[المستعين بالله ابوعبدالله]

أخوتي ألأعزاء : ابن سلمان , ابو أمجد, بلا حدود , اشكركم على التفاعل والردود .
وقد أستمعت الى وجهات نظركم بارك الله فيكم والتي أثريتم بها الموضوع .
ولكن تعالوا معي الى كلام النبوه فهو كلام دقيق لا يخل بدقته (أن وجدما يخل بالدقه) الا ضعف حفظ من أحد سلسلة الرواه أو تعمد بالكذب , فأنتم أمام عبارات وكلمات واضحة المعنى والدلالات (ينحسر الفرات ) , (جبل من ذهب) , (يقتتل عليه الناس) , فقد وضح المكان وهو تحت نهر الفرات , ووضح الكنز وهو جبل من ذهب , ووضحت ردة فعل الناس وهي ألأقتتال عليه , واتضح المتقاتلين وهم الناس وهي كلمة لا تدل على العرب لوحدهم ولا المؤمنين أو المسلمين لوحدهم , وانما الناس تعبر عن خلائق بشرية من أجناس وأديان شتى .
طبعا هناك نتيجة وهي موت أعداد مهولة من المتصارعين على ذهب الفرات,, وهناك توجيه وهو الأبتعاد عنه أما حفظا للأنفس أو لعدم حله بدون حقه أو لأن الذهب بعد أستخراج الجبل سيفقد عامل الندرة الذي كان من أسباب غلاء قيمته , أو لكل الأسباب مجتمعه.
ولوزن الأموروقياسها بغيرها أريد تذكيركم بحديث تحققت نبوأته في عصركم وهو حديث الحفاة رعاة الشاة الذين يتطاولون في الببنيان .
فألى ما قبل خمسين عاما كان يصعب تصور ذلك لأن الحفاة أقصى ما يحلمون به قبل مماتهم الشبع من الزواد وان زاد بهم الحال فوفرة الكساء , وكان من غير المعقول أن يتحقق بجيل واحد ألأنتقال من حالة البداوة والرعي والعدم حتى من الحذاء والأنتقال الى التطاول في البنيان دفعة واحده , لأن الثراء يأتي تدرجا وعلى مدى أجيال متعاقبه .
ولكنكم رأيتم كيف أنتقل كثير من بدو الجزيرة من حال الى حال , وهاهي دبي وبقية المدن تفسر لكم قوله صلى الله عليه وسلم أوضح تفسير بحيث تحول في عصركم اللا معقول الى معقول .
نعود لموضوعنا : فالأنحسار لا يعني الجفاف التام وبعض الروايات لم تعبر بالأنحسار وانما بوشك ألأنحسار (يوشك أن ينحسر نهر الفرات) , وقد نقل لي أحد الثقات أنه سمع الكبيسي في أحدى القنوات الخليجية وهو يقول أن ماء الفرات في بعض ألأماكن قد قل جريانه بمسار النهر الى درجة غير معهودة بحيث أن الكبار ومعهم بعض البهائم أصبح بأستطاعتهم عبوره .
وجبل الذهب يعبر عن كتلة متصلة من الذهب مكانها تحت الفرات تكتشف عندما ينحسر الفرات , وشتان بين ذلك والبترول الذي لا يجمعه مع الذهب سوى عامل الطلب , والذي وجد ويوجد على هيئة بحيرات سائلة في جوف الأرض بأماكن عديدة في البر والبحر وليس حصرا تحت نهر الفرات أو بلاد العرب خاصة , ولا علاقة بأنحسار النهر لا زمانا ولا مكانا بالبترول الذي أكتشف في أماكن كثيرة واستخرج قبل أن يتناقص ماء نهر الفرات .
والله أعلم .