من السوق
من السوق من السوق من السوق من السوق من السوق
تأجيل الاكتتابات الكبيرة ووقفها
خالد عبدالعزيز العتيبي
الإنطباع الذي يُراد إيجاده حول أضرار الاكتتابات الكبيرة على حجم السيولة في السوق ،وتأثيراتها غير الإيجابية على مساراتها كان مدعاة للقلق فيما سبق،ولم يعد حالياً يأبه به أحد.
والى حد كبير فإن الغالبية الساحقة من المستثمرين شغوفون للاكتتابات الجديدة وبالذات الكبيرة منها، ووعيهم إزداد حيال أهميتها ودورها في إيجاد سوق مال مستقرة تتعدد فيها الفرص والاختيارات وتتوزع عليها الأموال الاستثمارية، ويكاد تفكيرهم يتطابق مع من يرى أن مثل تلك الاكتتابات للشركات الكبيرة هي من الضرورات الملحة والمفيدة للسوق وللمستثمر ولاقتصاد المملكة.
وما الإشارات التي أرسلتها السوق في أسبوعها المنصرم في أعقاب تلقيها جملة من الإعلانات لحزمة من الاكتتابات من بينها شركة كبيرة الا خير دليل،فقد كانت تلك الإشارات واضحة، وجديرة بالتمعن، وأعطت قراءات كثيرة ومختلفة و مشجعة ، وهي مؤشر مهم على تحول موضوعي في طريقة تعاطي المتعاملين مع الاكتتابات الكبيرة ،وحملت تفكيراً واعياً ومنطقياً ومبشراً،ولم يحدث من إعلانها أي ضرر على أوضاع السوق،وذلك خلافاً لما كان يثار حول تلك الإكتتابات، وماكانت تحدثه من مخاوف هي مصطنعة بالتحديد. بتعبير واضح فالاكتتابات للشركات الكبيرة هي من مفاصل حياة كل سوق مالية، والتباطؤ في طرحها أو تأجيلها أووقفها يخرج السوق عن سياقاتها الطبيعية،والحذر المبالغ به من تأثيراتها كما كان حاصلاً فيما سبق، هو من أسباب تذبذباتها الحادة. وليس الغريب فيمن يأتي ويشكك بجدوى اكتتابات الشركات الكبيرة في دعم أسواق المال وإبقائها مزدهرة،ولكنه فيمن يستجيب لتلك الشكوك ،ويفرط في الحذرمنها، ويحجبها لفترة تتجاوز المعقول، ليحل بدلاً عنها شركات صغيرة وغيرمؤثرة ومؤججة لحمى المضاربات .
|