رد : صفحه خاصة ـ راكان بن حثلين ـ
الــيوم الموضوع قصة شـلون خرج ... راكان بن حثلين من السجن ... ورجع لشبه الجزيره العربية ولقى كل الاحوال تغيرت ......
وعندما كان الشيخ راكان بن حثلين في السجن قامت حرب طاحنه بين الأتراك ودولة الأساقفة وهي دولة المسقوف من العجم ، وكانت الغلبة في الحرب للأساقفة على الأتراك وكان من بينهم فارس وهو عبد أسود
يمتطي حصانا أسود ، وكان بين الطرفين حفرة كبيرة جدا تفصل بينهما بحيث لا تستطيع الخيل الوصول إلى الجهة الأخرى المقابلة ، ولم يستطع اجتياز تلك الحفرة الكبيرة إلا ذلك الفارس الأسود وحصانه الأسود ، وعندما
رآه فرسان الأتراك ولوا الأدبار خوفا منه وهو ما زال يلاحقهم ويقتل منهم ما استطاع قتله ، وكان الشيخ راكان بن حثلين يشاهد المعارك بين الطرفين في كل يوم وهو في سجنه حيث كان يصعد إلى السطح العالي
للسجن مع السجان ويشاهد من هناك كل ما يجري ، فطالت الحرب على الأتراك وذاقوا الويل وأيقنوا أنهم إلى هلاك واستيلاء القوات الغازية عليهم ،فتشاوروا فيما بينهم على أن يستسلموا لدولة الأساقفة حتى يحقنوا
دمائهم من ضراوة القتال ، وأثناء ذلك طلب الشيخ راكان بن حثلين من السجان أثناء مشاهدته لما يجري أن يرسل إلى الباشا التركي ليطلب أن يطلق سراه للمبارزة مع الفارس الأسود ، ولكن الباشا التركي رفض طلبه
لعدم ثقته بالتغلب على ذلك الفارس الأسود وبعد إلحاح من قبل الشيخ راكان بن حثلين طلبه الوالي وقال له : هل أنت جاد وصادق في طلب المبارزة ؟ وهل باستطاعتك الفوز على ذلك الفارس الأسود ؟ الذي عجز عنه
صناديد أبطالنا ، وأنت رجل نحيف الجسم قصير القامة ، فأجابه الشيخ راكان بن حثلين إجابة الواثق وقال : لا تنظر إلى قصر قامتي أو نحافة جسمي بل لب لي طلبي بالمبارزة ، فوافق الباشا التركي على طلبه ، وقال
له : اطلب ما تريد ، فقال الشيخ راكان بن حثلين : أريد أن تسمح لي بان اختار الفرس التي تعجبني من الخيل وكذلك ما يعجبني من السلاح من سيف ورمح (حيث كانت تلك أسلحتهم قديما ) ، فقال له الباشا التركي : لك
ما شئت ، وذهب الشيخ راكان بن حثلين إلى مربط الخيل وصاح ثلاث مرات ونضر فيهن وذهب وتم على ذلك الحال يومين حتى عرف ما يريد وهدف على فرس زرقاء قوية الجسم ، فأخذ فرسا قوية ودربها على طريقته
الخاصة حتى انه اخذ يدربها على القفز فوق الحفر الكبيرة والصغيرة فاكمل تدريبها وتأديبها بعدة أيام ، وبعد ذلك لبس عدة الحرب وصال وجال وبرز في الميدان في مقدمة الجيش التركي فلما وصل إلى ميدان الحرب برز
الفارس الأسود كعادته بعد أن قفز بحصانه الحفرة الكبيرة التي تفصل بين الأتراك والأساقفة ، وبعد ذلك برز له الشيخ راكان بن حثلين على فرسه التي دربها وبدأ النزال بنيهما في ساحة المعركة ، واستغرب الفارس
الأسود ذلك الخيال الذي لم يره في صفوف الأتراك سابقا ، فدارت بينهم المعركة ولمس فيه فنون القتال وعرف حركته وذكائه وشجاعته ، وحين أيقن الفارس الأسود انه لن يستطيع الفوز على هذا الخيال ، لاذ بالفرار
من أمام الشيخ راكان بن حثلين وتوجه إلى الحفرة الكبيرة ليعود إلى الطرف الأخر معتقدا أن الفارس المجهول لن يستطيع أن يلحق به ، ولكن هيهات فعندما تجاوز الفارس الأسود الحفرة قفز خلفه الشيخ راكان بفرسه
وإذا هو بجانبه فاختطفه من على سرج حصانه ورفعه على حارك فرسه وقفز به الحفرة عائدا ، ودقت طبول الأتراك وتهللت بالنصر وهزمت جيش الدولة المسقوفية شر هزيمة بعد أن دب في الأتراك الحماس بهزيمة
الفارس الأسود ، ويعود الفضل بالنصر للشيخ راكان بن حثلين ، وبعد ذلك ذهب الشيخ راكان وسلم الأسير إلى الوالي التركي ، ثم قال له الوالي : أنت فعلت فعلا لم يفعله أحد سواك وانتصرنا بفضل الله وبفضلك وإنما
الإحسان يجزى بالإحسان فاطلب ما شئت فأننا سوف نعطيك ما تطلب ، فقال له الشيخ راكان : إذا لبيت لي طلبي فإنني اطلب منك الدهناء والصمان وقبيلتي العجمان ، فأستدعى الوالي الذين لهم خبرة في المناطق وهو
يقتد أن الدهناء والصمان من عواصم الديار ، فاخبروه بان الدهناء ارض رملية كثيرة الأشجار وهي مرعى لمواشي البادية والصمان ارض صخرية مرتع للمواشي في وقت الربيع ، ولما عرف ذلك ، قال له: أعطيناك
ما طلبت مع ما سنعطيك من الهدايا والأموال ، فأطلقوا سراحه وعادوا به عن طريق البحر حتى الجزيرة العربية ثم اشترى له ذلول (جمل ) ووضع عليها عتاده وتوجه إلى أهله قبيلة العجمان ، وقد قال هذه القصيدة حين
برز للفارس الأسود في ميدان المعركة :
يا بـو هـلا ليتـك تشـوف
حطتنـي العسـكـر نـظـام
يقودنـي قـود الـخـروف
العسكـري ولــد الـحـرام
وانصفني الله بدولة المسقوف
مـن فعلهـم راحـوا نعـام
واسترهق الباشا بكل الخوف
طير المذلة فوق رأسه حـام
طلبت منه يعمـل المعـروف
يطلق سراحـي بـأول الآرام
من فوق زرقا كنها الشاحوف
خيالها فعلـه جديـد وعـام
وبرزت للعملاق وهو يشوف
وبغى الهرب منـي ولا يـلام
ثم خطفته والصفوف وقـوف
مست أسره حي بغير إعـدام
وثم اطلق سراحه وخرج من السجن وحين أطلق الشيخ راكان بن حثلين ووصل الجزيرة العربية توجه إلى أهله واخذ يسأل من يواجه عن العجمان وأخبارهم وأين مكانه ، لان البدو كانوا يرحلون من مكان إلى أخر بحثا
عن الماء والربيع من اجل مواشيهم ، وعرف إن زوجة تزوجت من الدويش امير قبيلة مطير لأنه بقى في الأسر اكثر من سبعة سنوات بقليل ، وقبل أن يذهب إلى أهله أراد أن يمر أولا على صديقه الأمير محمد بن رشيد أمير قبيلة شمر ...
وقد قال في ذلك هذه القصيدة :
يافاطـري ذبـي خرايـم طميـه
يوم ازبعرت مثل خشم الحصانـي
ذبـي طميـه والريـاض الخليـه
وتنحري بـرزان زيـن المبانـي
خبي خبيب الذيب مع جـر هديـه
لا طالع الزيـلان والليـل دانـي
تنحـري لطـام خشـم السريـه
فرز الوغى لا جا نهار الوحانـي
محمـد لــزم عليـنـا مجـيـه
قبل البعيد وقبل الأقصـى ودانـي
وأنا قضيت الـلازم اللـي عليـه
اللازم اللي مـا قضـاه الهدانـي
وتذكر المشحـون ديـران حيـه
مسو احبـال اكوارهـا بالمثانـي
الجدي خله فـوق ورك المطيـه
بنحورها يبـدي سهيـل اليمانـي
نبغـي نـدور طفلـة عسوجيـه
ريحة نسمهـا كالزبـاد العمانـي
لي صاحب ما نيتـي عنـه نيـه
واثره قضى له حاجة مـا تنانـي
ليته صبـر عاميـن وألا ضحيـه
ولا تنشد صاحبي ويـش جانـي
وما قعد راكـان فـي المهمهيـه
ولا يجي يصهل صهيل الحصاني
واشره على الطيب ويشره عليـه
وراه تجوز عشقتـي مـا تنانـي
روحي وأنا راكان زبـن الونيـه
ما يشرب العقبات كـون الهدانـي
وعدونـا لازم نجـيـه بهـديـه
ملزوم نجعـل حلتـه مرمهانـي
لا بـد مـا يفجـع صبـاح بهيـه
ويصوي كما يصوي مجدع الأذاني
شتات شمـل الضـد حتـم عليـه
فرض عليه مثل صوم رمضانـي
لا بد مـن جمـع يزرفـل كميـه
جموعنـا تاطـا القبـا والبيانـي
فـي ساعـة كـل يهمـل خويـه
لا شاف ضرب مصقلات السناني
من القطيف اليـا النفـود محمـي
ما هو يجيهـا إلا خـوي وعانـي
ملاحظ : في القصيدة السابقه اختلفت بعض الروايات على معظم البيوت ...
واشره على الطيب ويشره عليه
وراه تجوز عشقتي ما تنانـي
هذا البيت في رواية اخرى :
لومي على الطيب ولومه عليه
وراه ياخذ عشقتي ما احتراني
******************************
روحي وأنا راكان زبن الونيه
ما يشرب العقبات كون الهداني
ايضا هذا البيت في رواية اخرى :
خري وانا راكان زبن الونيه
مايقبل العقبات كود الهداني
|