عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2007   رقم المشاركة : ( 15 )
المستعين بالله ابوعبدالله
كاتب مبدع


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 197
تـاريخ التسجيـل : 24-11-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 820
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : المستعين بالله ابوعبدالله


المستعين بالله ابوعبدالله غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حوارات رمضانيه / الحلقة الرابعه .


أخوتي الأعزاء : قلت لكم بمداخلتي السابقه أن المفتاح الثالث لمعرفة فتنة السراء هو أصطلاح الناس على رجل كورك على ضلع , ثم نقلت لكم بعض النقولات ليمتلك كل منكم تصورا (أن لم يكن لديه تصورا من ذي قبل) دقيقا عن ألأضلاع وهيئتها وأماكنها والعظام التي تركب عليها , وكذلك الورك ومكانها والعظام التي تركب عليها .
وفي هذه المداخلة أستأنف التحدث اليكم بتفصيل عن المفتاح الثالث مجتهدا في تفسيرمعنى : (ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع) الواردة في الحديث فأقول مستعينا بالله .
أولا : الورك , يقابلها ألأمة التي أمرها الله سبحانه بالوحدة ونهاها عن الفرقه بقوله جل وعلا : وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وٰحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ [المؤمنون:51].
وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُم أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مّنْهَا كَذٰلِكَ يُبَيّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءايَـٰتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:103].
وفي صحيح مسلم ٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ((إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ)).

فالأمة التي شبهت (في الحديث) مجازا بالورك بقيت في مكانها الطبيعي جل تاريخها يحكمها حاكم واحد الا ما ندر في بعض أمصارها وحقب من تاريخها .
(والحاكم في تلك المرحلة يقابله مجازا عظم الفخذ) وذلك طيلة فترة الخلافة الراشده ومن بعدها خلال فترة الملك العضوض بكل علاته وحسناته أبتداءا بملك بني أمية وانتهاءا بنهاية ملك الدولة العثمانيه .
وكان شريف مكة الذي تكلمت لكم عنه بالمداخلات السابقة هو من خرج عن الطاعة وتحالف مع أعداء الأمه , وكان هو العامل الرئيس الذي أستعمله ألأعداء أداة من أدوات متعدده لأنهاء الحكم العثماني مستغلين نفوذه الديني المتمثل في أنتسابه نسبا لا سلوكا الى بيت النبوه .
وهو بفعله ذاك وصفته تلك كان علامة على بداية فتنة السراء .

ثانيا : ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع : الحرف ثم الوارد في الحديث حرف عطف وترتيب مع التراخي زمنيا بين المعطوف والمعطوف عليه.
أي أن فتنة السراء ستكون علامة بدايتها بعمل مخل بالدين يقوم به رجل من أهل بيته صلى الله عليه وسلم ثم يلي ذلك في الفتنة نفسها (السراء) أتفاق الناس على ولاية رجل كورك على ضلع .
وهنا شبهت الأمة مجازا خلال فتنة السراء بالورك , وشبه ولاتها مجازا بالضلع . بمعنى آخر سيصطلح الناس خلال فتنة السراء على ولاية رجل منهم صلحا لا تتحقق به وحدة وقوة ومكانة الأمة كركوب الورك على الضلع لا على مكانها الأصلي والقوي وهو عظم الفخذ.
وبمعنى ثاني , أن أصطلاح الناس سيكون على غير تمكين لأن مكان ركوب الورك الطبيعي أنما يكون على عظم الفخذ الذي يتصف بالقوة والمتانه , أما وضعها على الضلع المعوج الدقيق الضعيف فأنما يؤدي الى فقدان ألأستقرار والأستواء والتمكين ثم الأنكسار والتشظي .
وهذا هو واقع الأمة بعد الثورة العربية التي تزعمها شريف مكة وتآمره فيها مع اليهود والنصارى على ولي أمر المسلمين في عهده , ووالى أعداء ألأمه وظاهرهم على المسلمين , وتسبب بعمله ذاك بسفك دماء مسلمه بريئه وخروج على ولي أمر المسلمين في عصره الذي كان له في عنقه بيعة .
وتسبب أيضا بعمله ذاك (ربما دون قصد منه) بفرقة ألأمة وتمزقها منذ ذلك الزمن الى اليوم من دولة واحده الى دويلات متعدده بل وضياع جزء من أراضي المسلمين كما حدث في فلسطين .
وكانت النتيجة تشظي أمة المليار مسلم الى دول متناثرة ومتناحرة أحيانا , لها حكام متعددون كتعدد أضلاع الجسد , ويشبهون الأضلاع في ألأعوجاج والضعف بسبب الفرقة وعدم تحكيمهم لشرع الله وأستبدالهم أياه بتحكيم الهوى والقانون الفرنسي والبريطاني وغيرها من القوانين الوضعيه , ووصل الفسق ببعضهم الى تشريع الزنا في دور الدعارة التي تحرسها السلطه وتجني الضرائب منها لخزينة الدوله.
ومن أولئك الأضلاع من زعم أنه زعيم العروبة كجمال عبدالناصر, أو القذافي الذي يزعم أنه اليوم زعيم الأفارقه, أو الأمميون الذين تنكروا للأديان كلها واعتنقوا الشيوعية وقالوا لا رب والحياة مادة والدين أفيون الشعوب كالرفاق الحمر في اليمن الجنوبي سابقا وغيرهم .
ومنهم من كان عونا بوعي أو بدون وعي لليهودية العالميه كأحد حكام ألأردن السابقين الذي عندما دشن جيشه لمعارك 48م مع أسرائيل طلب أثناء حفل استعراضه لقواته من فقيه أعمى البصر بصير القلب ليخطب في جيشه ويستحثه على الأستبسال والقتال فقام الشيخ الضرير مكرها على الحديث لمعرفته بما كان يدور خلف الكواليس .
وبعد أن أعتلا المنصة حمد الله واثنى عليه ثم ردد عدة مرات عبارة واحدة فقط لم يزد عليها شيئا ثم جلس وهي : يا جيشنا ليتك لنا .
ومنهم زعماء آخرين وقفوا مع الناس بحج هذا العام (1428) واعوام خلت وبلادهم عيد أضحاها يسبق أو يخلف بيوم أو يومين عيد الحجيج الذي يشاركونهم فيه الحج ,,, ووووو الخ من أمثلة يصعب حصرها .
الخلاصه : ما ذكرته لكم بهذه المداخلة وسابقاتها كان عن فتنة السراء , ووضحت لكم فيها وجهت نظري في أنزال ما جاء بالحديث عن وصف تلك الفتنة على الواقع .
وهو أجتهاد من المستعين بالله أبو عبدالله أراد به نفع غيره من أخوانه القراء عندما لم يجد أحدا قال بمقولته تلك في حدود أطلاعه , وأراد به مناقشة أجتهاده القابل للخطأ والصواب , وان تعم الفائدة على القراء .
في المداخلة القادمه سوف أنتقل بكم الى الحديث عن فتنة أخرى من الفتن الواردة في الحديث , وسوف أكون مقلا في الحديث عنها بسبب العدد الزهيد من القراء والأنعدام الكلي لمداخلات النقاش .
ختاما : كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد ألأضحى لعام 1428 هجريه ,, وتقبل الله من الحجيج حجهم وردهم سالمين غانمين الى أهليهم واوطانهم ..
سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا أله ألا أنت , أستغفرك اللهم واتوب أليك .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس