«جدوى للاستثمار» ترجح توجه السعودية لرفع قيمة الريال مع تضاؤل الثقة في ربطه بالدولار
الدائرة الاقتصادية والأبحاث: حدثان سيخلقان مزيدا من الضغوط على العملة السعودية في ديسمبر
الرياض: «الشرق الأوسط»
قالت شركة جدوى للاستثمار السعودية أمس أن الثقة في ربط الريال السعودي بالدولار الأمريكي آخذة في التضاؤل والانحسار نتيجة الظروف الحالية التي تمر بها العملة السعودية والضغوطات الكبيرة التي تواجهها، متنبئة في الوقت ذاته بأن الشهر المقبل سيشهد مزيدا من الضغوط على الريال لوجود حدثين مهمين.
ورجحت «جدوى للاستثمار» أن تعمد السعودية إلى رفع قيمة الريال تدريجيا إذا انخفض الدولار بدرجة أكبر مقابل العملات الرئيسية مستبعدة في الوقت ذاته أن تتخلى السعودية عن ربط الريال بالدولار، حيث بحسب ما أشار إليه براد بورلاند رئيس الدائرة الاقتصادية والأبحاث في شركة جدوى للاستثمار إذا ما واصل الدولار انخفاضه فإن مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) قد تبدأ سلسلة من التعديلات التدريجية لسعر الصرف ذاته مثلما فعل خلال ارتفاع أسعار النفط وهبوطها خلال السبعينات وأوائل الثمانينات.
واعتمدت الدائرة الاقتصادية والأبحاث في شركة جدوى في توقعها حول تضاؤل الثقة في ربط الريال بالدولار، ما آلت إليه العديد من التحليلات خارج السعودية والتي تعتقد أن الاختلاف في مقتضيات السياسة النقدية بين الولايات المتحدة والتي تشهد أسعار الفائدة على عملتها انخفاضا والسعودية حيث أسعار الفائدة كانت سترتفع لاحتواء التضخم لولا وجود الربط، مشيرة إلى تلك العوامل تجعل من الاستمرار في الربط أمراً لا يقبل المساندة.
وذكرت جدوى أنه في تقرير أصدرته أمس أنه في ظل هذه الظروف قد يكون رد فعل الأسواق غير متناغم إذ قد يأتي تكثيف الضغوط على ربط الريال بالدولار كما في الأسبوع الماضي نتيجة لتعليقات من مصادر لم تكن لتؤثر على الريال في ظل الظروف العادية.
وتنبأت جدوى بأن الشهر المقبل ديسمبر (كانون الأول) سيشهد حدثين ربما يخلقان المزيد من الضغوط على الريال هما توقع أن يقرر قادة دول مجلس التعاون الخليجي خلال قمتهم المزمع عقدها في الرابع من الشهر المقبل تأجيل تطبيق نظام العملة الواحدة في جميع دول المجلس، إضافة إلى أن تصريحاتهم التي قد يطلقونها حول ترتيبات أسعار الصرف ستتم دراستها بعناية.
وأضافت جدوى أنه من المتوقع أن يلجأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في 11 من الشهر ذاته إلى خفض أسعار الفائدة بـ25 نقطة أساس أخرى، لافتة إلى أنه رغم التخفيضات الأخيرة في أسعار إعادة الشراء العكسي، فإنه من المتوقع أن تقتفي السعودية أثر الاحتياطي الفيدرالي.
وأشارت جدوى في رؤيتها المستقبلية إلى أنه في حال تعززت قوة الدولار في الأسواق العالمية حينها من المرجح أن تخف الضغوط على الريال بينما إذا واصل الدولار انخفاضه وبدا أن مؤسسة النقد غير قادرة على التعاطي مع الفارق الجوهري والمتواصل بين سعر الريال إلى الدولار في السوق وبين الأسعار الرسمية، فقد تبدأ سلسلة تعديلات تدريجية في سعر الصرف نفسه كما فعلت من قبل أثناء هبوط أسعار النفط في السبعينات وأوائل الثمانينات من هذا القرن. ولم تتوقع جدوى حدوث أي تغيير بخصوص سياسة ربط الريال بالدولار مقابل عملة أخرى أو سلة عملات، معتقدة في الوقت ذاته أن تغييرا كبيرا في سياسة استمرت لفترة طويلة من الزمن يجوز النظر فيه ودراسته بعد تدابير متأنية، ولا يمكن الإقدام عليه نتيجة لضغوط السوق.
وتمسكت الدائرة الاقتصادية والأبحاث في جدوى برؤيتها بأن مساوئ تغيير سياسة ربط الريال بالدولار تفوق كثيراً الفوائد المرجوة منه كما أشار تقرير صدر عنها خلال ونشر حينها في أغسطس (آب) المنصرم، متوقعة أن يبقى ربط الريال بالدولار قائماً.
وأكدت جدوى أن التحديين المتمثلين في كبح جماح التضخم من جهة والحفاظ على عملة قوية من جهة أخرى مرتبطان بالانتعاش الاقتصادي في البلاد، وأن مستقبل الاقتصاد السعودي لا يزال مبشّرا.