الفقاعة السعرية لشركات التأمين تقود السوق لعمليات تصحيح مختصون: تحرّكات السيولة بين القطاعات سبب أساسي في اتجاه السوق للانخفاض 
متعاملون في سوق الأسهم جدة، الرياض: عمر المرشدي، كريستال عطا اللّه، شجاع الوازعي
أكد خبراء اقتصاديون أن التصحيح الذي يمر به سوق الأسهم السعودية نتيجة طبيعية لفقاعة سعريه "متضخمة" كانت تمر بها شركات قطاع التأمين خلال الأسابيع الماضية وهو الأمر الذي أثر سلبا ً على تداولات السوق على مدى اليومين الماضيين. فيما رأى عدد من المختصين أن تحرّكات السيولة بين القطاعات تمثل سببا أساسيا في اتجاه السوق نحو الانخفاض.
وأوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور أسعد جوهر أن ما حدث هو أن كمّا كبيرا من السيولة دخل للسوق ورافقته ارتفاعات سعريّة مضاربية منذ أكثر من 3 أشهر ولأن السوق هشّ من حيث أداء مكوّناته فقد كانت نقطة التراجع عند 8200 نقطة مرتقبة.
وبيانات السوق الإجمالية بعد إغلاق الأسابيع الثلاثة الماضية تدعم رأي جوهر؛ ففي نهاية الأسبوع 11-15 أغسطس استأثرت الصناعة والخدمات والزراعة بإجمالي السيولة؛ إلاّ أن الزراعة تراجع الإقبال عليها لصالح التأمين والاتصالات؛ وبقيت حصتا الصناعة والخدمات مستقرة فوق 30% عند إغلاق تعاملات الأسبوع 18-22 أغسطس. أما الأسبوع المنتهي بيوم الأربعاء 29 أغسطس فقد كانت الغلبة للصناعة والخدمات والتأمين وتراجعت حصص الإسمنت والبنوك والكهرباء إلى أقلّ من 2%.
وردا على سؤال حول التّوجه العام للسوق قال جوهر إن ضغوط البيع ستستمرّ؛ لكن الانخفاض بدوره سيخلق فرصا للشراء والذين لديهم سيولة احتياطية بلا شكّ سيشترون.
وأوضح المحلل سامي عبد الكريم قوتة أن المضاربين افتعلوا هذه الموجة منذ حوالي شهر وهم الآن قرروا التصريف مستفيدين من احتياج الأسر للسيولة بحكم دخول المدارس وشهر رمضان، ونصح قوتة صغار المتعاملين بعدم الشراء الآن وأشار إلى أن السوق سيستقر قريبا من 8000 نقطة وربّما دونها.
وقال الخبير الاقتصادي فضل البوعينين بدأت السوق السعودية تؤكد جميع التخوفات التي أشرنا لها منذ بداية بروز فقاعة شركات التأمين، حيث اتضح خلال اليومين الماضيين مدى الانعكاسات السلبية لقطاع التأمين على شركات السوق الأخرى.
وأكد البوعينين أن سوق الأسهم مازالت تفتقد إلى صانع السوق الحقيقي الذي يعمل على حفظ توازن السوق وإبعاده عن الانحرافات الحادة في الصعود والهبوط.
وأوضح البوعينين أن من أهم النقاط السلبية التي تسجل على تداولات السوق هي وصول أسهم الشركات المتوازنة كأسهم البنوك إلى النسب القصوى صعودا وفي اليومين التاليين يحقق النسبة القصوى هبوطا ً دون وجود مبررات واضحة من قبل هذه البنوك أو هيئة السوق المالية.
وشدد البوعينين على أن هنالك من يسعى إلى سحب الثقافة الاستثمارية من نفوس المتداولين كلما عادت إليهم.
وقال البوعينين"ما يمر به بعض شركات قطاع التأمين طبيعي جدا بسبب وصول أسعار شركات هذا القطاع لأسعار غير معقولة".
وأكد الخبير الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة أن ما تمر به تداولات سوق الأسهم السعودية "موجة تصحيح" طبيعية نتيجة الفقاعة السعرية المتضخمة التي أحدثتها شركات التأمين.
وقال باعجاجة إن السوق يمر بتداولات محيرة قد تزيد من زعزعة الثقة في نفوس المتداولين.
وأكد مصرفيون لـ"الوطن" أن وصول شركات التأمين للنسب الدنيا في الساعة الأولى من تداولات يوم أمس قادت السوق إلى هبوط عنيف يقدر بحوالي 250 نقطة مما دفع الكثير من صغار المتعاملين إلى بيع أسهمهم في الشركات الأخرى بسعر السوق، مشيرين إلى أن ارتداد السوق في الساعة الأخيرة أعطى بعض الثقة في تداولات السوق ودفع بعض المتداولين لشراء بعض الشركات بأسعار معقولة.
من جانبها قالت هدى الحسيني من القسم النسائي بالبنك العربي الوطني بجدة إن سلوك المتعاملات يوم السبت الماضي كان يدل على نوايا بيع تحدّدت منذ نهاية عطلة الأسبوع حيث إن جهاز التداول في البنك كان به أكثر من 935 طلب بيع عند أسعار إغلاق الأربعاء 29 أغسطس؛ وهذا يعني أن الأسعار بلغت مستويات قدّر عدد كبير من السيدات أنها ستميل للانخفاض فقرّرن البيع عند الأسعار الأعلى.
وأضافت ما حدث كان متوقعا من قبل المضاربين ولم يأت كمفاجأة، كما أن بيانات البنك تقدّر عدد المتعاملات المنتظمات في القسم النسائي عبر الإنترنت بحوالي 1822 بينما يصل المتوسط اليومي لمن يفضلن التعامل عبر وسيطة تعامل نسائية 135 سيّدة.
وردا على سؤال حول مستوى استقرار الأسعار قالت الحسيني" نقطة 8000 أصبحت مؤشرا على صحّة السّوق، والكلّ حريص على ألا يهبط السوق بعيدا عنها لكن نقطة الدعم التي يشير إليها التحليل الفني هي 7980 وهذه ليست بعيدة عن 8000 نقطة".
وقالت سماح حسن فتياني المتعاملة في السوق عبر محفظة ماليّة تديرها " اتخذت قرار البيع في نهاية الأسبوع؛ مشيرة إلى أن السوق دخلته كميات سيولة كبيرة نسبيا ولم تكن موّزعة بشكل يتناسب مع توزّع الأسهم المتداولة لهذا لسبب قررت البيع".
و حول توقّعها لأداء السوق قالت فتياني" الضغوط على السوق بالبيع كبيرة، والمتطلبات المدرسية والإنفاق الرمضاني التقليدي سيدفعان بالبيع".