نبض السوق
نبض السوق نبض السوق نبض السوق نبض السوق نبض السوق
هيكلة السوق والوقوف مع الهيئة
راشد الفوزان
حين تأتي قرارات هيئة السوق المالية بقيادة معالي الدكتور عبدالرحمن التويجري، والذي يقود مرحلة مهمة وحاسمة في السوق السعودي منذ توليه قيادة هيئة السوق، ورغم كل النقد الذي يكتب عن الهيئة، ولازلنا ننتقد بلا توقف أو مجاملة، ظلت هيئة السوق تستمع، بل تقدم الدعوات للحضور عن ندوة أو مؤتمر أو طلب رأي وحتى من الجمهور كما هي القرارات الأخيرة حين طلبت رأي كل مهتم بالسوق أيا كان موقعه ومكانته وتأثيره، وهذه دلالة مهمة وكبيرة على الجميع اقتناصها، فهيئة السوق تفتح أبوابها وذراعها للجميع وتقول لهم نريد رأيكم واقتراحاتكم، من هنا يجب على الجميع، وكل من انتقد قبل من أثنى، أن يقدم ما لديه من رأي واقتراحات وأن لا نكون سلبيين، ويكون مجرد حديث مجالس ونقد للنقد، حين ننتقد يجب أن نكون إيجابيين من حيث تقديم حلول ومقترحات لا سلبية مطلقة لا معنى لها، هنا لا أقف محاميا عن هيئة السوق المالية، ولكنني أكبرت واحترم توجه الهيئة بسياستها التي تسير بها مع العهد الجديد للإدارة الجديدة، التي لم تصرح بأي تصريحات تربك السوق، أو قامت بقرارات مفاجأة لم يمهد لها، بل نجد القرارات والتغيير يتم بعد دراسة وافية وكاملة من مختصين وأصحاب شأن، وليست اجتماعات بالليل وتصدر صباح اليوم التالي، ما يزيد الثقة بعمل الهيئة هو التغيير الذي يؤسس سوقا مؤسسيا وأكثر عمقا ونضجا، والهيئة هي من تقوم بكل هذا الدور كاملا، ويجب الوقوف معها بالرأي والمشورة والتفكير الإيجابي، لن التفت لمن يرى السلبية بكل قرار أو ما يحدث محبطا للسوق أو غيره، بل العكس هو الصحيح وستثبته السنوات والأيام القادمة وليس بنظرة الغد وبعد غد، ونضج الأسواق وعمقها وشفافيتها واكتمال هيكلتها لا تتم بيوم وليلة، وخاصة بسوقنا الذي أعتبره من أصعب الأسواق للعوامل النفسية والعاطفية التي تؤثر بصورة كبيرة وحاسمة في معظم القرارات الشخصية من بيع وشراء أو تفكير استراتيجي، فحين تغيب الموضوعية والحياد والعدالة في الرأي فلك أن تتوقع كل السلبيات، يجب أن نضع نصب أعيننا الفكر الجمعي المصلحة الكلية للمجموعة والوطن واقتصاد هذا الوطن، وأقولها بكل صدق ومسؤولية، بدلا من التفكير الاحادي الشخصي المبني على مصلحة فرد وذات واحده .
أقف بكل احترام لهيئة السوق المالية، لكل ما تعمله وما سوف تعمله مستقبلا، وعملها لا يخلو من الأخطاء ككل عمل، أحيي سعة صدرها على نقدنا وكتاباتنا وسنستمر بنقدها وتصويبها بكل قدراتنا من مصلحة وطن واقتصاد لا غير، فلا شخصنة ولا فردية هنا، أحيي سعة أفق معالي الدكتور عبدالرحمن التويجري رغم كل ما يقال وسيقال وسنقول أيضا أننا في قارب واحد، مصلحة وطنية لا شك بها، واتمنى أن يسير على هذا المنهاج، لا فردية في القرار، أخذ الوقت الكافي والوافي قبل إصدار أي قرارات، وهذا ما يضع القرارات بأقل الأخطاء قدر الإمكان، ولن يكون هناك عمل بلا أخطاء، اعترف أننا نأخذ كامل حريتنا بنقد هيئة السوق المالية، بعكس شركات "عادية" لا تتحمل أي نقد أو ملاحظة، والهيئة تملك كل القدرات لإيقاف أي نقد، ولكن ظلت تسمع وتسمع وحرية كاملة للسوق بدون مؤثرات وهو ما وضع هيئة السوق الآن في أفضل حال . والهيئة لم تتعود المدح والثناء وهنا فقط ننصف الهيئة بخطواتها الهيكلية التي ستأتي ثمارها مستقبلا، وأرجو هنا من كل مهتم أن يكتب كل ملاحظاته لهيئة السوق فهي تتيح الفرصة للجميع وعلينا أن نكون إيجابيين، وسأكون أول من يكتب للهيئة نقدا وتصويبا لا مدحا وثناء . rmalfowzan@alriyadh.com
|