الثروات المعدنية من أهم مصادر الدخل
عـــســيـــر..أرض خصبة و فرص استثمارية و سياحية واعدة
اليوم - عسير
تمتلك منطقة عسير أرضا خصبة و فرصا تجارية و استثمارية كبيرة تساعدها على النهوض الاقتصادي و السياحي، وسوف تشهد المنطقة قفزات متنوعة في مجال توفير الفرص الوظيفية لأبنائها في ظل النهضة التنموية الشاملة التي تعيشها المملكة.
وتعد الثروات المعدنية من أهم مصادر الدخل والتنمية بالمناطق المنتجة لها لما تتيحه من تنوع نشاطي يمكن من قيام العديد من النشاطات سواء استخراج او تصنيع المعادن المختلفة وبما يحقق دخلا متميزا للمستثمرين فيه بالإضافة الى قدراته التصديرية المعروفة وغيرها، ومنطقة عسير تمتلك مقومات استثمارية واعدة ومتنوعة في هذا المجال.
وتشير نتائج البحث والتنقيب الى وجود العديد من الاحتياطيات المعدنية بمنطقة عسير حيث تتوافر الاحجار الرخامية من النوعيات المتميزة وخام الذهب الذي يقدر احتياطيه بنحو 6 ملايين طن اضافة الى خام النيكل ويقدر احتياطيه بنحو 7ر2 مليون طن والحديد الامانيتي باحتياطي 182ر0 مليون طن.
كما تشير نتائج البحوث الى اكتشاف مواقع لأحجار البناء (الجيرية والطفلة) والمواد الصلصالية والدولوميت والفلسبار والفلوريت ورمل السيليكا والتلك والزجاج وأنواع طوب المباني المختلفة.
ومنطقة عسير من اكثر مناطق المملكة ريادة وغنى وتنوعا بمواقع الجذب السياحي بسبب تميزها التضاريسي وثرائها النباتي والحيواني واعتدال مناخها حيث توجد بها المتنزهات الطبيعية والحدائق والمواقع التراثية والمحميات الطبيعية فضلا عن شريطها الساحلي الذي يمتد نحو 140 كيلو مترا على البحر الاحمر ويتمتع بإمكانات بيئية وطبيعية بكر ومتنوعة يمكن استغلالها في التنمية السياحية والعمرانية المتميزة اضافة الى الرياضات المائية خاصة الغوص.
وطبيعي فإن كل ما تتميز به منطقة عسير من مقومات طبيعية يؤدي الى توافر فرص استثمارية واعدة .
وقد شجعت الاحتياطيات الفعلية للمعادن في منطقة عسير رجال الاعمال على استغلال الميزات النسبية التعدينية المتوافرة واقتناص الفرص الاستثمارية المجدية بها وذلك عن طريق اقامة مشروع شركة مساهمة قابضة تستثمر اموالها في المجال التعديني تحت اسم «الشركة الأهلية للصناعات التعدينية».
ويهدف المشروع الى ممارسة كافة اوجه النشاطات التعدينية المتعلقة بجميع مراحل صناعة التعدين بما في ذلك استغلال وتطوير المواقع التعدينية وتصنيع المعادن ومنتجاتها والصناعات ذات العلاقة بها وذلك باستخدام افضل طرق وتقنيات الانتاج العالمية.
كما قرر مجموعة من رجال الاعمال بالمنطقة إقامة مشروع شركة مساهمة قابضة تستثمر اموالها في النشاطات السياحية العمرانية على الساحل تحت اسم «شركة المشروعات السياحية بساحل عسير».
وتهدف الشركة للاستثمار في كافة النشاطات السياحية والعمرانية على ساحل منطقة عسير بما في ذلك اقامة المنتجعات السياحية والفنادق والمطاعم وتقسيم وتطوير الاراضي ومشروعات السياحة الترفيهية والرياضات المائية وكافة المشروعات المرتبطة بها.
وستعطى أولوية الاستثمار في مشروعات المنتجعات السياحية والفنادق ومراكز التسوق الفاخرة الكبرى ومدن الملاهي السياحية المتطورة الحديثة والمشروعات الترفيهية الاخرى والرياضات المائية والمراكز الصحية ذات العلاقة بالسياحة العلاجية وتطوير وتقسيم الاراضي للمشروعات العقارية بساحل عسير.
ومنطقة عسير بكثافتها السكانية وموقعها الجغرافي وتوسطها للجزء الجنوبي الغربي من المملكة، كل ذلك مكنها من ان تكون منطقة جذب للاستثمارات ففيها مدينة خميس مشيط التي تعتبر الرابعة على مستوى المملكة كمدينة تجارية وصناعية بل من الممكن ان تقفز الى الثالثة في حركتها التجارية والصناعية.
وهنالك اقبال متزايد من الشركات والمؤسسات على التواجد في المنطقة ولكن يواجه تلك الشركات والمؤسسات عائق يتمثل في عدم وجود مدينة صناعية بالمعنى المطلوب فالمدينة الحالية في خميس مشيط لا تلبي احتياجات اصحاب الاعمال.
ولذا قامت الغرفة التجارية الصناعية بأبها بمجهودات مضنية وبمباركة ودعم من سمو امير المنطقة لإيجاد موقع خارج المدن يكون نواة لمدينة صناعية تتوفر فيها كل الامكانات من بنية تحتية وغير ذلك من اجل استقطاب رؤوس الاموال وايجاد بيئة استثمارية مناسبة لهم.
ووقع الاختيار على مدينة طريب التي تبعد حوالي 40 كيلومترا تقريبا عن مدينة خميس مشيط لإقامة مشروع مدينة الملك عبدالله الصناعية على ارض مساحتها 907ر386ر13 متر مربع تتسع لألف مصنع منها مائة مصنع مشروعات كبيرة و400 مصنع مشروعات متوسطة و500 مصنع مشروعات صغيرة.
وتضم مدينة الألف مصنع - كما يطلق عليها - المنتجات التعدينية اللافلزية (رخام وبازلت وسيراميك واسمنت) ومنتجات تعدينية فلزية (ذهب ونيكل ونحاس) ومنتجات إلكترونية ومنتجات مرتبطة بامداد المشروعات السياحية وصناعات غذائية ذات قيمة مضافة عالية وصناعات كيماوية وبلاستيكية.
وتهدف مدينة الملك عبدالله الصناعية الى جذب الاستثمارات المحلية والاجنبية المباشرة وتوطين التقنيات الصناعية الحديثة وتوفير منتجات منافسة للاسواق المحلية والتصدير للخارج وتوفير فرص عمل لأبناء وبنات منطقة عسير وإيجاد مناخ صناعي ملائم لإطلاق أفكار وابداعات ابناء المنطقة اضافة الى جعل منطقة عسير ضمن المناطق الجاذبة للتوطين والاستثمار.
ومن المؤشرات المؤملة للمدينة استثمارات مباشرة في انشاء مصانع بـ 70 مليار ريال وفرص العمل المباشرة 200 ألف وظيفة منها 120 ألف وظيفة مباشرة للسعوديين ومتوسط العائد السنوي على الاستثمارات 1ر2 مليار ريال.
ومن المشروعات الواعدة المهمة بمنطقة عسير جامعة أبها للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بتكلفة تقدر بـ 600 مليون ريال، وتضم ثماني كليات هي كلية الهندسة التطبيقية والتكنولوجيا وكلية الطب البشري وكلية طب الاسنان وكلية الصيدلة وكلية العلوم الطبية وكلية المعلومات والاتصالات وكلية الاقتصاد وادارة الاعمال وكلية الاعلام بالإضافة إلى مبان للاسكان الطلابي واعضاء هيئة التدريس ومنطقة خدمات تحتوي على مسجد جامع وسوق مركزي وملاعب ومركز ترفيه وموقف سيارات.
وتقدر مساحة الارض الخاصة بالمدينة الجامعية بحوالي مليون متر مربع منها نحو 100 ألف متر مربع لكلية الهندسة.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للجامعة نحو 6175 طالبا و4028 طالبة باجمالي 10203 طلاب وطالبات اضافة إلى 378 عضوا في هيئة التدريس.
ويشار إلى ان هذه المشروعات التنموية التي تقدر قيمتها بأربعة مليارات ريال قد قامت الغرفة التجارية الصناعية بعرضها بين يدي خادم الحرمين الشريفين خلال زيارته التي قام بها لمنطقة عسير مؤخرا ومن ثم طرحتها الغرفة على رجال الاعمال والمستثمرين للمشاركة في تأسيسها.
وقد سبق ان تبنت الغرفة التجارية الصناعية العديد من المشروعات الاستثمارية منها ما تم تنفيذها بعد دراسات أكدت جدواها واثمرت عن تأسيس شركات باشرت اعمالها بالفعل اضافة الى العديد من الافكار الاستثمارية الجديدة التي تزمع الغرفة تبنيها واخضاعها للمزيد من الدراسة والبحث ليتم على ضوئها تكليف المكاتب الاستثمارية لعمل دراسة الجدوى الاقتصادية.
كما درجت الغرفة على اعداد دليل شامل للفرص الاستثمارية المتاحة بالمنطقة على فترات ليكون في متناول يد رجال الاعمال بما يمكنهم من اختيار ما يناسبهم من مشروعات.
وتضع الغرفة في مقدمة اولوياتها دعم وتشجيع السياحة الوطنية وتطوير خدماتها باعتبارها الخيار الاستراتيجي الاول لتنمية منطقة عسير.
وتأكيدا لدور الغرفة في تنشيط الاستثمار بالمنطقة والبحث عن كل جديد لاستقطاب رجال الاعمال المستثمرين فقد نظمت الغرفة متندى ابها للاستثمار خلال الفترة من 20 الى 21 شوال 1426هـ.