========================
طريـق الخـلاص مـن البـدع
===================
بعـد أن ظهـر جليـًا أن كـل بدعـة ضلالـة ، فمـا هو طريـق الخـلاص مـن البـدع التـي هـي مفتـاح الضـلال ؟
فالجـواب ما قالـه الرسـول صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" تركـتُ فيكـم أمريـن مـا إن تمسـكتم بهمـا لـن تضـلوا بعـدي أبـدًا : كتـاب اللـه وسُـنتي " .
( حديث حسن ) .
فالبـدع فـي حقيقتهـا سـمٌّ ناقـعٌ ، فالحـذر الحـذر مـن هـذا السُّـمِّ ؛ فإنـه قاتـل ، ومِـلْ مـع الحـقِّ حيـث كـان ، وكـنْ متيقِّظـًا لخـلاص مُهْجَتِـك بالاتبـاع ، وتـرك الابتـداع .
إذن " الطريـق الوحيـد للخـلاص مـن البـدع وآثارهـا السـيئة هـو الاعتصـام بالكتـاب والسـنة اعتقـادًا وعِلمـًا وعمـلاً " .
محوطـًا ذلـك كلُّـه بالاهتـداء بهَـدْي السـلف وفهمِهِـم ونهجِهِـم وتطبيقِهِـم لهذيـن الوحييـن الشـريفيـن ؛
فَهُـمْ – رحمهم الله – أعظـمُ النـاس حبّـًا ، وأشـدُّهم اتباعـًا ، وأكثرُهـم حرصـًا ، وأعمقهـم علمـًا ، وأوسـعُهم درايـة .
وترجـع أهميـة هـذا الأمـر : أنـه الشـرط الثانـي لقبـول أي عبـادة ...
فشـ
رطى قبـول أي عمـل صالـح همـا : أن يكـون هـذا العمـل :
1 ـ خالصـًا للـه .
2 ـ صوابـًا علـى نهـج رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وهـذا الطريـق يسـير علـى مـن يسَّـره اللـهُ لـه ، وسـهلٌ علـى مـن سَـهَّلَهُ اللـهُ عليـه ، لكنـه يحتـاج إلـى جهـود علميـة ودَعَويَّـةٍ متكاتفـةٍ متعاونـةٍ ، سـاقُها الصِّـدْقُ ، وأسـاسُها الحـبُّ والأخـوَّةُ ـ بعيـدًا عن أيِّ حزبيـةٍ أو تكتُّـلٍ أو تمحْوِرٍ ـ ومنطَلَقُهـا العمـلُ بأمـره تعالـى :
" وتعاونـوا علـى البـر والتقـوى ولا تعاونـوا علـى الإثـم والعـدوان " . ( المائدة : 2 ) .
واللـه الهـادي ـ وحـده ـ إلـى سـواءِ السَّـبيل .
فهنيئـًا لمـن وفَّقَـهُ اللـهُ فـي عبادتـه لاتِّبـاع سـنة نبيـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولـم يخالطهـا ببدعـةٍ ، إذن ؛ فَلْيُبَشَّـرْ بتقبـل اللـه عـز وجـل لطاعتـه ، وإدخالـه إيـاه فـي جنتـه .
جعلنـا اللـهُ مـن المتبعيـن للسـنن كيفمـا دارتْ ، والمتباعديـنَ عـن الأهـواء حيثمـامالـتْ ؛ إنـه خيـر مسـئول ، وأعظـم مأمـول . وصلى الله تعالى وسلم علـى نبيـه وعبـده وعلـى آله وصحبـه .
كلمـة ذهبيـة
=========
" اقتصـادٌ فـي سـنةٍ خيـرٌ مـن اجتهـادٍ فـي بدعـةٍ " .
هـذه الكلمـة الذهبيـة صحَّـت عـن غيـرِ واحـدٍ مـن الصحابـةِ رضـي اللـه عنهـم ، منهـم :
أبـو الدرداء ، وعبـد اللـه بـن مسـعود .
ووردت أيضـًا عـن أُبَـيّ بـن كعـب رضي الله عنه ؛ كمـا فـي " الحُجَّـة فـي بيـان المحجـة " .
( 1 / 111 ) ؛ بلفـظ :
" وإن اقتصـادًا فـي سـبيلٍ وسُـنَّةٍ خيـرٌ مـن اجتهـادٍ فـي خـلافِ سـبيلٍ وسُـنَّة ، فانظـرُوا أنْ يكـونَ عملُكـم إنْ كـان اجتهـادًا أو اقتصـادًا أن يكـون ذلـك علـى منهـاج الأنبيـاء وسـنتهم صلـوات اللـه عليهـم " .
( رواه اللالكائي ... ) .
وهـي كلمـة تعطـي منهاجـًا عظيمـًا للمسـلم الـذي يريـد الاتبـاع الصحيـح فـي أعمالـه وأقوالـه الشـرعية .
وهـذه الكلمـة مأخـوذة مـن عـدة أحاديـث نبويـة صحيحـة منهـا :
قولـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" إياكـم والغلـو فـي الديـن " .
والغلـو مجـاوزة الحـد .
ومنهـا قولـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" أحـبُّ الأعمـالِ إلـى اللـه أدومهـا وإن قـل " .
( رواه البخاري ( 1 / 109 ) . ومسلم ( 782 ) عن عائشة ) . وغيرهـا مـن الأحاديـث .
وقـد طبـق الصحابـة - رضي الله عنهم - والتابعـون رحمهـم اللـه تعالـى هـذه القاعـدة تطبيقـًا دقيقـًا ، فكانـوا جـد حريصيـن علـى اتبـاع السـنة ولـو بقليـل عمـلٍ ، ومـن ثَـمَّ ابتعـدوا عـن البدعـة ابتعـادًا كثيـرًا ، ونفـروا عنهـا ومنهـا ، ولـو توهَّـم متوهـمٌ أن فـي هـذه البدعـة اجتهـادًا وزيـادة خيـر ؛ ـ تذكـر قـول ـ أبـي الأحـوص وهـو يقـول لنفسـه :
" يا سـلام نَـمْ علـى سُـنَّةٍ ، خيـرٌ مـن أن تقـوم علـى بدعـة " .
( علم أصول البدع / على حسن علىعبد الحميد / ص : 56 ) .
" ألهمنـا اللـه وإياكُـم حُسـن المتابعـة ، وجنبنـا الهـوى والمخالفـة " . آميـن .
===============
قـال الشـيخ الألبانـي [/u][/color]- رحمـه اللـه - :
وإنمـا عُنيـتُ بتخريجـه مـن هـذا الوجـه لقصـة ابـن مسـعود مـع أصحـاب الحلقـات ،
فإن فيهـا عبـرة لأصحـاب الطـرق وحلقـات الذكـر علـى خـلاف السـنة ، فإن هـؤلاء إذا أنكـرعليهـم منكـر مـا هـم فيـه ، اتهمـوه بإنكـار الذكـر مـن أصلـه ! وهـذا كفـر لا يقـع فيـه مسـلم ، وإنمـا المنكَـر مـا أُلصِـق بـه مـن الهيئـات والتجمعـات التـي لـم تكـن مشـروعة علـى عهـد النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وإلا فمـا الـذي أنكـره ابـنُ مسـعود - رضي الله عنه - علـى أصحـاب تلـك الحلقـات ؟ !
ليـس هـو إلا التجمـع فـي يـوم معيـن ، والذكـر بعـدد لـم يـرد ، وإنمـا يحصـره الشـيخ صاحـب الحَلْقـة ، ويأمرهـم بـه مـن عنـد نفسـه ، وكأنـه مُشـرِّع عـن اللـه تعالـى .
قـال تعالـى :
" أَمْ لَهُـمْ شُـرَكَاءُ شَـرَعُوا لَهُـم مِّنَ الدِّيـنِ مَا لَـمْ يَـأْذَن بِـهِ اللهُ ... " .
( الشورى : 21 ) .
ـ زد علـى ذلـك أن
السـنة الثابتـة عنـه - صلى اللـه عليـه وعلـى آلـه وسـلم – فعـلاً وقـولاً إنمـا هـي التسبيـح بالأنامـل .
ومـن الفوائـد التـي تؤخـذ مـن الحديـث ، أن العبـرة ليسـت بكثـرة العبـادة ، وإنمـا بكونهـا علـى السـنة ، بعيـدة عـن البدعـة .
وقـد أشـار إلى هـذا ( ابـن مسـعود ) بقولـه :
" اقتصـاد فـي سـنة ، خيـرٌ مـن اجتهـادٍ فـي بدعـة " .
ومـن الفوائـد أن البدعـة الصغيـرة بريـدٌ إلى البدعـة الكبيـرة ، ألا تـرى أن أصحـاب الحلقـات صـاروا بعـدُ مِـنَ الخـوارج الذيـن قتلهـم الخليفـة الراشـد " علـي بـن أبـى طالـب " ؟
فهـل مـن مُعْتَبِـر ؟ ( نظم الفرائد : ج : 1 / ص :211 ) .
شـبهة والـرد عليهـا
==========
قـد يقـول قائـل : تخصيـص نصـف شـعبان بصيـام مـن بـاب " السـنة الحسـنة " لقـول الرسـول صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" مـن سـن فـي الإسـلام سـنة حسـنة فلـه أجرهـا وأجـر مـن عمـل بهـا بعـده ... " . ـ الحديـث ـ .
ولِـرَد هـذه الشـبهة نـورد الحديـث مـع توضيـح مـراد الشـارع منـه :
عـن المُنْـذِرِ بْنِ جَرِيـرٍ عَـنْ أَبِيـِه قـال : كُنَّـا عِنْـدَ رسـولِ اللهِ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فـي صَـدْرِ النَّهَـارِ .
قـال : فجـاءهُ قـومٌ حفـاةٌ عـراةٌ مُجْتَـابِي النِّمَـارِ ( 1 ) أوِ الْعَبَـاءِ ، مُتَقَلِّـدِي السُّيُوف ، عَامَّتُهُمْ مِـنْ مُضَـرَ بَلْ كُلُّهُـمْ مِـنْ مُضَـرَ فَتَمَعَّـرَ ( 2 ) وَجْـهُ رَسُـولِ اللهِ - صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم - لِمَـا رَأَى بِهِـمْ مِنَ الفَاقَـةِ . فَدَخَـلَ ثُـمَّ خَـرَجَ . فَأَمَـرَ بِـلالاً فَـأَذَّنَ وَأَقَـامَ . فَصَلَّى ثُـمَّ خَطَـبَ فَقَـال :
" يَا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـوا رَبَّكُـمُ الَّـذي خَلَقَكُـم مِّـن نَّفْـسٍ واحِـدَةٍ ... " . ( النساء : 1 ) .
إلـى آخـر الآيـة . " إنَّ اللـهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِيبـًا "
والآيَـةَ التـي فـي الحَشْـرِ :
" اتَّقُـوا اللـهَ ولْتَنْظُـرْ نَفْـسٌ مَـا قَدَّمَـتْ لِغَـدٍ واتَّقُـوا اللـهَ ... " .
( الحشر : 18 ) .
تَصَـدَّق ( 3 ) رَجُـلٌ مِـنْ دِينَـارِهِ ، مِـنْ دِرْهَمِـهِ ، مِـنْ ثَوْبِـهِ ، مِـنْ صَـاعِ بُـرِّهِ ، مِـنْ صَـاعِ تَمْـرِهِ
( حتـى قَـالَ ) ولَـوْ بِشَـقِّ تَمْـرَةٍ .
قَـالَ : فَجَـاءَ رَجُـلٌ مِـنَ الأَنْصَـارِ بِصُـرَّةٍ كَـادَتْ كَفُّـهُ تَعْجِـزُ عَنْهَـا . بَـلْ قَـدْ عَجَـزَتْ .
قـالَ : ثُـمَّ تَتَابَـعَ النَّـاسُ حَتَّـى رَأَيْـتُ كَوْمَيـنِ مِـنْ طَعَـامٍ وثِيَـابٍ . حَتَّـى رَأَيْـتُ وَجْـهَ
رَسْـولِ اللـهِ – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يَتَهَلَّـلُ كَأَنَّـهُ مُذْهَبَـةٌ ( 4 ) .
فقـالَ رسـولُ اللـهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
مَـنْ سَـنَّ فـي الإسْـلامِ سُـنَّةً حَسَـنَةً ، فَلَـهُ أَجْرُهَـا وَأَجْـرُ مَـنْ عَمِـلَ بِهَـا بَعْـدَهُ . مِـنْ غَيْـرِ أنْ يَنْقُـصَ مِـنْ أُجُورِهِـمْ شَـيْءٌ .
ومَـنْ سَـنَّ فـي الإسْـلامِ سُـنةً سَـيئةً ، كـانَ عليـهِ وِزْرُهَـا ووِزْرُ مَـنْ عَمِـلَ بهـا مِـنْ بَعْـدِهِ . مِـنْ غَيْـرِ أنْ يَنْقُـصَ مِـنْ أوْزَارِهِـمْ شَـيْءٌ " .
( صحيح مسلم / ج : 7 / كتاب الزكاة / باب : 20 / حديث رقم : 1017 / ص : 142 ) .
( 1 ) الجَـوْب : القَطْـعُ . النمـار : جمـع نَميـرة وهـي كسـاء مـن صـوفٍ مخطـط .
مجتابيهـا : أي لابسـيها قـد خرقوهـا فـي رؤوسِـهم ( أي خرقوهـا وقـوروا وسـطها ) .
( 2 ) تمعـر : تغيـر .
( 3 ) تصـدق : أي ليتصـدق فهـو خبـر بمعنـى الأمـر .
( 4 ) مُذْهَبـة : الصفـاء والاسـتنارة .
* مـن شـرح الحديـث بصحيـح مسـلم :
( ص : 145 / ج : 7 )
مـن سـن فـي الإسـلام سـنة حسـنة فلـه أجرهـا ....
فيـه الحـث على الابتـداء بالخيـرات ، وسـن السـنن الحسـنات ، والتحذيـر من اختـراع
الأباطيـل والمسـتقبحات .
وسـبب هـذا الكـلام فـي هـذا الحديـث أنـه قـال فـي أولـه :
( فجـاء رجـل بصـرة كـادت كفـه تعجـز عنهـا ، فتتابـع النـاس ) .
وكـان الفضـل العظيـم للبـادي بهـذا الخيـر ، والفاتـح لبـاب هـذا الإحسـان .
وفـي هـذا الحديـث تخصيـص قولـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" كـل محدثـة بدعـة وكـل بدعـة ضلالـة " ... وأن المـراد به المحدثـات الباطلـة ، والبـدع المذمومـة .
وقـد سـبق بيـان هـذا فـي كتاب صـلاة الجمعـة . ا . هـ
مـن سـن سـنة حسـنة :
نجـد أن السُّـنَّة الحسـنة فـي هـذا الحديـث هـي الصدقـة وهـي لهـا أصـل فـي الديـنولكـن الحـث عليهـا بالعمـل ( القـدوة ) ... فيقتـدي بـه النـاس ، يعتبـر سـنة حسـنة .
وليـس إذن معنـى السـنة الحسـنة أن نبتـدع فـي ديـن اللـه أي عبـادات ونقـول :
" مـن سـن فـي الإسـلام سـنة حسـنة " .
فـلا يخصـص شـهر رجـب بصيـام ونقـول مـن سـن فـي الإسـلام سـنة حسـنة .....
ولا نحتفـل بليلـة النصـف مـن شـعبان ونحييهـا ونخصهـا بعبـادات معينـة تحـت سـتار
مـن سـن فـي الإسـلام سـنة حسـنة .
فـلا عبـادة إلا بنـص مـن القـرآن أو السـنة الصحيحـة بفهـم السـلف
الصالـح .
[u]
[center]
========================
طريـق الخـلاص مـن البـدع
==================
بعـد أن ظهـر جليـًا أن كـل بدعـة ضلالـة ، فمـا هو طريـق الخـلاص مـن البـدع التـي هـي مفتـاح الضـلال ؟
فالجـواب ما قالـه الرسـول صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
[color="Red"]
" تركـتُ فيكـم أمريـن مـا إن تمسـكتم بهمـا لـن تضـلوا بعـدي أبـدًا : كتـاب اللـه وسُـنتي " .
( حديث حسن ) .
فالبـدع فـي حقيقتهـا سـمٌّ ناقـعٌ ، فالحـذر الحـذر مـن هـذا السُّـمِّ ؛ فإنـه قاتـل ، ومِـلْ مـع الحـقِّ حيـث كـان ، وكـنْ متيقِّظـًا لخـلاص مُهْجَتِـك بالاتبـاع ، وتـرك الابتـداع .
إذن " الطريـق الوحيـد للخـلاص مـن البـدع وآثارهـا السـيئة هـو الاعتصـام بالكتـاب والسـنة اعتقـادًا وعِلمـًا وعمـلاً " .
محوطـًا ذلـك كلُّـه بالاهتـداء بهَـدْي السـلف وفهمِهِـم ونهجِهِـم وتطبيقِهِـم لهذيـن الوحييـن الشـريفيـن ؛
فَهُـمْ – رحمهم الله – أعظـمُ النـاس حبّـًا ، وأشـدُّهم اتباعـًا ، وأكثرُهـم حرصـًا ، وأعمقهـم علمـًا ، وأوسـعُهم درايـة .
وترجـع أهميـة هـذا الأمـر : أنـه الشـرط الثانـي لقبـول أي عبـادة ...
فشـ
رطى قبـول أي عمـل صالـح همـا : أن يكـون هـذا العمـل :
1 ـ خالصـًا للـه .
2 ـ صوابـًا علـى نهـج رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وهـذا الطريـق يسـير علـى مـن يسَّـره اللـهُ لـه ، وسـهلٌ علـى مـن سَـهَّلَهُ اللـهُ عليـه ، لكنـه يحتـاج إلـى جهـود علميـة ودَعَويَّـةٍ متكاتفـةٍ متعاونـةٍ ، سـاقُها الصِّـدْقُ ، وأسـاسُها الحـبُّ والأخـوَّةُ ـ بعيـدًا عن أيِّ حزبيـةٍ أو تكتُّـلٍ أو تمحْوِرٍ ـ ومنطَلَقُهـا العمـلُ بأمـره تعالـى :
" وتعاونـوا علـى البـر والتقـوى ولا تعاونـوا علـى الإثـم والعـدوان " . ( المائدة : 2 ) .
واللـه الهـادي ـ وحـده ـ إلـى سـواءِ السَّـبيل .
فهنيئـًا لمـن وفَّقَـهُ اللـهُ فـي عبادتـه لاتِّبـاع سـنة نبيـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولـم يخالطهـا ببدعـةٍ ، إذن ؛ فَلْيُبَشَّـرْ بتقبـل اللـه عـز وجـل لطاعتـه ، وإدخالـه إيـاه فـي جنتـه .
جعلنـا اللـهُ مـن المتبعيـن للسـنن كيفمـا دارتْ ، والمتباعديـنَ عـن الأهـواء حيثمـامالـتْ ؛ إنـه خيـر مسـئول ، وأعظـم مأمـول . وصلى الله تعالى وسلم علـى نبيـه وعبـده وعلـى آله وصحبـه .
كلمـة ذهبيـة
=========
" اقتصـادٌ فـي سـنةٍ خيـرٌ مـن اجتهـادٍ فـي بدعـةٍ " .
هـذه الكلمـة الذهبيـة صحَّـت عـن غيـرِ واحـدٍ مـن الصحابـةِ رضـي اللـه عنهـم ، منهـم :
أبـو الدرداء ، وعبـد اللـه بـن مسـعود .
ووردت أيضـًا عـن أُبَـيّ بـن كعـب رضي الله عنه ؛ كمـا فـي " الحُجَّـة فـي بيـان المحجـة " .
( 1 / 111 ) ؛ بلفـظ :
" وإن اقتصـادًا فـي سـبيلٍ وسُـنَّةٍ خيـرٌ مـن اجتهـادٍ فـي خـلافِ سـبيلٍ وسُـنَّة ، فانظـرُوا أنْ يكـونَ عملُكـم إنْ كـان اجتهـادًا أو اقتصـادًا أن يكـون ذلـك علـى منهـاج الأنبيـاء وسـنتهم صلـوات اللـه عليهـم " .
( رواه اللالكائي ... ) .
وهـي كلمـة تعطـي منهاجـًا عظيمـًا للمسـلم الـذي يريـد الاتبـاع الصحيـح فـي أعمالـه وأقوالـه الشـرعية .
وهـذه الكلمـة مأخـوذة مـن عـدة أحاديـث نبويـة صحيحـة منهـا :
قولـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" إياكـم والغلـو فـي الديـن " .
والغلـو مجـاوزة الحـد .
ومنهـا قولـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" أحـبُّ الأعمـالِ إلـى اللـه أدومهـا وإن قـل " .
( رواه البخاري ( 1 / 109 ) . ومسلم ( 782 ) عن عائشة ) . وغيرهـا مـن الأحاديـث .
وقـد طبـق الصحابـة - رضي الله عنهم - والتابعـون رحمهـم اللـه تعالـى هـذه القاعـدة تطبيقـًا دقيقـًا ، فكانـوا جـد حريصيـن علـى اتبـاع السـنة ولـو بقليـل عمـلٍ ، ومـن ثَـمَّ ابتعـدوا عـن البدعـة ابتعـادًا كثيـرًا ، ونفـروا عنهـا ومنهـا ، ولـو توهَّـم متوهـمٌ أن فـي هـذه البدعـة اجتهـادًا وزيـادة خيـر ؛ ـ تذكـر قـول ـ أبـي الأحـوص وهـو يقـول لنفسـه :
" يا سـلام نَـمْ علـى سُـنَّةٍ ، خيـرٌ مـن أن تقـوم علـى بدعـة " .
( علم أصول البدع / على حسن علىعبد الحميد / ص : 56 ) .
" ألهمنـا اللـه وإياكُـم حُسـن المتابعـة ، وجنبنـا الهـوى والمخالفـة " . آميـن .
جزاكم الله خيرًا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله كاتب هذا البحث خير الجزاء