[عثمان الثمالي]

الأمير مشعل بن عبد الله رئيس مجلس إدارة الشركة:
قرار تخفيض رأسمال "أنعام" الخطوة الأولى لتصحيح مسارها وتحقيق الأرباح



- فهد البقمي ومحمد الهلالي من جدة - 09/09/1428هـ
أكد الأمير مشعل بن عبد الله رئيس مجلس إدارة شركة أنعام القابضة أن إقرار تخفيض رأسمال الشركة يعد الخطوة الأولى في مسيرة الشركة بعد الصعوبات التي كادت أن تؤدي إلى انهيارها، مشيرا إلى أن الإجراء الأخير سيمنح الشركة فرصة توازن يتم فيه تحقيق أرباح جيدة في المرحلة المقبلة.
وقال الأمير مشعل أمس الأول خلال حديثه على هامش الجمعية غير العادية التي قررت تخفيض رأسمال الشركة من 1.2 مليار إلى 1.9 مليون، إن إعادة سهم الشركة للتداول تعود المسؤولين في هيئة سوق المال حيث نقوم بمتابعة مستمرة لاستكمال أي معلومات أو إجراءات تطلبها الهيئة، مبينا في الوقت ذاته أن الشركة عانت كثيرا في الماضي فقدان المعلومة ونطمح في المستقبل القريب إلى ممارسة الشفافية والإيضاح ليكون لدى الجميع دراية بما تقوم به الشركة من أعمال ومدى الأرباح التي تعود عليهم.
وأوضح الأمير مشعل أن الشركة قررت وقف كل الأنشطة الخارجية وستركز على الأنشطة المحلية التي تحقق هامش ربحي جيدا، مبينا أن الشركة حققت خطوات في هذا الجانب، حيث تعكف الشركة دراسة خطط إجرائية للأنشطة التي تساعد على رفع هامش الربحية، معرباً عن ثقته في تحولها إلى كيان اقتصادي يعكس أهمية العمل الاستراتيجي، المدروس، معتبراً أن مصدر ثقته بنجاح الشركة يعود إلى الأرباح التي حققتها لأول مرة منذ أربع سنوات بعد إعادة هيكلتها الإدارية.
وأضاف أن عودة الشركة إلى وضعها الصحيح ستحل المشاكل التي واجهتها في توافر السيولة الذي حال دون تنفيذ أي مشاريع، إذ إن توازن الشركة سيعزز ثقة البنوك وسيمكنها من الحصول على التمويل لاستكمال مسيرة الشركة التي يطمح إليها المجلس.
وكانت أعمال الجمعية غير العادية قد بدأت البارحة الأولى، في جدة بحضور مندوبين من وزارة التجارة والصناعة وهيئة السوق المالية، حيث بلغت نسبة المساهمين الذين أيدوا قرار تخفيض رأسمال الشركة 98 في المائة. وكان السؤال الأبرز الذي يدور في أذهان المساهمين منذ لحظة حضورهم متى يعود السهم إلى التداول؟ وأمام تلك التساؤلات التي طرحها المساهمون رفض مندوب هيئة سوق المال الإجابة عن السؤال المطروح، مرجعا ذلك إلى أن القرار من صلاحيات الهيئة. كما تطرقوا إلى مستقبل الشركة والعوائد التي سيحققها السهم وغلبت إجابة التفاؤل بالمستقبل على لسان المسؤولين في الشركة الذين أكدوا أن الخطة الجديدة التي تنتهجها الشركة في تصيح وضعها الإداري بالتعاون مع بيوت الخبرة العالمية ومنها إعادة هيكلة الشركتين ودمجهما من حيث الموظفين وتم خلال ذلك الاستغناء عن عدد من الموظفين نظرا للازدواجية وتطرقوا إلى أن مشروع مزرعة الجوف وضع له خطة للتحكم في الأموال الموجودة، وتبحث الشركة تحويلها من مزرعة تربية مواش إلى استثمار زراعي.
وقال المساهمون إننا متفائلون بالخطوات التي وصلت إليها الشركة ونطمح إلى تصحيح مسار السهم بعد عودته إلى التداول، مؤكدين أن اطلاعهم على خطة الشركة وملامح المستقبل في المشاريع التي تتوجه إلى تنفيذها عزز من ثقتهم في المجلس.
تأتي هذه التطورات في شركة أنعام القابضة بعد أن مرت بمرحلة طويلة من الترقب حول مصير الشركة، التي شارفت على الانهيار، خاصة مع تراكم الخسائر عليها التي كانت في مراحلها الأولى عندما كانت تعمل تحت مسمى المكيرش. وشرع المجلس الجديد في إعادة هيكلة الشركة وتحويلها إلى شركة أنعام القابضة أملا في رسم ملامح جديدة للشركة إلا أن قرار هيئة السوق المالية السعودية في الثامن عشر من كانون الثاني (يناير) من العام الجاري بتعليق تداول سهم الشركة في السوق المالية السعودية حتى زوال أسباب التعليق التي تتمثل في إمكانية بلوغ الخسائر المتراكمة للشركة أكثر من 90 في المائة من رأس المال، يؤثر بصورة جوهرية في سلامة وضعها المالي، ورغم محاولات المجلس المتكررة لتقديم خطة ناجعة لإزالة التعليق إلا أنها لم تنجح في تلك المحاولات وطرح المجلس فكرة تخفيض رأسمال الشركة التي واجهت في المرة الأولى عدم اكتمال نصاب الجمعية إلا أنها تمكنت من النجاح في المرة الأخيرة بعد حضور 28 في المائة من ممثلي رأس المال، إلا أن الملف الأبرز بقاء سهم الشركة معلقا إلى أن تبت الهيئة في الخطة المقدمة من المجلس من جديد.