رد : الأخبار الإقتصادية ليوم الأحد 29 رجب 1428 هـ الموافق 12/08/2007 م
مركز توعية المستثمر..خطوة متقدمة نحو الاستثمار الأمثل
- "الاقتصادية" من الرياض - 29/07/1428هـ
ما زالت ثقافة الاستثمار محدودة في أوساط المستثمرين السعوديين، على الرغم من الخسائر التي لحقت بمحافظهم الاستثمارية منها الشخصية والأخرى الخاصة بجمع الأموال، شباط (فبراير) العام الماضي "كله راح" كما يصفها معظم المتداولين، في سوق تعد الأكبر على مستوى الشرق الأوسط من حيث القيمة السوقية. ويؤكد خبراء واقتصاديون في أكثر من مناسبة أن الثقافة الاستثمارية معدومة بين المتعاملين ويغلب على تعاملات السوق أسلوب المضاربة والتوصيات والشائعات. ولم يستدرك معظم المستثمرين أخطاءهم السابقة في عدم معرفة ما يتداولونه من شركات بتثقيف وتعليم أنفسهم أساسيات واستراتيجيات الاستثمار الصحيح، بل إن البعض منهم مازال يمارس الأخطاء نفسها يوما بعد يوم، إلا أن جزءا من شرائح المستثمرين استفاد من التجربة بأن بادر للحصول على دورات واستشارات في مجال الاستثمار في الأوراق المالية.
وقد قامت هيئة السوق المالية، منذ وقت مبكر بإطلاق حملة إعلانية تحذر من الشائعات وتحث على الاستثمار بذكاء، تلاها برنامج توعية المستثمرين استمر ثلاثة أشهر أواخر العام الماضي، وشمل 14 مدينة سعودية، قدمت خلاله أكثر من 80 محاضرة في موضوعات استثمارية ومالية وقانونية حول سوق الأوراق المالية. ودشنت مركز توعية المستثمر مكملا لتلك الجهود.
وكانت هيئة سوق المال قد أطلقت في 15 حزيران (يونيو) 2007 "مركز توعية المستثمر"، متضمنا ثلاثة أقسام رئيسة، تشمل كتيبات التوعية، ومحاضرات وورش العمل، وأخيرا موضوعات الثقافة الاستثمارية التي تجاوزت 65 موضوعا في مختلف المجالات.
وما يميز المركز حسب وصف الاقتصاديين والمستثمرين أنه غطى معظم القضايا المالية والاقتصادية والاستثمارية المتعلقة بأسواق المال وكيفية التعرف على الاستثمار وأهدافه ومخاطره وعوائده، إذ تقيدت بهذه المعارف. ويتميز أيضا الموقع بأسلوب تصميمه البسيط السهل والمشتمل على رسوم كاريكاتيرية تتسم بالطبعة المحلية السعودية وبعض الخلفيات الملونة التي تبين أهمية الرسائل الموجهة للمستثمرين.
ويضم الموقع ثلاثة أقسام رئيسة، تشمل قسم توعية المستثمر، قسم كتيبات التوعية، وقسم المحاضرات وورش العمل. ويشتمل قسم توعية المستثمر على أربعة أبواب, الأول الأنظمة واللوائح ويتطرق بالشرح للأنظمة واللوائح التي ينبني عليها عمل الهيئات التنظيمية للأسواق المالية، والطريقة التي تنظم بها هذه الأسواق إلى جانب التعريف بمهام هيئة السوق المالية السعودية. ويحوي الباب الثاني قراءة القوائم المالية بشرح مستفيض ومبسط حول كيفية قراءة وتفسير المعلومات المالية المتعلقة بالشركات واستثماراتها، ويناقش مجموعة من المسائل التي تعين المستثمر على تفادي اتخاذ القرارات المبنية على معلومات ناقصة أو مغلوطة وغير صحيحة. ويضم الباب الثالث أساسيات الاستثمار، الذي يتم فيه بحث المفاهيم الرئيسية للاستثمار في الأسواق المالية كتضاعف الاستثمارات المركبة والتضخم وكيفية تفادي آثاره. إضافة إلى مناقشة مفهوم المخاطر والعوائد في الاستثمارات المالية والتفريق بين الأهداف الاستثمارية القصيرة والطويلة الأجل. بينما يركز الباب الرابع على تعليم المستثمر كيف يبني محفظته الاستثمارية والصناديق الاستثمارية, حيث يشرح نبذة عن السوق المالية السعودية "تداول" والمؤشر المستخدم لقياس أدائها "ناسي"، وكذلك يبحث الاستراتيجيات التي تساعد المستثمر على بناء وإدارة محفظته الاستثمارية من خلال التنويع وتوزيع الأصول وإعادة موازنة المحفظة. ويضم هذا القسم أيضا قائمة بالمصطلحات الاستثمارية التي تشكل جزءا من عالم الاستثمار في أسواق المال.
ويحتوي قسم كتيبات توعية المستثمر على ستة كتيبات الأول منها يتحدث عن الاستثمار وتعريفه وعن أنواع الأسواق والموجودات المالية وغيرها، ويأتي الكتاب الثاني ليغطي الاستثمار في سوق الأسهم والكتاب الثالث عن صناديق الاستثمار والكتاب الرابع حول قراءة القوائم المالية والخامس عن المعلومات ومصادرها الصحيحة والإشاعة، والكتاب السادس يتحدث عن أنظمة السوق المالية ولوائحها التنظيمية.
ويغطي القسم الثالث من موقع توعية المستثمر قسم المحاضرات وورش العمل التي نظمتها الهيئة العام الماضي في نحو 14 مدينة سعودية وشملت موضوعات عديدة، كان أبرزها محاضرة نظام السوق المالية ولائحة سلوكيات السوق، محاضرة استراتيجيات الاستثمار في أسواق الأسهم، ومحاضرة قراءة في القوائم المالية وميزانية الشركات وقدمها عدد من المحللين الماليين والقانونيين والمحاسبين على برامج مرئية.
وتشير آخر الإحصائيات الصادرة عن الهيئة إلى أن موقع هيئة السوق المالية الإلكتروني على شبكة الإنترنت سجل تزايداً في عدد الزائرين للاستفادة من مركز توعية المستثمر الذي تجاوز عدد زواره نحو 50 ألف زائر منذ تدشينه في الشهر الماضي.
وأظهرت الإحصاءات تنوعاً في اهتمامات الزائرين بمحتويات المركز، حيث بلغت نسبة الذين تصفحوا كامل محتويات المركز بأقسامه الثلاثة: موقع توعية المستثمر وكتيبات توعية المستثمر وورش توعية المستثمر 31 في المائة من مجمل الزائرين، في حين أن الذين تصفحوا موقع توعية المستثمر فقط نحو 22 في المائة من إجمالي الزائرين. أما الذين رغبوا في تصفح مواضيع محددة ضمن أقسام المركز فقد جاءت بياناتهم على استحواذ القسم المخصص لكتيبات التوعية على ما نسبته11 في المائة، تبعه القسم المخصص لقراءة القوائم المالية من موقع توعية المستثمر بنسبة 10 في المائة، وحظي القسم المخصص لكيفية بناء المحافظ الاستثمارية باهتمام 9 في المائة من الزائرين. فيما تساوى معدل اهتمام الزائرين للقسم الخاص بمحاضرات توعية المستثمر مع القسم الخاص بتعلم أساسيات الاستثمار في موقع توعية المستثمر، حيث استحوذ كل منهما على نسبة 6 في المائة من إجمالي الزائرين.
وقد طالب في وقت سابق اقتصاديون شركات الخدمات المالية بتفعيل دورها المفقود في توعية المستثمرين ومشاركة هيئة السوق المالية في دعم برامج ثقافة الاستثمار في أوساط المستثمرين بغية التحول من الاستثمار الفردي إلى الاستثمار المؤسسي، وأكدوا أن شيئا من ذلك لن يتحقق في ظل عزوف عدد كبير من الشركات المالية المستفيدة من السوق، ولا تسهم في المبادرة بإنشاء مواقع مشابهة لهذا المركز أو ورش عمل أو مبتكرات جديدة في هذا المجال.
في المقابل يرى مستثمرون أن مركز التوعية ثري بالمعلومات القيمة عن السوق المالية والاستثمار والمصطلحات التي كانت غير مألوفة، مشيرين إلى أن المركز تميز بأسلوبه الجديد حيث لا يتوافر موقع على الإنترنت مماثل له حول معلومات كاملة عن الأسواق, الاستثمار, والصناديق بطريقة مبتكرة.
وكانت هيئة السوق المالية قد أنشأت مركز توعية المستثمر على شبكة الإنترنت ضمن خطواتها الهادفة إلى تعزيز الوعي الاستثماري لدى المواطنين والأجانب الراغبين في الاستثمار في السوق المالية.
|