شهدت طفرة كبيرة والمواد العلفية أكبر التحديات
صناعة الدواجن توفر احتياجات المملكة من البيض و 65 بالمائة من فروج اللحم
سلمان العقيلي - الرياض
تمثل المملكة أحد النماذج الرائدة في صناعة الدواجن، حيث حققت حوالي 65 بالمائة من احتياجاتها من فروج اللحم و ما يزيد على 100 بالمائة من احتياجاتها من بيض المائدة، وقد حققت المملكة خلال السنوات الماضية طفرات كبيرة في صناعة الدواجن، وذلك بفضل الدعم المباشر وغير المباشر الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين لهذه الصناعة.
وأوضح مدير عام الشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية الدكتور عبدالله الثنيان أن هذا الدعم من القيادة أدى إلى تزايد أعداد وطاقات مشاريع منتجات الدواجن النهائية من بيض ولحوم وتكاملت حلقاتها الإنتاجية لتشمل تربية الجدود والأمهات ووحدات الذبح والتجهيز ومصانع الأعلاف ومصانع معدات وتجهيزات حظائر الدواجن، واستثمرت في هذه الإنشاءات المليارات كما أتاحت هذه المشاريع فرص عمل للملايين من المواطنين.
وأضاف أنه بالرغم من هذا الازدهار في صناعة الدواجن السعودية والتوجه الدؤوب لاستكمال حلقاتها الإنتاجية إلا أنها مازالت تعتمد في توفير معظم المواد العلفية الأولية اللازمة لتغذية قطعان الدواجن على الخارج، وكما هو معروف تمثل تكلفة الغذاء وحدها حوالي 55 -60 بالمائة من تكاليف الإنتاج كما يمثل مكون الذرة وحده 50-60 بالمائة من مكونات أعلاف الدواجن.
وذكر ان المتتبع للثورة الحديثة في عالم الطاقة يلاحظ أن ما يلوح في الآفاق من تقدم في هذا المجال قد يشكل عاملاً جديداً في زيادة تكلفة إنتاج أعلاف الدواجن ومن ثم تكلفة المنتجات الداجنية النهائية من بيض ولحوم .. لقد أصبحت الذرة والتي طالما عرفت تقليدياً بأنها غذاء للإنسان والحيوان مصدراً جديداً لتوليد الطاقة والمتمثلة في إنتاج الإيثانول وبذلك دخل شريك جديد بل منافس جديد للإنسان والحيوان على الذرة والحبوب الأخرى. متسائلا عن المستفيد من هذه الثورة التكنولوجية في عالم الطاقة وما هي انعكاساتها على صناعة الدواجن والتي تعتمد في تغذية قطعانها على الذرة التي تقوم باستيرادها من الدول التي بدأ توجهها يتزايد يوماً بعد يوم لاستخدام الذرة وغيرها من الحبوب في إنتاج طاقة المستقبل.
وقال ان أول المستفيدين هم منتجو الذرة فقد أضاف إنتاج الايثانول من الذرة للمزارعين في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 4.5 مليار دولار , ويلي المزارعين في الاستفادة المستهلك الأمريكي للطاقة الجديدة.
وأوضح الثنيان أن من سيقوم بدفع هذه الزيادة في الأسعار هو المستورد للذرة والذي يستخدمها في غذائه بصورة مباشرة أو غير مباشرة كصناعة الدواجن وغيرها، ولقد تراوح حجم ما استوردته المملكة من الذرة في الفترة من 1977 إلى 2001م ما بين 889.96 ألف طن ومليون و 84.7 ألف طن بإجمالي تكلفة خلال هذه الفترة تراوحت بين 131.18 مليون دولار و 151.2 مليون دولار .
وذكر أن من حق المستهلك السعودي والمواطن العربي أن يحصل على المنتجات الداجنية بأسعار في متناول السواد الأعظم وأن من حق المستثمر السعودي الذي ضخ الملايين في هذه الصناعة حماية استثماراته وجني الأرباح التي تضمن له الاستمرار في نشاطه.
يشار الى ان الهاجس الأكبر للعديد من حكومات الدول الكبرى أصبح البحث عن مصادر جديدة للطاقة وتقليص حجم اعتمادها على البترول حيث تخطط الولايات المتحدة إلى تخفيض حجم استهلاكها من الجازولين بنسبة 10 بالمائة في بداية عام 2010م ، وشرعت في إنشاء العديد من المصانع المنتجة للايثانول والتي تستخدم الذرة كمصدر أساسي للإنتاج. وعلى أثر ذلك أصبح حوالي 52 بالمائة من إنتاج الذرة في أمريكا موجها لإنتاج الطاقة الجديدة وأصبح حقل الذرة بمثابة حقل بترول لعدد من كبريات الدول ووجد المزارعون في ذلك مجالاً لرفع أسعار إنتاجهم من الذرة والذي لا يتوقع المتخصصون انخفاضها أو حتى ثباتها، ورغم ذلك تضاعف الاستهلاك العالمي من الذرة، من حوالي 300 مليون طن عام 1971م إلى حوالي 620 مليون طن عام 2005 ويتوقع أن يبلغ حجم هذا الاستهلاك حوالي 700 مليون طن العام الحالي.