عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2007   رقم المشاركة : ( 3 )
المستعين بالله ابوعبدالله
كاتب مبدع


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 197
تـاريخ التسجيـل : 24-11-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 820
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : المستعين بالله ابوعبدالله


المستعين بالله ابوعبدالله غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حوارات رمضانيه / الحلقة الثالثه .

منقول .
..........
ومن أظهر الأحاديث التي في البناء بمكة وتدل على عصرنا هذا ، ما رواه أبو إسحاق رحمه الله في غريب الحديث عن مجاهد عن عبدالله بن عمر(27) قال : إذا ظهرت بيوت مكة على أخاشبها فخذ حذرك (28)ـ والأخاشب جبلين بمكة ـ . ورواه نعيم بن حماد بإسناده عن مجاهد قال له ابن عمرو : إذا رأيت بيوت مكة قد ظهرت على أخاشبها ، وجرى الماء في طرقها ، فخذ حذرك (29) .

وقال بعضهم بأن الأزرقي ذكره في أخبار مكة ، قريبا من هذا اللفظ عن يوسف بن ماهك قال : كنت مع ابن عمرو إذ نظرت إلى بيت مشرف على أبي قبيس فقال : إذا رأيت بيوتها ـ أي مكة ـ قد علت أخشبيها وفجرت بطونها أنهارا فقد أزف الأمر . وروى هذا الحديث بزيادة مفيدة أيضا الداني في السنن الواردة في الفتن عن شريك بن عبدالله عن ابن عطاء عن أبيه عن ابن عمر قال : يبنى ـ يريد المسجد الحرام ـ فيكون أحسن ما يكون ، ويعلوا البنيان على رؤوس الجبال فإذا رأيت ذلك فقد أظلك الأمر (30). وقوله في الحديث خذ حذرك ، وأزف الأمر ، هذا فيه إنذار بقرب وقوع أمر عظيم ، وتحذير من قرب قيام الساعة ، وقوله هذا غاية في النذارة . وقد تابع شريك على هذا الحديث شعبة عند ابن أبي شيبة ، وهشيم عند القاسم بن سلام في غريب الحديث .

وهذا الحديث قصر رواته عن سياق لفظه تاما ، ورواه أكثرهم بالمعنى ، وكم من حديث أفسدوه بالرواية بالمعنى والحذف ، يظهر ذلك من اللفظ الذي ساقه أبوعبيد في الغريب عن ابن عمرو قوله : إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم وساوى بناؤها رؤوس الجبال ، فاعلم أن الأمر قد أظلك فخذ حذرك (31) . وفي هذا بيان لما ذكر نعيم والأزرقي بالمعنى لجريان الماء في بيوتات مكة . وهذا الحديث عجيب وحسن في لفظه ومعناه ، ولم تقترن هذه الصفات بغير زماننا هذا ، مما يثبت ما تقرر في كل ما ذكرت أن زماننا هذا يجب الحذر فيه كما قال ابن عمرو ، وقوله : أن الأمر قد أظلك . (32) وقال المغيرة بن شعبة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمـتي ظاهرين على الحـق حتى يأتيهم أمـر الله وهم ظاهرون )(33) وفي رواية : ( لا يزال أهـل الغرب ظاهرين على الحـق حتى تقوم الساعة ) (34) وأهل الغرب هم أهل الحد ، لا كما فهم بعض أهل الحديث بأنهم أهل الدلو ، أي يريد العرب . وقوله في الحديث : ( إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ) قال أبو عبيد : الكظامة السقاية وكنت سألت عنها الأصمعي وأهل العلم من أهل الحجاز فقالوا : هي آبار تحفر ويباعد ما بينها ، ثم يخرق ما بين كل بئرين بقناة تؤدي الماء من الأولى إلى التي تليها حتى يجتمع الماء إلى آخرتهن ، وإنما ذلك من عوز الماء ليبقى في كل بئر ما يحتاج إليه أهلها للشرب وسقي الأرض ، ثم يخرج فضلها إلى التي تليها ، فهذا معروف عند أهل الحجاز اهـ (35) .
27) هكذا هو عند الحربي وعند غيره من طرق ابن عمر ، والصحيح والله أعلم ( ابن عمرو ) .
(28) غريب الحديث للحربي (2/544) .
(29) نعيم بن حماد في الفتن (1/43) .
(30) الداني (4/895) .
(31) غريب الحديث لأبي عبيد (1/269) .
(32) سورة النحل (1) .
(33) البخاري في الاعتصام ـ الفتح ـ (13/293) .
(34) رواه مسلم في صحيحه برقم (1925) .
(35) غريب الحديث لأبي عبيد (1/269) .


آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس