الأسهم الخليجية، أن الشركات الإسلامية المدرجة في هذه البورصات تلعب دورا محوريا في تحريك أداء السوق.
وأوضحوا أن التمويل الإسلامي أصبح من أكبر مجالات التمويل العالمي القابلة للنمو نظرا لإقبال المستثمرين على توجيه استثماراتهم نحو الشركات التي تتوافق أنشطتها مع أحكام الشريعة الإسلامية وهو الأمر الذي يمهد الطريق إلى قيادتها المناحي الاقتصادية كافة في المنطقة الخليجية. وأضافوا أن مسؤولي البورصات الخليجية أدركوا مبكرا أهمية وجود أسهم لشركات إسلامية لاسيما في القطاع الاستثماري لما لها من قناعات لدى مساهميها بضرورة ضخ استثماراتهم في شركات مأمونة وتتعامل وأصول الشريعة.
وقالت رشا الهنيدي رئيس مجموعة المؤشر في شركة بيت الاستثمار العالمي "جلوبل" إن الخصائص التي تتميز بها الشركات الإسلامية هي المؤسسات الإسلامية التي تقوم في أساسها من حيث أهدافها وعملياتها على مبادئ الشريعة الإسلامية وبذلك تكتسب صفة تفضيلية تميزها عن الشركات التقليدية. وأضافت أن "جلوبل" أطلقت مؤشراً يتتبع أداء هذه الشركات من شأنه أن يحسن من معطيات السوق حيث يعمل على شحذ اهتمام المستثمرين سواء المحليين أو الأجانب الذين يستهدفون الاستثمار في الشركات الإسلامية ويتضمن المؤشر جميع الشركات الإسلامية المدرجة في الأسواق الخليجية التي تعمل مطابقة لمبادئ الشريعة الإسلامية والتي تضم فقرة في العقد التأسيسي يشترط وجوب تحقيق تعاملاتها وفقا للشريعة الإسلامية وتبلغ عدد الشركات الخليجية حاليا التي تنطبق عليها هذه الشروط 79 شركة، منها 41 شركة كويتية.
وبينت الهنيدي، أن القيمة السوقية لهذه الشركات فاقت 115 مليار دولار مع نهاية شهر تموز (يوليو) الماضي فيما تصل القيمة السوقية للشركات الكويتية الإسلامية المطابقة نحو 37.2 مليار دولار، أي بنسبة مئوية تبلغ نحو 32.4 في المائة من إجمالي قيمة الشركات الخليجية المطابقة إسلاميا. ووفقا لأداء المؤشر تمكنت أسهم هذه الشركات من تحقيق أداء متميز خلال الفترة الماضية، فخلال شهر تموز (يوليو) 2007 وحده تمكن المؤشر من اكتساب ما نسبته 46.3 في المائة بارتفاع بلغت نسبته 0.92 في المائة منذ بداية العام، فيما بلغت أرباح الشركات المكونة للمؤشر منذ نهاية العام 1999 (وهي سنة أساس المؤشر) ما نسبته 78.392 في المائة وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بأداء الأسواق الخليجية خلال الفترة نفسها الذي بلغت نسبته 89.233 في المائة وفقا لِمؤشر جلوبل (الخليجي الاستثماري 100). وذكرت أنه يتم إضافة الشركات المطابقة إسلاميا الجديدة المدرجة في السوق بشكل مباشر إلى المؤشر لضمان عكس المؤشر للصورة الحقيقية لأداء هذه الشريحة من الشركات.
من جانبه، قال عبد العزيز الرباح رئيس مجلس الإدارة في شركة بيت أصول أنه لا غرابة في أن تحتل الشركات الكويتية الإسلامية الريادة على المستوى الخليجي بما أن الكويت من أوائل الدول التي أسستها واحتضنتها ما يدل على عمق الفكر الاستثماري في هذا المجال بدليل ولوجها المشاريع التي تلف منطقة الخليج. ودعا إلى ضرورة إفساح المجال بقدر أكبر أمام الشركات الاستثمارية الإسلامية لما تمتلك من كفاءة من أجل تدعيم فرص المنافسة مع نظيراتها التقليدية في أسواق الأسهم الخليجية التي تضم شركات كويتية تدخل في مشاريع تتخطى ملايين الدولارات الأمريكية.
ودلل الرباح على نجاح تجربة الشركات الإسلامية الكويتية التي أصبحت قدوة للشركات الخليجية التي أصبغت عليها فكرا متطورا لكيفية تعظيم أصولها وفق أحكام الشريعة الإسلامية ما يدعم ويؤصل الفكر الاستثماري الإسلامي على مستوى العالم الإسلامي.
وأكد محمد الطراح رئيس جمعية المتداولين الكويتية - تحت التأسيس- أن البورصات الخليجية أصبحت تعتمد على وجود شركات إسلامية بين قطاعاتها وأدركت الشركات هذا الأمر حيث أطلقت مؤشرات تعنى بالقطاع الإسلامي من أجل عكس الصورة بطريقة واحدة للمستثمرين ما يعني أن الشركات الإسلامية باتت بؤرة اهتمام الجميع. وأضاف الطراح أن البورصات الخليجية تنظر حاليا في طلبات إدراج عديدة للشركات التي تتعامل وفق أحكام الشريعة الإسلامية مما يمهد إلى صناعة مالية إسلامية عملاقة تستطيع مزاحمة نظيرتها التقليدية في أسواق المال.