رد : حوارات رمضانيه / الحلقة الرابعه .
ألأخوه الأعزاء, ابن سلمان وابن أبي محمد : أشكركما على تفاعلكما والأضافات التي أثريتما بها الموضوع.
كما أحيط الجميع أنني سوف أتوقف عن الكتابة عن بقية الفتن التي وردت في الحديث لقلة القراء وندرة المداخلات والأنعدام الكلي للنقاشات ,,, ومن أراد التوسع فلن يجد كبير عناء في فهم ما تبقى من الفتن طالما فسرت لكم الفتنة التي تعيشون فيها حاليا وهي فتنة السراء .
فمثلا , فتنة الأحلاس التي سبقت فتنة السراء بأمكانكم التعرف عليها أذا عرفتم المعاني المتعدده لكلمة الحلس والأحلاس في اللغة العربية وفي عامية الأمس التي عرفها آباؤكم ,, عند ذلك سوف تجدونها منطبقة على أجيال كثيره من أولئك الذين سبقوا أجيال فتنة السراء , وهم اولئك الذين استباحوا دماء واموال بعضهم واندرس الدين في عصرهم واصبحوا أهل هَرَب وحَرَب, وكان لا يحميهم من الغارات المتبادلة فيما بينهم مع أنهم أخوة في الدين سوى منعة حصونهم واستبسالهم واحلافهم مع من حولهم .
ومن المنطق وطبيعة التحولات أن يكون هناك تداخل بين نهاية كل فتنه وبداية الفتنة التي تليها , أي ما بين الفتنة السابقة واللاحقه .
أما الفتنة التي ستلي فتنتكم الحاليه (فتنة السراء) فسوف تكون فتنة الدهيماء المهولة الشمولية التي لن يسلم منها أحد (لا تدع أحدا من هذه الأمة الا لطمته لطمه) , والتي كلما قيل أنقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل ,, وستستمر حتى ينقسم الناس الى فسطاطين , فسطاط أيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا أيمان فيه , وعندها ستستلمهم فتنة أعظم منها لا يكاد يذكر معها ما سبقها لشدة فضاعتها والأبتلاءات التي تحل بالأمة فيها وهي فتنة المسيح الدجال .
وربما أن من الحكم لتلك الفتن العظام المقبله التي يبتلى بها الناس التمحيص ليميز الله الخبيث من الطيب ويبلو أخبارهم , وليتخرج من أهوالها جيل صلب العقيدة قوي ألأيمان مؤهل لتسلم قيادة البشريه في مرحلة الخلافة التي ستكون على منهاج النبوه والتي سيبلغ فيها الدين ما بلغ الليل والنهار , تلك المرحلة التي بشر بها أمته نبينا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم في حديث حذيفة بن اليمان الذي كان مستهله : ( تكون فيكم النبوة ما شاء الله لها أن تكون ثم يرفعها الله أذا شاء أن يرفعها ..الخ . ) .
أعاذني الله واياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن , وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
ويحسن في الختام أعادة التأكيد على ما سبق وان قلته لكم في البدايه , وهو أن ما ذكرته بخصوص أنزال الحديث على الواقع أنما هو قناعة توصلت اليها أجتهادا مني ورأيت صوابي بها وربما أكون مخطئا فيها , والله أعلم .
|