الأسهم السعودية تفشل في الصمود فوق حاجز 8000 نقطة لأكثر من 3 دقائق
خبير فني: ما يحدث في تداولات السوق إشارة إلى الانتقال من سوق باعة إلى مشترين وبدء موجة جديدة
الرياض: جار الله الجار الله
فشلت سوق الأسهم السعودية في تعاملاتها أمس في اختراق مستوى 8000 نقطة، بعد 4 محاولات جادة لم يستطع المؤشر الثبات فوق هذا المستويات إلا لفترة لم تتجاوز 3 دقائق، خلال تلك المحاولات. إذ شهدت السوق تراجعا قويا بعد الوصول إلى حاجز 8000 نقطة لأكثر من 100 نقطة. لكن السوق استطاعت تقليص خسائرها في أخر 6 دقائق من عمر التداولات لتنهي تعاملاتها عند مستوى 7929 نقطة بانخفاض 16 نقطة فقط، بعد تداول 203.4 مليون سهم بقيمة 9.5 مليار ريال (2.53 مليار دولار). في المقابل أعلنت هيئة السوق المالية أمس بعد إغلاق التداولات أمس عن إدراج أسهم شركة الأهلي للتكافل يوم السبت المقبل. من ناحيته أشار لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن السماري مدير شركة إي ستوك لأنظمة المتاجرة بالأسهم، إلى أن التأثير الذي ينطوي على أحداث الأسواق العالمية بعد الهبوط القوي الذي لازمها مع مشكلة الرهن العقاري، سيكون ايجابي على الأسواق الناشئة، وعلى وجه الخصوص سوق الأسهم السعودية التي تعد من أكبر هذه الأسواق وأكثرها إغراء. ويستدل السماري بما ذهب إليه إلى أنه غالبا تتحرك الأسواق الناشئة باتجاه عكسي، مقارنة بالأسواق العتيدة نظرا لطبيعة النشاط الاستثماري الذي يبحث عن الفرص في أي مكان في ظل الطفرة التكنولوجية وأنظمة الاتصال.
وأفاد بأن سيولة المؤسسات الاستثمارية، سواء كانت من داخل السعودية أو خارجها والتي تعمل في الأسواق الأمريكية، لا بد أن تبحث عن بديل تزامنا مع الهبوط للتوجه الأنظار إلى الأسواق الناشئة.
وأوضح السماري أن السوق السعودية في مناطق سعرية جاذبة، بالإضافة إلى المكررات الربحية المغرية للسيولة الاستثمارية، التي ستستهدف أسهم شركات النمو، حيث سيكون دخولها عن طريق ضغط واضح على أسعارها كجزء من النشاط التجميعي. وأردف قائلا «إنه في حال شهدت تلك الأسهم ركودا في حركتها، فهذه إشارة إلى تدفق سيولة جديدة على السوق بعودة الأموال المهاجرة».
كما أبان السماري أن هذا التأثير المتوقع من ناحية إيجابية على السوق لا يقل عن انعكاسات 11 سبتمبر، فيما أشار إلى «أن أسعار كثير من الأسهم عند مناطق سعرية مغرية، ناهيك من تضخم الريال الذي يجعل هذه الأسواق أكثر إغراء». من ناحية فنية يشير السماري إلى أن حركة التداولات في الفترة الأخيرة، تمثل حدثا مهما في تاريخ التداولات بعد انهيار فبراير (شباط) 2006، حيث انه بالنظر إلى قيم المتوسطات المتحركة خلال اليومين الماضيين، بعد أن تجرأ المؤشر العام على تجاوز متوسط 144 يوم الذي يعتبر من وجهة نظر علم تحليل إليوت هو الفيصل بين سوق المشترين وسوق الباعة.
وأفاد السماري وهو خبير في علم التحليل الفني، بأنه من ناحية التحليل الفني الكلاسيكي يعد اختراق متوسط 200 يوم البسيط، أن السوق تغلب فيه المشترون على البائعين، إذ أنه في عرف الأسواق المالية أن أي عبور لمتوسط 200 يوم صعودا أو هبوطا يعني بدء أو نهاية موجة تاريخية، وهذا ما يعطي أهمية للحدث الذي يجري في هذه الأيام على تعاملات السوق. ويرى السماري أن الاستقرار فوق مستوى 7850 نقطة خلال الفترة المقبلة يعطي حافزا قويا للمستثمرين المتحفظين الذين ينتظرون إشارة الاطمئنان لدخول السوق، خصوصا بعد أن أخذت المخاوف بالتلاشي في ظل انخفاض وتيرة الأخبار من الهيئة والتنظيمات الجديدة والاكتتابات، وهي دلالة على أن السوق لا يحتاج إلا للاستقرار، وأن السلبية تكمن في التأثيرات الخارجية. في المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» خالد العجلان مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية أظهرت في تعاملاتها أمس، انفراجا ملحوظا بين أسهم الشركات الصغيرة ذات العوائد والمؤشر العام، خصوصا بعد أن بدأ عليها التحرك القوي من خلال انفرادها في الارتفاع أمس مما ينبئ بانفصال مؤقت بين الشركات المؤثرة في السوق وأسهم الشركات المستهدفة استثماريا.