«سابك» تنهض بسوق الأسهم السعودية بعد عودتها إلى مستوياتها قبل 10 أشهر
في ظل مواصلة المؤشر العام توغله الواثق داخل منطقة 8000 نقطة لليوم الثاني
الرياض: جار الله الجار الله
استمرت سوق الأسهم السعودية لليوم الثاني على التوالي وبثقة في شق طريقها للتوغل داخل منطقة 8000 نقطة. لتتمكن من قطف أغلب نقاط المائة الأولى من الخانة الجديدة، بعد أن حققت أعلى مستوى لها عند 8081 نقطة، مدعومة بالقطاع الصناعي الذي عكس عن قوة في التحرك الايجابي، أهلّه ليكون موجه دفة المؤشر العام خلال تعاملات أمس، بدعم قوي من أسهم شركة سابك القائد الأبرز في التداولات الأخيرة.
إذ تمكن قطاع الصناعة من احتلال المركز الثاني بين القطاعات من حيث نسبة الارتفاع بعد أن صعد بنسبة 1.8 في المائة وبفارق طفيف عن قطاع التأمين المتصدر في تداولات الأمس بارتفاع قوامه 1.88 في المائة. حيث نهضت أسهم شركة سابك بقطاع الصناعة وتولت قيادة المؤشر العام. وبأداء مميز استطاعت أسهم شركة سابك والتي تمثل أكثر من 25 في المائة من قيمة المؤشر من التخلص من مسارها الجانبي الذي تملكها منذ 18 مارس (آذار) الماضي أي نحو 5 أشهر، بعد أن وقفت مستويات 130 ريالا (34.6 دولار) كسقف علوي أمام حركة أسهم الشركة طوال الفترة الماضية. لتأتي تداولات الأمس بدور المنقذ لأسهم «سابك» وللقطاع ككل والذي انعكس إيجابا على حركة السوق عموما. وتوّج هذا الأداء المتفائل من قبل أسهم «سابك» بإغلاقها عند مستوى 132.5 ريال (35.3 دولار) بعد أن أنهت تعاملاتها أمس عند مستويات غادرتها منذ 10 أشهر وبالتحديد بعد 18 أكتوبر (تشرين الأول)، كما شاركت أسهم مصرف الراجحي واسهم شركة الاتصالات السعودية في هذا الارتفاع لكن بصعود طفيف في وقت لم تعارض أسهم شركة الكهرباء السعودية هذا الصعود بعد أن أنهت تعاملاتها على استقرار. وعلى الرغم من هذه النتائج الايجابية على مستوى النقاط المحققة إلا أن قيمة التعاملات تضاءلت أمس بمعدل 20.5 في المائة مقارنة بمستوياتها خلال تعاملات أول من أمس بعد أن تسرب 2.26 مليار ريال (602 ألف دولار) من مجموع قيمة التعاملات، في ظل انخفاض كمية الأسهم المتداولة أيضا بمعدل 20.1 في المائة.
إذ أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 8075 نقطة بارتفاع 74 نقطة تعادل قرابة النقطة المئوية الواحدة بعد أن تم تداول 208.4 مليون سهم بقيمة 10.9 مليار ريال (2.9 مليار دولار). أمام ذلك، يعلق فهد الحربي محلل فني، على التعاملات الأخيرة للسوق في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن مجريات التداول الأخيرة أظهرت قرب انتهاء الموجة الخامسة والتي بدأ المؤشر العام تكوينها بعد ملامسة مستوى6777 نقطة.
وأضاف أن هذه الموجة كان من المرجح استهلاك قوتها عند مستوى 8042 نقطة لكن عدم اكتفائها بذلك يرشح استهداف السوق مستويات 8092 و8108 نقطة. ويرى الحربي أن مع نهاية هذه الموجه تلجأ السوق إلى جني أرباح يمثل غالبا عبر رؤية فينة 50 في المائة تقريبا من موجة الارتفاع الأخيرة والتي تجاوز طولها 1300 نقطة، مفيدا أن هذه النسبة ليست حتمية فقد تتضاءل في بعض الظروف إلى 38 في المائة من طول الموجة مشترطا لذلك ظهور محفزات قريبة وقوية.
لكن في المقابل يشدد المحلل على أن هذه التراجعات إن حدثت ليست إلا سلوك طبيعي من سلوكيات السوق الصاعد، لكن عادة تورث حيرة من نوع مختلف لدى المتداولين، خاصة مع تضخم بعض القطاعات واعتدال قطاعات أخرى، مبينا أنه بقدر تضخم قطاع التأمين نجد قطاعي الزراعة والخدمات في وضع جيد من ناحية فنية.
ويوضح الحربي أن هذه الحيرة تنتج عن التساؤل في هل ستشهد قطاعات الزراعي والخدمات مضاربات جادة وجديدة فيما لو هدأ السوق بشكل عام وصحح التأمين بشكل قوي، أم أنها قد استهلكت تماما وعادت كالقياديات سابقا، هدوء في موجة الصعود، وهبوط في الموجات التصحيحية. وأشار إلى أن هذا السؤال مطروح ويصعب الإجابة عليه لكن تحكمه حركة السوق وغالبا يكون في الموجة الأولى A هبوط للسوق ككل ويشمل الجميع ثم الارتداد بنفس الصفة الجماعية ثم تأتي الموجة الأخيرة C وغالبا ما يكون تأثيرها في المؤشر فقط. من ناحيته أبان عبد العزيز السالم مراقب لتعاملات السوق، أن تعاملات أمس أظهرت نوعا الرغبة الشرائية التي دفعت السوق إلى مستويات متقدمة رغم التخوف الواضح الذي تعكسه سلوكيات المتداولين بعد وصول المؤشر العام إلى 8000 نقطة وملامسة أسهم «سابك» سعر 130 ريالا أول من أمس، لكن قدرة أسهم الشركة على جذب الاهتمام الاستثماري دفعت السوق إلى التغلب على هذه التخوفات.