الموضوع: من التراث
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02-01-2008
 
لبشة
نشيط

  لبشة غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1378
تـاريخ التسجيـل : 22-06-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 472
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : لبشة يستحق التميز
افتراضي من التراث

من التراث من التراث من التراث من التراث من التراث

(1)

كان لرجل ابن وابنة يرعيان غنماً له , وبعد مضي زمن لاحظ الأب علائم الشحوب على ابنته , فسألها فلم تشك له من شيء , غير ان حالها أخذ يسوء فأصبحت هزيلة نحيلة , فكرر الأب سؤال ابنته بدون طائل , فقرر ان يتابع الأمر بنفسه , فصار يتعقبها في الفلاة , فاذابأخيها يضع حدجة على رأسها ويأمرها ان تسير ثم يسدد بندقيته الى تلك الحدجة فيصيبها من على رأس أخته , فهي في خوف دائم وهم مكبوت من أن تصيبها تلك الطلقة فتقتلها ( وتجدر الاشارة هنا إلى ان البنات خاصة لايخبرن عما يضر بأخوانهن
مهما بلغت التضحية ولدينا قصص لبعضهن عرضن انفسهن للقتل أو الضرب المبرح مقابل التستر على أخوانهن وما يفعلون ! واللطيف أو المفجع في هذا الصدد أن شاباً من الحي سمع بهذه القصة
و كيف صار ذلك الشاب ((صالح)) على ألسنة الشباب فتيان وعذارى يمدحونه ويثنون على مهارته في الرماية فقال ذلك الشاب : والله انني أستطيع ذلك , فوضع حدجةعلى رأس أخته سلمى وأمرها بالمسير , فسدد الى الحدجة فأخطأهاوأصاب رأس سلمى فقتلها ! وفي ذلك يقول :

[POEM="font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]ياليتني صالح ولد عم بغداد= ما كان يا سلمى جمرتي فؤادي [/POEM]--------------------------------------------------------------------------------


(
2)

بنات الجزيزة العربية كن الى عهد قريب يخترن الرجل لأفعاله لا لجماله . من ذلك ما روى أن شيخاً من شيوخ قبيلة الأحامدة من حرب كان مسافر اً في طلب عاني لقومه , ومعه صبي له ((خادم)) فمرا على بنات بعد العصر يرعين ابلا لهن , وكانا قد عطشا فا ستسقياهن , وكان الشيخ دميماً بينما كان صبيه على وفرة من الجمال , فقامت احدى البنات - وكانت بنت شيخ الحي فناولت البدرة (1) الصبي فشرب من فمها ثم ناولها عمه (مخدومه) فاذا البنت تعترض يده وتأخذالبدرة وهي تقول : لن تشرب من فمها ! ولكن صف حفونك ! فصف الشيخ يديه فصبت له فشرب ثم تنحى جانباً وأخذ يخطط بعصاه في الرمل بينما ظل الصبي ينعم بالأحاديث الحلوة والضحكات البريئة , وهنا أغار قوم على الابل فاستاقوها , فأخذت البنات ينخَيْن ذلك الفتى لانقاذ ابلهن من الغزاة , ولكنه بدل الكر فر الى الجهة المعاكسة , هنا قام الشيخ والتقط سلاحه وكر على القوم وهو يعتزي عند كل طلقة فيقول : خذها وانا الأحمدي . واضطر القوم الى التخلى عن الابلل فردها الى راعياتها , فتقدمت منه بنت الشيخ تدعوه لضيلفة أبيها , وكان هذا هو مقصد الطرقي المسافر في البراري عنداقتراب سواد الليل . وفي بيت أبيها وبعد أن اجتمع الحي للسلام على الضيف وأخذ العلوم كعادتهم خاصة بعد أن علموا من بقية الرعاة أن الابل تعرضت للغزو والأخذلولا هذا الشيخ الدميم ! هنا تقدمت الفتاة من أبيها طالبة منه أن تصب هي القهوة ! ورغم أن هذا مخالف للأعراف خاصة عند قبيلة حرب أكثر قبائل الحجاز محافظة , الا انها بنت شيخ القبيلة , وبنت شيخ القبيلة لها ما ليس لغيرها من لداتها وأترابها , فالجميع ينظرون اليها نظرة اعجاب وتقدير , وكثيراً ما تجعل بنات الشيوخ هذا حافزاًلهن على التخلق بأخلاق عالية لعلمهن أنهن لسن كغيرهن من بنات القبيلة . وأن شرف الشيخ يختلف عن شرف الراعي والسوقي ! فوافق الأب أن تصب ابنته القهوة للضيف خاضة انه البطل الذي انقذ القود(2) ! ومدت الفتاة أ,ل فنجان للضيف وهي تقول :

[POEM="font="Simplified Arabic,5,orange,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]يا مزرِقْ الدخانْ يا معلّق الكأسْ (3) =يا معتزي بالعزوة الأحمديّةْ

جاك الهوى مني عشاقهْ من الراسْ =ان كان ما تبخل بروحك عليّهْ (4) [/POEM]وأخذ الشيخ الفنجان من بين البنان وهو يقول :

[POEM="font="Simplified Arabic,5,firebrick,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]مالي هوى يابو خُدَيْدٍ كما الماسْ =مالي هوى لو سمتْ روحكْ عَلَيَّه !

روحك على راحهْ وروحي على ياسْ =طلاب لزمهْ للسبال النقيَّهْ [/POEM]1- قربة صغيرة يحملها الراعي .
2- جمع قوداء : الناقة الطويلة ذات الرقبة الشرفاء , وهم يطلقونه على الإبل عامه .
3- الكأس : معيار كان يكال به البارود لبنادق أم فتيل .
4- أي اعطاك الله الحب لأفعالك

منقووووووووووووول