[عثمان الثمالي]

السوق المحلية تترقب إيضاحات من "مؤسسة النقد" حول موقفها من قرار الاحتياطي الأمريكي تخفيض أسعار الفائدة نصف نقطة

حمد السياري



تترقب الأسواق المحلية اعتبارا من اليوم بيانا من مؤسسة النقد العربي السعودي توضح فيه الخطوات التي ستقوم بها في أعقاب قرار الاحتياطي الفدرالي الأميركي أمس تخفيض معدل الفائدة الرئيسية نصف نقطة ليصبح 4.75، ومعدل الحسم نصف نقطة ليصبح 5.25، مشيرا الى "زيادة المخاوف من التوقعات الاقتصادية" المرتبطة بتقلبات الأسواق المالية.
وكان محافظ مؤسسة النقد العربي قد اوضح في تصريحات سابقة بان المملكة ليست بحاجة لأن تحذو حذو مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) فيما يتعلق بتغيير سياسة أسعار الفائدة كي تحافظ على العائد النسبي لعملتها المرتبطة بالدولار.
وقال إن مؤسسة النقد ستضع احتياجات الاقتصاد المحلي في الحسبان لدى اتخاذ أي قرار يتعلق بإتباع سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي. وأضاف أن مؤسسة النقد ستتبع السياسات السابقة وفقا لمتطلبات السوق المحلية.
وتابع قائلا: إن هناك هامشا من المرونة فيما يتعلق بأسعار الفائدة على الريال وعلى الدولار وليس من الضروري أن تحذو المؤسسة حذو مجلس الاحتياطي الاتحادي.
ويزيد أي خفض لأسعار الفائدة الامريكية من صعوبة مساعي دول الخليج لاحتواء التضخم لو اتبعت نفس الخطوة وخفضت أسعار الفائدة.
وكان الاحتياطي الفدرالي الاميركي (البنك المركزي)قد خفض امس معدل الفائدة الرئيسية نصف نقطة ليصبح 4.75ومعدل الحسم نصف نقطة ليصبح 5.25، مشيرا الى "زيادة المخاوف من التوقعات الاقتصادية" المرتبطة بتقلبات الأسواق المالية.
وهذه اول مرة يخفض فيها الاحتياطي الفدرالي معدل الفائدة الرئيسية منذ حزيران/يونيو 2003وهذا القرار الذي وضع نهاية لسبع عشرة زيادة على التوالي، كان في اعلى سلم التوقعات لدى المحللين.
وأشار البنك المركزي في بيان الى ان "النمو الاقتصادي كان معتدلا في الفصل الاول"، الا ان "تشديد شروط التسليف يمكن ان يسرع التصحيح في سوق العقارات وخفض النمو الاقتصادي بشكل عام".
وسجلت اسعار الأسهم في الاسواق الامريكية ارتفاعا حادا بعد الاعلان عن ذلك بالرغم من أن التخفيض كان متوقعا من قبل المتعاملين، إلا أن بعضهم كان يتوقع أن لا يجرؤ البنك المركزي على تخفيض يزيد على 25نقطة اساس.
وجاء تخفيض سعر الفائدة بسبب أزمة الرهن العقاري التي ألقت بظلالها على الاقتصاد الامريكي، أكبر اقتصاد في العالم، وامتدت آثارها على بقية العالم خلال الأشهر الماضية. وسجلت أسعار أسهم البنوك والمؤسسات المالية وشركات الرهن العقاري في سوق نيويورك ارتفاعات كبيرة كرد فعل أولي على القرار.
وينتظر أن يحدث القرار تأثيرا إيجابيا على السيولة في النظام الاقتصادي وعلى الائتمان الذي تعرض إلى هزة في الأشهر الماضية. واستقبلت أسواق المال هذا القرار بالترحاب، وجاء ارتفاع الأسواق بعد أن اعتبرت أن هذا التخفيض في سعر الفائدة سيعزز من فرص استمرار النمو الاقتصادي وعدم حدوث ركود فيما لو بقيت اسعار الفائدة مرتفعة. وقفز سعر صرف اليورو امس الى 1.3970دولار لتسجل العملية الاوروبية رقما قياسيا جديدا، وذلك عقب قرار الاحتياطي الفدرالي الاميركي خفض معدلات الفائدة.