الموضوع: للثقافة
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2007   رقم المشاركة : ( 4 )
حسن عابد
شاعر

الصورة الرمزية حسن عابد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : 13-12-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 7,632
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 539
قوة التـرشيــــح : حسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادة


حسن عابد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : للثقافة

استخلفــــت ذلــك المــــال عنــد الله


قال أحد التجار : قصدتُ الحج في بعض الأعوام ، وكانت تجارتي عظيمة ،وأموالي كثيرة ، وكان في وسطي هميان ، وفيه دنانير وجواهر قيّمة ، وكان الهمْيان من ديباج أسود .
فلما كنت ببعض الطريق نزلت لأقضي بعض شأني ، فأنحل الهمْيان من وسطي ، وسقط ولم أعلم بذلك إلا بعد أن سرت عن الموضع فراسخ ، ولكن ّ ذلك لم يكن يؤثر في قلبي لما كنت أحتويه من غنى ، واستخلفت ذلك المال عند الله إذ كنت في طريقي إليه تعالى.


ولما قضيت حجتي وعُدتُ ، تتابعت المحن ُ علي ّ حتى لم أعُد أملك شيئا ً ، فهربت على وجهي من بلدي . ولمّا كان بعد سنين من فقري أفضيت إلى مكان وزوجتي معي ، وما أملك في تلك الليلة إلا دانقا ً(1) ونصفا ً ، وكانت الليلة مطيرة ،فأويت في بعض القرى إلى خان خراب ،فجاء زوجتي المخاض فتحيّرت ُ ، ثم ولدت فقالت : يا هذا ، الساعة تخرج روحي ، فاتخذ لي شيئا أتقوى به ، فخرجت أخبط في الظلمة والمطر حتى جئت إلى بدّال (2) فوقفت عليه ، فكلمني بعد جهد ، فشرحت له حالي ، فرحمني وأعطاني بتلك القطع حلبة ً وزيتا ً، وأعارني إناء ً جعلت ذلك فيه ، وجئت أريد الموضع ، فلما مشيت بعيدا ً وقربت ُ من الخان زُلقت ْ رجلي ، وانكسر الإناء وذهب جميع ما فيه ، فورد على قلبي أمر ٌ عظيم ما ورد علي ّ مثله قط ! ، فأقبلت أبكي وأصيح ، وإذا برجل قد أخرج رأسه من شباك في داره ، وقال : ويلك ! مالك تبكي ! ما تدعنا أن ننام !.
فشرحت له القصة ، فقال : يا هذا ، البكاء كله بسبب دانق ونصف . قال : فداخلني من الغم أعظم من الغم الأول ، فقلت : يا هذا ، والله ما عندي شيء لما ذهب مني ، ولكن بكائي رحمة لزوجتي ، ولنفسي ، فإن امرأتي تموت الآن جوعا ، وو الله لقد حججت في سنة كذا وأنا أملك من المال شيئا كثيرا ، فذهب مني همْيان فيه دنانير وجواهر تساوي ثلاثة آلاف دينار ، فما فكرت فيه ، وأنت تراني الساعة أبكي بسبب دانق ونصف ،فأسأل الله السلامة ، ولا تعايرني فتُبلى بمثل بلواي.
فقال لي : بالله يا رجل ، ما كانت صفة هميانك فأقبلت أبكي ، وقلت : ما ينفعني ما خاطبتني به أو ما تراه من جهدي وقيامي في المطر حتى تستهزئ بي أيضا وما ينفعني وينفعك من صفة همياني الذي ضاع منذ كذا وكذا .
ومشيت ، فإذا الرجل قد خرج وهو يصرخ بي : خذ يا هذا ، فظننته يتصدق علي ّ ، فجئت وقلت له : أي شيء تريد ؟ فقال لي : صف هميانك وقبض علي ّ ، فلم أجد للخلاص سبيلا غير وصفه له ، فوصفته فقال لي : أدخل ، فدخلت ، فقال : أين امرأتك ؟ قلت : في الخان ، فأنفذ غلمانه فجاءوا بها ، وأدخلت إلى حُرَمه
(3) ، فأصلحوا شأنها وأطعموها كل ما تحتاج إليه وجاءوني بجُبة وقميص وعمامة وسراويل ،وأدخلت الحمام سحراً ، وطرح ذلك علي ّ ، وأصبحت في عيشة راخية . وقال : أقم عندي أياما ً ، فأقمت عشرة أيام ، كان يعطيني في كل يوم عشرة دنانير ، وأما مُتحير في عظم برَّه بعد شدّة جفائه .

فلما كان بعد ذلك قال لي : في أي شيء تتصرف ؟ قلت : كنت تاجرا ً ، قال : فلي غلاّت وأنا أعطيك رأس مال تتجر فيه وتشركني . فقلت : أفعل ، فأخرج لي مائتي دينار فقال : خذها واتَّجر فيها منها ، فقلت : هذا معاش قد أغناني به الله يجب أن ألزمه فلزمته .
فلمّا كان بعد شهور ربحت ُ فجئتُه وأخذت حقَّي وأعطيته حقَّه ، فقال : أجلس ، فجلست ، فأخرج لي همياني بعينه وقال : أتعرف هذا ؟ فحين رأيته شهقْت ُ وأُغمي علي ّ، فما أفقت ُ إلا بعد ساعة ، ثم قلت : يا هذا ؟ أملك أنت أم نبي ُّ ؟ فقال : أنا أحفظه منذ كذا وكذا سنة ، فلمّا سمعتك تلك الليلة تقول ما قلته ، وطالبتك بالعلامة فأعطيتها أردت أن أعطيك للوقت هميانك ، فخفت أن يُغشى عليك ، فأعطيتك تلك الدنانير التي أوهمتك أنها هبة ، وإنما أعطيتكها من هميانك ، فخذ هميانك واجعلني في حل ّ ، فشكرته ودعوت ُ له .
وأخذت الهميان ورجعت إلى بلدي ، فبعت الجوهر وضممت ثمنه إلى ما معي واتّجرت ُ ، فما مضت إلا سنين حتى صرت صاحب عشرة آلاف دينار وصلحت حالي .


(1) دانق : هو سدس الدرهم
(2) البدّال : يبيع الأطعمة .
(3) حرم الرجل : أهله





.: طــــــــرفة اليــــــــوم :.

فانقعهـــــا مـن أول الليــل

سأل رجل الشعبي عن المسح على اللحية فقال : خلّلها .
فقال : إني أخاف أن لا ينالها الماء .
قال : إن خفت ذلك فأنقعها من أول الليل ! .






.: نــــــــادرة اليـــوم :.

مــن الكــــراريس التـي قــــدَّمتها إلــيَّ

طلب الجاحظ من أمّه الطعام ، فجاءته بطبق عليه كراريس (1) .
فقال لها : ما هذا ؟ .
قالت : هذا الذي تجيء به .
فاغتم وخرج من البيت ، فرآه صديق له فسأله : ما شأنك ؟ .
فأخبره ، فأدخله بيته وقرَّب إليه الطعام ، ثم أعطاه خمسين دينارا ً . ثم ذهب إلى السوق واشترى الدقيق وغيره وحمله إلى البيت ، فأنكرت الأم ذلك وقال : من أين لك هذا ؟ .
قال : من الكراريس التي قدَّمتها إلي ّ .


(1) الكراريس : هو جزء من كتاب
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس