رد : الأخبار الإقتصادية ليوم الثلاثـاء 27 محـرم 1429 هـ 5 فبراير 2008
نافذة... نريد تفعيل تلك القرارات
سارة بنت محمد الخثلان الحياة - 03/02/08//
لقد أوحت قرارات مجلس الوزراء الستة عشر بأن هناك من يهتم بآلام المواطن، الذي ظن لفترة أن المجلس نسي موضوع الأسعار.
لقد أثقل الغلاء الفاحش كاهل هذا المواطن، الذي لمس أنه بدأ يقطع أنفاسه مع مقاومته الشديدة، وذلك بالاستغناء عن الحاجات شبه الضرورية، والتي كانت ضرورية!
أصبحنا نرى السلة تخرج وليس فيها إلا القليل القليل من الأشياء، يحملها الموظف في الحكومة، والموظف في القطاع الخاص، والباقي على باب الله.
الكل كان يحمل هَمّ الأسعار وما زال، ولهذا شعرنا بالاطمئنان ونحن نقرأ تلك القرارات المتوازنة، ولهذا - وهو الأهم - نريد تفعيل تلك القرارات التي لامست المعاناة بيد ممدودة للجميع.
كان الانتظار يعيش في كل بيت. كان الانتظار يشاركهم مأكلهم ومشربهم الذي يأتي لبعض البيوت في سلة صغيرة. كان الانتظار ينام مع البعض في هذه الليالي الباردة. وكانت هناك مقولة واحدة يتم زرعها في كل مكان راتب موظفي الدولة سيزداد، وهم كما نعلم جميعاً ليسوا الأكثرية، والأكثرية ستزداد معاناتها مع التجار والأسعار، وبالتالي ستكون السلال التي تحمل الأشياء أقل وأقل.
وجاءت القرارات كغيمة ربيعية طيبة هطلت على الجميع، استفاد موظفو الدولة، وفئة الأكثرية، التي لا تأتيها رواتب الحكومة في آخر كل شهر، لم يتضرروا.
لقد تضررت الأكثرية بزيادة الأسعار وإيجارات السكن التي تنقض ظهورهم، كما تضرر مثلهم موظفو الحكومة، فالإيجارات ترتفع بأكثر مما ترتفع به عمارات مالكي العمائر، الذين يدخرون كل قرش زيادة يحصل عليه الساكن من دون خدمات يحصل عليها إزاء هذا الارتفاع غير المبرر!
تلك الأسعار التي تتطاول باستمرار تقلع أشجار الأمل في نفوسهم، لأن زيادة رواتب فئة واحدة تسحب من الجميع مدخراتهم، إذا كانت هناك مدخرات، لمصلحة تجار كل شيء!
المطلوب الآن التفعيل لهذه القرارات المتوازنة. المطلوب، وهو مطلب ضروري بالمناسبة، منع الاحتكار الذي يؤذي المواطن، ويضيف للتاجر المحتكر أرباحاً ليست له، لأنه في هذه الحال يلغي المنافسة الشريفة، ويلغي إعطاء المستهلك أكثر من خيار.
نريد نتائج ملموسة لتحمل الدولة 50 في المئة من رسوم الموانئ والعمالة المنزلية. نريد الإسراع في بناء الإسكان الشعبي. نريد ونريد، وفي الجملة نريد تفعيل الستة عشر قراراً، لأن ذلك سيعد خطوة في الاتجاه الصحيح، إذ سيشمل كل الشرائح في الوطن، ولن يكتفي بشريحة واحدة.
|