رد : لقاء الشاعر عيضة السفياني مع مجلة مقناص
- تقول .. "
في هذا الجيل كم من شاعرٍ غاوي بليد احساس= يمر مع الحزن ما يحمل من الحزن مثقالي
لما كل هذه النظرة السوداوية تجاه شعراء هذا الجيل وأنت أحدهم ؟
أعتقد أنها ليست نظرة سوداوية بقدر ما هي حقيقة ملموسة على خارطة القصيدة الشعبية جعلتني اصورهم بهذا الشكل وأستل نفسي من بينهم كما تسل الشعرة من العجين وأترك أيضاً مساحة ضيقة لكل مبدع يحلق فيها بعيداً عن هذا الحكم القاسي!!
- عيضه السفياني اسم شاعري ، اختط لنفسه خطاً ميزه عن غيره رغم قصر تجربته هل أنت راضي عما قدمت ؟
لا لست راضي .. لأن الرضا بما قدمت موت الشعر في داخلي ! وأنا مؤمن بأني كلما كتبت نصاً جميلاً خلفه نص أجمل ومن هنا سأبحث بعد الجميل عن الأجمل.
- الشعر "قضية " الشعر "نتيجة"الشعر"سبب" الشعر "وسيلة " إلى أي مدى استطاعت القصيدة العامية أن تتماها مع هذه المعطيات ؟!!
الشعر نتاج الشاعر والعملية تتعلق بوعيه ( أقصد الشاعر ) بهذه المعطيات ومدى إيمانه بأن القصيدة العامية ترتهن لرسالتها وقضيتها.. الخ، ومن هنا وعي الشاعر هو الذي يحرك القصيدة العامية نحو الاقتراب والابتعاد من هذه المعطيات فلذلك كلما زاد وعي الشاعر استطاعت قصيدته أن تتماها مع هذه المعطيات ونجح والعكس صحيح .
- مدينتك (الطائف ) مدينة الشعر. فهل لها تأثير على تجربتك؟!!
نعم لها تأثير !! كيف لا وأنا نشأت شاعريتي بين رعدها وبرقها وسحبها عندما تتخلل خضرة قمم جبالها الساحرة من ناحية وبين الحميدي الثقفي وردة السفياني من ناحية أخرى . إن هذه المدينة الشاعرية أشبه بحامل المسك الذي إنما أن يعطيك أو تجد منه ريحا طيبة !! فمن لم يأتها من الشعراء فليأتها قبل أن يموت فإنها رؤية من لا رؤية له وقصيدة من لا قصيدة له.
- كثيرون يرون أن القصيدة العمودية وصلت السقف إلا أنكم استطعتم إثبات عكس ذلك رغم ما نلمسه فعلا من توتر شائك حول القصيدة العمودية ؟ ما قولك أنت ؟
أقول : ليس هناك سقف ولا قمة لقصيدة العمودية ولا غير العمودية وإنما كل شاعر مبدع يتقدم بالقصيدة نحو الإبداع بحجم ابداعه أو بقدر مرحلته الزمنية ثم يتسلم مهمة التقدم والتطور من يأتي بعده من المبدعين.. وهكذا وأما قولهم فلان متربع على القمة وفلان سيطيح بفلان من القمة إما هي أكذوبة ونظرة قاصرة ضد الابداع.
- ماذا عن فكرة الدواوين الصوتية وهل ستطرح قصائدك في ديوان صوتي ؟
لدي ديوان صوتي قادم لا يزال في مراحله الأولى.
- أخذ على فهد عافت قوله ( ارى الشعر قول يجيك ابمحله=وأحلى الشعر قولٍ محله يجي فيه)
وقالوا كان الأولى به أن يقول : يجيك بمحله "ردي "وهل أنت مع القول الذي (يجيك ابمحله – أو- قولٍ محله يجي فيه ) !
هذا البيت بمجمله هو " قولٍ في محله" أنا اتفق مع من يرى أنه رديء ، ولكن البعد الأدهى والأمر من ذلك وهذا ما جعل عافت يحلق خارج السرب ... ليس لأن هذا البيت قول في محله ولكن لأنه في نفس الوقت يعد ابتكاراً لفكرة أو لمنظور ادبي متى ما استطعنا اسقاطه على نتاج الشعراء كما يريد فهد فإننا سوف نخسر كثيراً من قولنا سوف نكتشف أن ما يقارب 88% من نتاجنا الشعري هو في الحقيقة شعر رديء لأنه قول في محله ... لاحظت خطورة فهد عافت وخطورة هذا البيت الذي لو تعاملنا معه بوعي لنسفنا الساحة بشعرها وشعرائها ولم يبقى لنا إلا أقل من أصابع اليد الاثنتين .. "إذن رديء فهد عافت هو نظافة للساحة الشعرية " صديقي أنا مع ( قول محله يجي فيه ).
- لماذا ابتعدت عن ساحة المحاورة . وكيف تنظر لها الآن ؟!
أعتقد أن ابتعادي أتى بعد نظرة صائبة قرأت أبعاد هذا الفن قراءة واعية تناولت التباين الإبداعي بين شعرائه من ناحية والتباين الحضوري " إحياء الحفلات" لشعرائه من ناحية أخرى فكانت النتيجة وللأسف الشديد كما يلي ( بقدر ما يقل إبداع الشاعر يزداد حضوره الجماهيري والعكس صحيح عندما يزداد إبداع الشاعر تقل جماهيريته كذلك حضوره )،هكذا قرأت المشهد وتنبأت من وإلى أين يسير هذا الفن بكل عناصره إنه يسير من الوعي إلى إفساد الذوق العام ومن الشعر لى الا شعر والتهري والتنابز بالألقاب والطعن في الأنساب بفعل بعض شعرائه الجهلة ممن يدعون بالشعراء الجماهريين والأكثر طلبا والقادرين على امتاع الجماهير بعذوبة اصواتهم وكثرت هفواتهم إنني أرى هؤلاء الشعراء دفعوا بالمحاورة إلى مهاوي الردى وإلى مراحل متقدمة من الاختناق والتدني عندما يأتون وكلاً منهم يكرس كل جهوده في سبيل الحصول على نكتة سخيفة أو عبارة ( شوارعية) يرسم بها البسمة على وجيه جمهوره السطحي والذي أرى أنه مشارك في خلق هذه الأزمة التي في ضلها توارى كثير من الشعراء المبدعين في هذا اللون أمثال ( صياف الحربي ورشيد الزلامي وعبد الله الطرفي وسامي السفياني ومحمد المسعودي وغيرهم ممن يربأون بأنفسهم مما آلت اليه ساحة المحاورة من أواخر عام الفن إلى صيف هذا العام الأعمى.
- تقول في أحد نصوصك :
صكيت باب البارح وفكيت باب المقبلة=ولا بينها الا اطلال ناسٍ يولدون ويرحلون
ناك من يقول أنك أصغر بكثير من هذا البيت .. بماذا ترد عليه ..؟
هذا صحيح ! وبختصار شديد الشاعر الذي يكتب نصاً أصغر منه فهو شاعر ضعيف والشاعر الذي يكتب نصاً بحجمه فهو شاعر عادي والشاعر الذي يكتب نصاً أكبر منه فهو شاعر مبدع ومتجاوز ولك التصنيف !!
|