تأمين "دوت كوم" يواصل التصحيح.. والمؤشر العام يتوقف عند مستويات الدعم الرئيسية
راشد الفوزان
يقول الله سبحانه وتعالى (شَهرُ رَمَضَانَ الَّذي أُنزِلَ فيه القُرآنُ هُدىً للنَّاسِ وبَيِّناتٍ من الهُدى والفُرقانِ فمن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَليَصُمهُ ومن كان مَرِيضاً أو على سفرٍ فَعِدَّةٌ من أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ الله بِكُمُ اليُسرَ ولا يُريدُ بكُمُ العُسرَ) .
قراءة السوق
الأسبوع الماضي :
على مدى الأسبوع الماضي كاملا لم يستطع المؤشر العام أن يلامس مستوى 8000نقطة وهذه دلالة ضعف في قوة السوق الأسبوع الماضي وذكرنا تفصيلات مهمة في تحليل الأسبوع الماضي كانت أقرب لواقع السوق، وهذا يدلل على أن المؤشر العام ومن خلال الأسهم القيادية يحتاج إلى زخم وقوة أكبر لتجاوز مستوى 8000نقطة ان كان هناك فعلا قوة دافعة بالسوق ستتجه به إلى هذه المستويات، ولكنها لم تحدث خلال الأسبوع الماضي وهذا يضعنا بنطاق مستويات أقل من 8000نقطة . وأكدنا الأسبوع الماضي أن المؤشر العام لن يأخذ مساراً سلبياً حقيقياً ومؤكداً إلا بكسر متوسط 50يوماً الإغلاق دون هذا المستوى، وهو كسرها الأسبوع الماضي للأسف في آخر يوم أكدها، فمتوسط 50يوماً الآن يقف "يوم الأربعاء الماضي" عند مستوى 7.877نقطة هي الآن متوسط 50يوماً وهو الآن يغلق المؤشر عند 7.807نقاط وهذا يعنى أن أمام المؤشر العام حاجز مقاومة يقارب 70نقطة لكي يلامس 50يوماً والاشتراط الأكبر والأهم هو أن يغلق فوق هذا المستوى، وهذا ما سوف نتابعه خلال الأسبوع القادم، ولعل الإسهام الأكبر في كسر هذا المستوى أتى من سهم سابك والراجحي والاتصالات بصورة رئيسية، وهذا ما يضع المؤشر الآن أمام محك مهم للأيام القادمة، فلا ارتفاع بدون تجاوز متوسط 50يوماً وإلا اعتبرت ارتدادات بيعية أكثر منها شراء حقيقياً، فلا يجب أن ننظر للمؤشرات والمتغيرات بأسهم مضاربة متحركة أو تفاعل يومي، نحن نتحدث عن نظرة متوسطة الأجل والتي يمثلها المتوسط 50يوماً وتكون أكبر وأطول كمدة مع رفع مستويات المتوسطات مثل 100و 200يوم وهي تقف الآن عند مستوى 7644نقطة يوم الأربعاء الماضي وأي كسر لهذا الدعم الأهم والأخير يعني هبوطاً أكثر في المؤشر العام، بمعنى عدم وجود قوة حماية أو "رافع" للمؤشر أو أي أرض صلبة سيستند عليها، ويجب مراقبة هذا المستوى فهي محك مهم للمرحلة القادمة .
واصل قطاع التأمين "التأمين دوت كوم كما كتبت مرارا قبل مرحلة الهبوط" واصل تصحيحه للقطاع التأميني، ولعل هذا ليس بجديد ولا مفاجأة، فهو استقطب أموال المضاربين والباحثين عن الربح السريع، وخسر ما يقارب 9بالمائة في أسبوع، وبالطبع هو لا يستحق هذه الأسعار حتى الآن بل لا زالت مرحلة التصحيح "تفترض" وليس بصورة قطعية أن يواصل تصحيحه فقمة هذا القطاع هي 2705نقاط تقريبا وقاعها 1267نقطة تقريبا ونحن الآن نقف عند 2319نقطة، ومراحل التصحيح أن قدر لها أن تستمر وهي مبررة ومحتملة أن يواصل كمحطة أولى عند 2158نقطة ثم 1983نقطة ثم إلى مستوى 1810نقاط، بقي له ليكسر مستوى 50يوماً 49نقطة أي عند مستوى 2270نقطة هي مستوى الدعم يوم السبت والأحد على الأقل وسنتابع مدى صموده وثباته، وأي كسر لها سيكون سلبياً تماما للقطاع، ولعل ما يحدث بقطاع التأمين هو المنطق ولازال يحتاج الكثير من التصحيح "ماليا" وإن كسر المؤشر العام مستويات الدعم الرئيسية لديه وهي 7800نقطة ثم مستوى "أصبحت نفسية" وهو الأن كسر عمليا مستوى 50يوماً المؤشر العام وبقي دعم رئيسي أسبوعي مهم وهو 7644نقطة، وسنرى كيف سيتعامل معها، لكن أن استمر المؤشر دون مستوى 7874نقطة فهذه دلالة سلبية وضعف في المؤشر العام .
الشركات القيادية مثل سابك والراجحي والاتصالات، كسرت مستويات دعم مهمة، مثال سابك كسرت 131ريالاً وهي كانت مقاومة صعبة على مدى 11شهراً، والراجحي كسر مستوى دعم 84.50ريالاً والاتصالات كسر مستوى دعم 64.50ريالاً وكسرت متوسط 50و 100يوم وكانت كسرت متوسط 50يوماً من الأسبوع الماضي وأكدت استمرار المسار الهابط بعدم عودتها أعلى من مستوى 50يوماً وبالتالي استمر الهبوط في قطاع الاتصالات . وهذا يدل على أن الأسهم القيادية هي من قاد المؤشر العام للانخفاض، والآن نعود من جديد لتحليل مستويات مقاومة كانت قبل أيام دعماً، ويدل أيضا حاجة السوق إلى زخم كبير للعودة للمسار الصاعد الإيجابي .
إشاعة فصل حصة الدولة :
ردد الكثير إشاعة فصل حصة الدولة من الأسهم التي تملكها في مختلف الشركات وخاصة القيادية منها، وسيكون المؤشر فقط للأسهم المتداولة والنشطة بالسوق، هذه إشاعة، ولا يوجد شيء رسمي الآن ولا قريبا، وفرضا كانت حقيقية هذه الإشاعة أين السلبية في ذلك ؟ ما هي مبررات الخوف أو التردد أو التفسير أن كل تغيير وتطوير يعتبر سلبياً، بل هذا هو المطلوب والمنشود فعلا لكي نوجد مؤشرا حقيقيا للسوق لا مؤشرا متضخما لا يمثل حقيقة السوق، فالإشاعات كثيرة، والأهداف لمروجيها أكبر، ولكن تظل الحقيقة من مصادرها هي ما يجب العمل به واتباعه، عدا ذلك هي مضيعة للوقت ولا قيمة لها .
الأسبوع القادم :
المؤشر الآن كسر متوسط 50يوماً، قطاع التأمين يصحح، الشركات القيادية تراجعت وكسرت مستويات دعم كانت مقاومة مهمة، أخبار إيجابية "للمستثمرين" من خلال اقرار صفقة الاتصالات السعودية وشركة مكسيس، رفع بنك الرياض "بنكي" رأس ماله إلى 15مليار ريال، ليصبح البنك الأول في المملكة من حيث رأس المال بمقدار 15مليار ريال، وهذا يعني أننا سنجد خطوات من البنوك الأخرى لرفع رأس مالها فالمنافسة حادة وكبيرة، وهذا يعني أيضا أن القطاع البنكي سيكون أكثر القطاعات بقلة التذبذب بطبيعته الاستثمارية، وقد نجد خطوات أكبر من بنوك أخرى برفع رؤوس أموالها لتكون أكبر من بنك الرياض "الأكثر ربحية هذا العام بدون تراجع" وسنجد قطاعاً كبيرا برؤوس أمواله وأقل تذبذبا، وهي تعكس قوة البنك وثقته بما أنجز وسينجز والقطاع المصرفي، الذي يضع أن النمو الاقتصادي يتلازم مع بنوك أكبر حجما وقوة وكقوة تمويلية كبيرة تدفع بالحركة الاقتصادية إلى آفاق كبيرة، والآن بدأها بنك الرياض كرائد لها وسيتبعه بقية البنوك وهذا إيجابي، وأن لا تقوم البنوك برفع رؤوس أموالها لمجرد المنافسة من "الأكبر" بقدر ما هي الحاجة الفعلية .
يجب أن نقدر حجم المقاومة الآن للمؤشر العام وهي 7877نقطة ( 50يوماً) والدعم الآن عند مستوى 7644نقطة، بين هذا المستويين هي محك مهم للسوق فكسر مستوى الدعم سلبي وتجاوز المقاومة هي إيجابية، ويشترط الاستمرارية في كل حاله لتحقيق الاتجاه في كل مرحلة .
التحليل الفني بالسوق :
المؤشر العام "1" :
هذا الشكل الفني وضعناه الأسبوع الماضي ووضعنا 7800نقطة والإغلاق الأسبوعي الأربعاء الماضي توقف عند 7807نقاط، أي بفارق 7نقاط، وهذا يبرر قوة هذا المستوى من الدعم وأنها كانت الأسبوع الماضي هي دعم 50يوماً، وأيضا وضعت الانحرافات السلبية في القمم "الخطوط العرضية" مقارنة مع MACD فهي كانت تتناقص من الأسبوع الماضي ولازال وهذا سلبي حتى الآن ومتوسط يؤكده هبوط متوقع فنيا، وهذا ما حدث بمعظم السوق . والمؤشر العام كسر ترند صاعد رئيسي من الأسبوع الماضي ولازال حتى الآن لم يعوض خسائره بل استمر بالسلبية، وهنا نأتي لنسب التصحيح المتوقعة طبقا لنظرية "داو" فهي تعني أن الموجة الصاعدة بكاملها ممكن أن تصحح ولازال لها بقية من التصحيح بنسب ثلث وثلثين وحتى مائة بالمائة فلا مستحيل في عالم التحليل الفني .
المؤشر العام "2" :
واضح الترند الصاعد والآن كسر هذا الترند الرئيسي وهذا سلبي تماما، ولم يعوض خسائره، بقي مستوى 100يوم وهي أيضا 200يوم عند مستوى 7644نقطة وذكرنا الإغلاق دونها سلبي تماما أيضا يدعم انخفاض السوق ككل، إن قدر للمؤشر العام أن يحافظ على ما بقي من دعم يفترض الاستمرار أعلى من 7800نقطة والأهم أن يعود المؤشر "وإن كانت بعيدة الآن" إلى مستويات 8092نقطة للعودة للمسار الصاعد للمؤشر العام . مؤشر RSI لازال سلبيا ولم يعط أي انحراف سلبي وإن كان أفقياً نسبيا الآن، ولكن أي ظهور للانحراف الإيجابي سيكون بداية ارتداد للأعلى للمؤشر متى كان انحرافاً ايجابياً حقيقياً تدعمه متوسطات متوسطة .
القطاع البنكي :
يوم الأربعاء لامس دعم 50يوماً وهي عند 20143نقطة، ولكن أغلق عند مستوى 20395نقطة بفضل قوة سهم الراجحي الذي لامس 80ريالاً بعد أن كان قبل أيام يلامس 90ريالاً، ووضع القطاع بتقديري هو إيجابي فهو يسير بمسار صاعد منذ ما يزيد عن 3أشهر، كما يتضح من الترند الصاعد "الخطين المتوازيين باللون الأحمر" وهو يسير بترند إيجابي صحيح، وأي كسر لهذا الترند سيكون سلبياً تماما على القطاع البنكي ككل وهو عند مستوى 19.560يوماً السبت يتزايد يوميا بالطبع ويتغير مرتفعا . مستوى RSI يلامس الآن 20وهو نسبة متدنية تحتاج انحرافاً إيجابياً ومتوسطات بسيطة لكي تعطي القطاع قوة دفع ودخول أكثر منه خروجاً .
القطاع الصناعي :
يقارب القطاع الصناعي في شكلة الفني القطاع البنكي ولا يشابهه في مؤشراته، فالبنكي لم يكسر متوسط 50يوماً، وهو على أي حال كسر 50يوماً منذ الأسبوع الماضي ولا يزال، ولامس متوسط 100يوم ولكن لم يغلق دونها، لكن منذ بداية العام لازال بترند صاعد، أي القمم الهابطة لم تكسر القمة التي تسبقها وهذا إيجابي ومترادف مميز، ونحن الآن بالشهر التاسع من العام، فحتى لو كسر متوسط 100يوم فهو لم يكسر الترند الصاعد، ومراقبة الترندات مهمة بعد المتوسطات .
قطاع الخدمات :
هناك انحراف إيجابي في القطاع الخدماتي، وواضح من القيعان الصاعدة المترادفة، وهذا إيجابي للقطاع ان استمر، لازال محافظا على مستويات 50و 100يوم، وواضح من نشاط المضاربات في القطاع أنها عالية وأسعارها تفاعلت إيجابيا، ويتوقع أن تستمر وإن كانت بصورة بطيئة خلال الأيام القادمة .
قطاع الاتصالات :
تراجع بحدة القطاع خلال الأسبوعين الماضيين، كسر متوسط 50و 100يوم، والدعم الآن "كنسب وليس متوسطات هي عند 2555نقطة ثم 2470نقطة، وكسر أيضا هذه الدعم يعني استمرار الهبوط أكثر في قطاع الاتصالات، مؤشر RSI لم يظهر أي انحراف إيجابي أو صاعد أو أفقي بل مسار هابط حتى الآن، والدخول في القطاع يفترض انحرافاً إيجابياً أو تعديلاً للمتوسطات أو ارتداداً من مستويات دعم أساسية، أو التحليل المالي المقنع للمستثمر .
قطاع التأمين :
كتبنا وتوقعنا للقطاع التراجع بأي لحظة، وهو قطاع مضاربي تماما بهذه الأسعار عدا "التعاونية" وبالتالي لا يعني أن الارتداد عند أي مستوى أن ألأسعار تصبح مستحقة بل المضاربة والمضاربون هم من يحمون السهم لا أكثر، وقد ترتد من خلال أي مستوى، باعتبار القطاع سهل السيطرة عليه من خلال المضاربين وبالتالي يصعب أحيانا كثيرة توقع التدقيق في أسهم الشركات والأسهم القليلة، وبالتالي يصعب تقديرها، ولكن يمكن قراءة مراحل الصعود والهبوط في القطاع وهو كما يتضح منذ أسبوعين بمسار هابط ككل .
rmalfowzan@ alriyadh.com