سوق الأسهم السعودية تدخل تعاملات رمضان بعد خسارة 6%
في ظل تمساك المؤشر العام فوق مستويات 7799 نقطة
الرياض: جار الله الجار الله
تعود سوق الأسهم السعودية اليوم بعد توقف لإجازة نهاية الأسبوع، لتبدأ أول تعاملاتها في شهر رمضان المبارك، بعد أن لجأ المؤشر العام في الأسابيع الأخيرة إلى التراجع الذي أفقده قرابة 503 نقاط تعادل 6 في المائة تقريبا من أعلى نقطة حققها المؤشر والمتمثلة في مستوى 8310 نقاط والتي لامستها السوق في تداولات السبت 1 سبتمبر (أيلول) الجاري.
وكشفت السوق محاولاتها للتماسك فوق المستويات الحالية والقريبة من منطقة الحاجز النفسي 8000 نقطة، إذ حافظت على هذه المستويات خلال تداولات الأسبوعين الماضيين، لكن مكوث المؤشر العام تحت مستوى الحاجز النفسي كان له الأثر الأكبر في تعزيز جانب التخوف في عدم قدرة السوق على اختراق هذه المستويات.
حيث أدت المحاولات الفاشلة من قبل المؤشر لاستعادة منطقة 8000 نقطة مع بداية تعاملات الأسبوع الماضي، إلى إجبار السوق على التراجع الذي صحبه سيولة عالية خصوصا في تداولات الثلاثاء الماضي، والناتج عن توجس المتداولين خيفة من نتائج انكسار المسار الحالي. في هذا السياق يرى سعد ناصر الهاجري خبير تحليل فني، أن سوق الأسهم السعودية تعيش في منطقة إيجابية جدا، خصوصا بعد أن عكست تماسكها فوق مستوى 7799 نقطة والتي تعتبر قمة سابقة ودعم للمؤشر حافظ على عدم استمرار الهبوط في الأسابيع الماضية.
ويؤكد الهاجري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» على أنه لا يوجد في السوق ما يدعو للقلق في الوقت الحالي، خصوصا أن المؤشر العام يتمسك في مساره الصاعد المتكون منذ انطلاقة السوق من مستوى 6777 نقطة، مفيدا أن قاع هذا المسار يقف عند مستوى 7420 نقطة وهو المستوى الذي يطمئن حول استمرار تحرك السوق الايجابي.
وأضاف الهاجري أن المؤشرات الفنية لا تزال تعكس التفاؤل في الاتجاه العام للمؤشر العام، على وجه الخصوص التقاطعات الايجابية التي تمت على المتوسطات المتحركة من 200 يوم و150 يوما و100 يوم، مبينا أن جميع هذه العوامل ترجح تماشي السوق مع تفاؤل المسار المتوقع خلال الأسابيع المقبلة. وأشار الهاجري إلى أن التخوفات التي تعم التعاملات حول تراجع السوق غير منطقية ولا تتماشى مع واقع السوق التي تعيش في أجواء متفائلة، مفيدا أن ليس هناك ما يستدعي الخروج طالما أن المؤشر العام في مسار صاعد.
في المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» فهد التويجري مراقب لتعاملات السوق، أن بعض أسهم الشركات السعودية على الرغم من التراجعات التي لحقت بالمؤشر العام إلا أنها لا تساير هذا الهبوط، مضيفا أن هذا السلوك يؤكد بأن هناك سيولة تتربص بهذه الأسهم مع كل انخفاض يطرأ على مستوياتها السعرية. ويبرر التويجري الهبوط الذي أفقد المؤشر العام 6 في المائة من أعلى قمة إلى التذبذب العالي الذي لحق بأسهم شركات التأمين بعد ملامستها النسبة الدنيا مستبقة هبوط السوق، والذي بدوره كرس التخوف في قوة جني الأرباح الذي تستقبله الأسهم، مؤكدا أن قطاع التأمين عانى كثيرا من الارتفاعات القوية التي لحق بمستويات أسهم شركاته السعرية.
وأضاف التويجري أن هذا التراجع في التأمين أثر سلبا على أسهم الشركات الأخرى خارج القطاع، لكن بالنظر إلى أسباب التراجع المنطقية في قطاع التأمين لا توجد في القطاعات الأخرى، خصوصا أن بعض أسهم الشركات تقف عند مستوياتها الدنيا، والتي لا تجعل لديها مساحة تحرك للأسفل. يشار إلى أن فترة التداول في شهر رمضان قلصت نصف ساعة عن التداولات المعتادة قبل دخول شهر رمضان، حيث ستبدأ التداولات منذ الساعة الحادية عشرة صباحا بالتوقيت المحلي وحتى الثالثة عصرا، لتقصر فترة التداول على أربع ساعات فقط بدلا من أربع ساعات ونصف قبل دخول الشهر.
وتعتبر فترة التداول هذه الأولى التي تقتصر فيها التداولات على الفترة النهارية فقط في رمضان، حيث عمدت هيئة السوق المالية في أول أيام التداولات عقب شهر رمضان الماضي إلى قصر التداولات على النهار فقط بدلا من فترتين لأربع ساعات مقسمة بين نهارية ومسائية.