رد : من أهم المسائل التي وقع فيها الخلاف بين الأشاعرة والماتريدية
قال ابن كمال باشا في رسالته الاختلاف بين الأشاعرة والماتريدية :
ولا نزاع بين الشيخين - أبي حسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي - وأتباعهما في الأصول إلا في اثنتي عشرة مسألة :
1 - قال الماتريدي : التكوين صفة أزلية قائمة بذات الله تعالى كجميع صفاته ، وهو غير المكون ويتعلق بالمكوّن من العالم وكل جزء منه بوقت وجوده كما أن إرادة الله أزلية تتعلق بالمرادات بوقت وجودها وكذا قرته تعالى الأزلية مع مقدوراتها
وقال الأشعري : إنها صفة حادثة غير قائمة بذات الله تعالى ، وهي من الصفات الفعلية عنده لا من الصفات الأزلية ، والصفات الفعلية كلها حادثة كالتكوين والإيجاد ، ويتعلق وجود العالم بخطاب ( كن )
2 - قال الماتريدي : كلام الله تعالى ليس بمسموع وإنما المسموع الدال عليه
وقال الأشعري : مسموع كما هو المشهور من حكاية موسى . قال ابن فورك : المسموع عند قراءة القاري شيئان : صوت القاري وكلام الله تعالى .
وقال القاضي الباقلاني : كلام الله تعالى غير مسموع على العادة الجارية ، ولكن يجوز أن يُسمع الله تعالى من شاء من خلقه على خلاف قياس العادة من غير واسطة الحروف والصوت وقال أبو إسحاق الإسفراييني ومن تبعه : إن كلام الله تعالى غير مسموع أصلا وهو أختيار الشيخ أبي منصور الماتريدي ، كذا في البداية .
3 - قال الماتريدي : صانع العالم موصوف بالحكمة سواء كانت الحكمة بمعنى العلم ، أو بمعنى الإحكام .
قال الأشعري : إن كانت الحكمة بمعنى العلم فهي أزلية قائمة بذات الله تعالى وإن كانت بمعنى الإحكام فهي صفة حادثة من قبيل التكوين لا يوصف ذات الباري بها .
4 - قال الماتريدي : إن الله تعالى يريد بجميع الكائنات جوهرا أو عرضا طاعة أو معصية ، إلا أن الطاعة تقع بمشيئة الله تعالى ، وإرادته وقضائه وقدرته ورضائه ومحبته وأمره ، وان المعصية تقع بمشيئة الله تعالى وإرادته وقضائه وقدره لا برضائه ومحبته وأمره
قال الأشعري : إن رضاء الله ومحبته شامل بجميع الكائنات كإرادته
5 - تكليف مالا يطاق ليس بجائز عند الماتريدي ، وتحميل مالا يطاق عنده جائز
وكلاهما جائزان عند الأشعري .
6 - قال الماتريدي : بعض الأحكام المتعلقة بالتكليف معلوم بالعقل ، لأن العقل آلة يدرك بها حسن بعض الأشياء وقبحها ، وبها يدرك وجوب الإيمان وشكر المنعم ، وإن المعرِّف والموجِب هو الله تعالى لكن بواسطة العقل ، كما أن الرسول معرِّف الوجوب والموجِب الحقيقي هو الله تعالى ، لكن بواسطة الرسول - صلى الله عليه وسلم - حتى قال :( لا عذر لأحد في الجهل بخالقه لما يرى من خلق السماوات والأرض . ) و ( لو لم يبعث الله رسولا لوجب على الخلق معرفته بعقولهم )
وقال الأشعري : لا يجب شئ ولا يحرم إلا بالشرع لا بالعقل ، وإن كان للعقل أن يدرك حسن بعض الأشياء وقبحها . وعند الأشعري جميع الأحكام المتعلقة بالتكليف ملقاة بالسمع .
7 - قال الماتريدي : قد يسعد الشقي وقد يشقى السعيد
وقال الأشعري : لا اعتبار بالسعادة والشقاوة إلا عند الخاتمة والعاقبة
8 - قال الماتريدي : العفو عن الكفر ليس بجائز عقلا
وقال الأشعري : يجوز عقلا لا سمعا
9 - قال الماتريدي : تخليد المؤمن في النار وتخليد الكافرين في الجنة لا يجوز عقلا ولا سمعا
وعند الأشعري يجوز عقلا واما سمعا فلا يجوز
10 - قال بعض الماتريدية : الأسم والمسمى واحد
وقال الأشعري : بالتغاير بينهما وبين التسمية . ومنهم من قسم الاسم إلى ثلاثة أقسام : قسم عينه ، وقسم غيره ، وقسم ليس بعينه ولا بغيره . ولاتفاق على التسمية غيرها ، وهي ما قامت بالمسمى ، كذا في بداية الكلام
11 - قال الماتريدي : الذكورة شرط في النبوة حتى لا يجوز أن تكون الأنثى نبيا
قال الأشعري : ليست الذكورة شرطا فيها . والأنوثة لا تنافيها ، كذا في بداية الكلام
12 - قال الماتريدي : فعل العبد يسمى كسبا لا خلقا ، وفعل الحق يسمى خلقا لا كسبا ، والفعل يتناولهما
وقال الأشعري : الفعل عبارة عن الإيجاد حقيقة ، وكسب العبد يسمى فعلا بالمجاز . أهــ
ويوجد كتاب لأبي عذبه بعنوان الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية ، بتحقيق د/ عبدالرحمن عميره ، في الفرق بينهما وقد توسع المؤلف فيه فراجعه وهو من مطبوعات عالم الكتب
|