[شبلي أبو الونات]

أكاديميون و مسؤولون : جامعة الملك عبدالله تمثل تطوراً نوعياً في أسلوب التعليم الجامعي




و قال رئيس جامعة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية المكلف نظمي النصر: إن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي سيضع حجر أساسها خادم الحرمين الشريفين اليوم ، تبلغ تكلفتها الاجمالية 10 مليارات ريال ستبدأ فتح أبوابها خلال شهر سبتمبر عام 2009 وستقبل ألفي طالب وطالبة في حدها الاعلى لدراسة الماجستير والدكتوراة وإجراء الأبحاث خلال دراستهم مدعومين بـ600 شخص للتدريس والبحث, مضيفا أن الدراسة ستبدأ بـ500 طالب وطالبة ثم يرتفع العدد فيما سيكون عدد أعضاء هيئة التدريس 60 باحثا.
وبين : إن هناك ثلاث درجات تمنحها الجامعة هي الماجستير وماجستير العلوم والهندسة الميكانيكية والهندسة الكيمايئية والكهربائية وهندسة البايتكنولوجي, إما الدكتوراة ينال الباحث الدرجة في العلم الذي يبدع فيه ويجري فيه الأبحاث وينالها عن جزئية تخصصه.
اسلوب علمي
أكد مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. خالد بن صالح السلطان أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ستكون منارة للإشعاع العلمي والحضاري وواحة للعلوم والمعرفة مشيراً إلى أن إمكاناتها المتميزة ومواكبتها للمعايير العلمية الحديثة تؤهلها لكي تماثل أرقى الجامعات في العالم.
وأضاف: إن الجامعة تمثل نقلة نوعية في أسلوب التعليم الجامعي ، مشيراً إلى أنها تنفرد عن باقي الجامعات السعودية بكونها جامعة متخصصة في الأبحاث والدراسات العليا. وأوضح أن أهمية الجامعة الوليدة تنطلق من الاسم الغالي الذي تنتسب إليه ، وأهمية الآفاق الجديدة التي أتاحتها المنجزات التقنية السريعة والمتلاحقة والتي أثبتت أهمية البحث العلمي وأنه مفتاح التقدم العلمي والتقني والعامل الأهم في إنتاج المعرفة وتطويرها مشيراً إلى أن التقدم التقني والتدفق المعرفي هو نتيجة حقيقية ومحصلة طبيعية للأبحاث التي تقوم بها الجامعات ومراكز البحث العلمي.
وقال إن الجامعة ستركز على الدور البحثي وستحفز الباحثين على فهم التكنولوجيات الجديدة وستربط البحث العلمي بمقتضيات تنموية وستضم أساتذة من أصحاب الرؤية البحثية الواضحة والنتاج البحثي المتميز مشيراً إلى أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على استعداد للتعاون الوثيق مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في كل المجالات التي يتطلبها هذا التعاون.
وأضاف: إن نظرة فاحصة إلى تخصصات الجامعة نجد أنها تضم تخصصات مثل الطاقة والموارد الطبيعية والبيئية والتكنولوجيا الحيوية وعلوم وأبحاث المواد الدقيقة مثل النانو تكنولوجي والرياضيات التطبيقية وعلوم الكمبيوتر ، مشيراً إلى ارتباط هذه التخصصات بمقتضيات مسيرة التنمية وهو ما يرشح هذه الجامعة إلى المشاركة الجادة في صنع اقتصاد المعرفة وإنتاج المعارف التي تساعد المجتمع على الرقي والتقدم. وأضاف أن الجامعة ستستهم في ملاحقة عالم جديد سريع التطور والتقدم ومتنام في إنتاج المعارف في مختلف مجالات الحياة.
وأوضح أن هذه الجامعة ستسهم في تفعيل النهضة التعليمية التي تشهدها بلادنا وتعزز مكانة التعليم العالي ودوره في إعداد الكوادر البشرية الملتزمة بالمبادئ الإسلامية الرفيعة والمحافظة على القيم الفاضلة والمواكبة لأحدث مستجدات العصر والواعية لدورها الحيوي في نهضة الوطن والمساهمة في مسيرة التنمية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يحفظهما الله .
نقلة نوعية لمسيرة التقدم
اعتبر المهندس عادل بن محمد فقيه أمين محافظة جدة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لبنة جديدة في صرح التطور العلمي ونقلة نوعية متميزة لمسيرة التقدم التقني لبلادنا الغالية ..
وقال معالية بمناسبة وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حجر أساس الـجـامـعـة الـيـوم الأحـد ، ان الـمـلـك عبدالله بـن عبدالعزيز فـكـر فـي إنـشـاء هذه الـجـامـعـة كــــمــــا قال ــ يحفظه الله ــ لتكون منارة للإشعاع العلمي وقناة حضارية ومركز بحوث عالميا قائما على أسس أكاديمية عالية ..
وأضاف فقيه : إن تطلع خادم الحرمين لأن تكون الجامعة من المشاريع الرائدة لمستقبــــل المملكة ، ومن أفضل المراكز العالمية المتميزة في البحوث العلمية والابتكار والإبداع واحتضان الموهوبين من أبناء المملكة ودول المنطقة والعالم ، من شأنه أن يجعل من هذه الجامعة عنواناً للمرحلة القادمة التي تركز على العلوم والتقنية باعتبارهما مفاتيح التطور والتقدم .
وأكد فقيه أن وضع أساس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية يأتي كذلك في سياق متصل مع اهتمام خادم الحرمين الشريفين بتأصيل دور البحث العلمي في مختلف مجالات الحياة وخاصة فيما يتعلق بتفعيل خطط التنمية في المجالات كافة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية .
وأبرز معالي أمين محافظة جدة الاهتمام الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم في المملكة مستدلاً على ذلـك بمشروع الـمـلـك عبدالله لـتـطـويـر الـتـعــلــيـم ، وتــدشــيــنـــــــــــه ــ يحفظه الله ــ عددا من الجامعات في أنحاء المملكة إضافة إلى مشاريع التعليم العام وبرنامج خادم الحرمين للابتعاث وغير ذلك من مشروعات ومبادرات رائدة .
وأشار المهندس فقيه إلى أن وجود هذا الصرح التعليمي في ثول بمحافظة جدة بمنطقة مكة المكرمة ، سيضيف ــ بإذن الله ــ دعامة متميزة للاقتصاد الوطني عموماً واقتصادات المنطقة على وجه الخصوص بما يدعم مكانة جدة الاقتصادية إضافة إلى توطين صناعة المعلوماتية ونشر ثقافة المعلومات من خلال تخريج آلاف الطلاب والطالبات .. لافتاً معالية إلى أن القرب الجغرافي للجامعة من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية يضفي عليها ميزة إضافية ويعظم مردوداتها الإيجابية خاصة أن الجامعة ترتبط بالقطاع الصناعي ارتباطا وثيقاً .
واختتم معالي أمين محافظة جدة المهندس عادل بن محمد فقيه تصريحه بتجديد التأكيد على أهمية هذا الصرح العلمي الرائد للارتقاء بالبحث العلمي وتدعيم أسس التقدم التقني لبلادنا الغالية .
الاستثمار في الإنسان
كما أكد وكيل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للدراسات العليا والبحث العلمي د. محمد بن عمر بدير أن وضع حجر الأساس لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية يأتي تجسيداً لحلم خادم الحرمين الشريفين منذ مدة طويلة بأن يتم إنشاء جامعة بحثية من الطراز الأول وهذا يدل على ما حظيت به هذه البلاد المباركة من حرص ولاة الأمر على كل مامن شأنه رفعة هذا الوطن, ولكون التعليم والبحث دعامتين أساسيتين في التقدم الحضاري للأمم فإن هذا المشروع يأتي في مرحلة أثبتت فيها المملكة أنها على استعداد لانطلاقات جديدة لبلورة معنى البحث الهادف والمجدي بعد أن تم ولله الحمد إقامة رعيل من الجامعات لترسية مفاهيم البحث العلمي في بيئتنا والعمل على إعداد الكوادر المؤهلة بحثياً والتي تم تكاملها بتوفير بنية تحتية بحثية من خلال إنشاء مثل هذا المشروع الهادف. وأضاف أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تؤكد مدى اهتمام قائد المسيرة يحفظه الله بمسيرة التعليم والبحث العلمي في بلدنا الغالي وهو النهج الذي ينطلق من أهمية الاستثمار في الإنسان باعتباره أغلى الثروات وأبقاها ومحور التنمية وركيزتها الأولى.
وأضاف أن الجامعة الوليدة ستسهم في تطوير البحث العلمي باعتبارها جامعة بحثية بالأساس وستساعد في نقله إلى واقع التقدم بكل آفاقه وأبعاده .
وأوضح أن الجامعة ستواكب آمال المجتمع ومتطلباته البحثية بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة وتسريع مسيرة التحديث وإعداد جيل من العلماء والباحثين المتميزين.
وذكر أن إقامة المجتمع المنتج وتحقيق التنمية يعتمد بشكل رئيس على البحث العلمي وهو ما يؤكد أهمية الجامعة الوليدة ودورها الحيوي في ابتكار التكنولوجيا المتقدمة .
وقال: إن الجامعة الجديدة ستنتج مجموعة من العقول المبدعة القادرة على إنتاج المعرفة ودعم الاقتصاد السعودي وستبني شبكة اتصالات قوية مع الجامعات ومراكز البحث العلمي المتطورة لمواكبة التطورات المتلاحقة في حقل البحث العلمي وتوفير قدرات علمية متطورة لمواجهة التحديات التنموية.
معايير عالمية
و قال د . سهيل بن نشأت عبدالجواد وكيل الجامعة للدراسات والأبحاث التطبيقيةجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في البداية أود أن أحيي هذه المبادرة الكريمة وأهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ورجال العلم في المملكة والعالم الإسلامي على الخطوة المباركة بتأسيس جامعة ستكون بإذن الله منارة للعلم والبحث والتقدم . نعيش اليوم تنافساً حقيقياً بين الدول المتقدمة التي تعتمد على قوة رصيدها في العلوم والتقنية الناتجة عن إنجازات الجامعات ومراكز البحث المتخصصة . وتتنافس الجامعات حالياً للحصول على الطلاب المتفوقين والأساتذة المتميزين للقيام بالأبحاث الممولة من الشركات والهيئات الصناعية والحكومية .
لقد أثبتت الجامعات البحثية على مر السنين بأنها ضرورية لتقدم الأمم ورقيها ورفعة شأنها عن طريق ربط التعليم بالبحث في العديد من المجالات الهندسية والطبية والعلوم الطبيعية والحيوية . وعلى سبيل المثال فإن تفوق وتميز الولايات المتحدة الأمريكية في التصنيع والتدريب والتعليم يعود لإنجازات حوالي (200) جامعة بحثية حكومية وخاصة في السنوات الخمسين الماضية .
وسوف تضيف جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بيئة جديدة للبحث العلمي والتعاون العالمي في مجالات تهم المملكة وخاصة في الطاقة والبيئة والعلوم والهندسة الحيوية وهندسة المواد وتقنية المعلومات . كما أن المعدل المخطط لطلاب الدراسات العليا بالنسبة لهيئة التدريس 1:3 وهو يتفوق على المعدلات العالمية لأفضل الجامعات البحثية . ويشدد القائمون على إنشاء الجامعة على نواحي التميز والشراكة مع القطاعات الصناعية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية .
وأد أن أشير هنا إلى إن إنشاء جامعة الملك عبدالله سيزيد من الزخم والحماس لإنجاح الخطة المستقبلية للتعليم العالي في المملكة وفي تخريج كوادر علمية شابة تساهم في عملية التنمية والنقلة النوعية إلى جانب الإنجازات العملية والابتكارات الصناعية . وكلنا أمل بأن يستمر الدعم والتشجيع للعلماء والباحثين وإنشاء منارات جديدة لتحقيق التقدم والنمو المنشود في كافة المجالات في المملكة .