عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2008   رقم المشاركة : ( 4 )
عثمان الثمالي
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية عثمان الثمالي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 30
تـاريخ التسجيـل : 13-08-2005
الـــــدولـــــــــــة : الطائف
المشاركـــــــات : 35,164
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 30
قوة التـرشيــــح : عثمان الثمالي محترف الابداع


عثمان الثمالي غير متواجد حالياً

افتراضي رد : الأخبار الإقتصادية ليوم الاربعـاء 28 محـرم 1429 هـ 6 فبراير 2008

من حقنا أن نحلم بمنظومة علوم وتقنية متقدمة
د. عبد العزيز الغدير - 29/01/1429هـ
Abdalaziz3000@hotmai l.com


يعاني مواطنو الدول العربية عموما إحباطا شديدا فيما يتعلق بتطوير منظومة العلوم والتقنية بالشكل الذي يجعل منها منظومة قوية تعزز الاقتصاديات وتحفظ الأمن القومي وترفع من مستوى معيشة المواطن.
ولا شك أن هذا الإحباط لم يتكون من فراغ, فكلنا يرى إسرائيل وهي تلك الدولة التي تعاني ضيقا في المساحة الجغرافية وقلة الموارد الطبيعية وهي تتفوق علينا علميا وتقنيا حتى أصبحت البعبع الذي لا يقهر، كما نرى هذا الكم الهائل من المنتجات العلمية والتقنية التي نستوردها من بقاع الأرض كافة ولا نرى منها ما هو مدموغ بصنع في إحدى الدول العربية إلا ما ندر.

كوريا الجنوبية دخلت عالم الإنتاج الصناعي القائم على العلم والتقنية في بدايات الثمانينيات حتى أصبحت إحدى أكبر الدول التي نستورد منها المعدات والأجهزة الإلكترونية والسيارات وتقنية تقطير المياه إلى غير ذلك، وهي تجربة تثبت لنا أن العلم والتقنية ليسا حصرا على أحد، وأنه بالإمكان تطوير منظومة العلوم والتقنية لتلعب دورها المهم والحيوي كقوة دافعة رئيسة لعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكمولد أساس لفرص العمل وتحسين مستوى معيشة الإنسان، وكأحد المقومات الرئيسة للدفاع والأمن الوطني الشامل، وكقوة مساهمة في بناء المعرفة الإنسانية.
في الجلسة الرئيسية في اليوم الأول من منتدى التنافسية الذي نظمته الهيئة العامة للاستثمار تحدث الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عن مستقبل منظومة العلوم والتقنية في بلادنا وأفصح عن خطة المدينة رباعية المراحل التي تنتهي بوضع المملكة العربية السعودية في مكانة متقدمة بين الدول الصناعية المتقدمة عالميا خلال أقل من 20 عاما مقبلة.
وفي معرض تعقيبه على أحد المتحدثين الأجانب الذي أشار إلى عدم اعتماد المملكة على البحث العلمي كآلية لتطوير قدراتها التنافسية, قال الدكتور محمد السويل من حقنا أن نحلم، موضحا أن المدينة ماضية في تحقيق هذا الحلم الذي يسعد كل مواطن سعودي، حيث تعمل المدينة حاليا على تنفيذ الخطة الاستراتيجية التي أنجزتها بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط التي شارك فيها أكثر من 500 مشارك من الجامعات والجهات الحكومية ذات الصلة بالتعاون مع مكاتب استشارية محلية وعالمية.
وأقول ما أجمل هذه العبارة يا دكتور محمد ، نعم من حقنا أن نحلم، وإنا على تحقيق هذا الحلم لقادرون بإذن الله في ظل قيادة رشيدة تحث وتدعم الجهود الوطنية المبادرة التي تؤدي إلى تعزيز قدرات الوطن وترفع من مستوى معيشة مواطنيه، هذه القيادة التي أقرت الخطة الوطنية لمنظومة العلوم والتقنية وخصصت لها نحو ثمانية مليارات ريال لتنفيذ المرحلة الأولى منها التي تهدف إلى نقل المملكة إلى مركز متقدم بين دول الشرق الأوسط في مجال البحث العلمي لتصبح الأفضل في هذا المجال في المرحلة الثانية.
ما أجمل هذا الحلم يا دكتور محمد الذي حال تحقيقه ستكون لدينا قدرات علمية وتقنية وطنية قوية تمكننا من تطوير تقنية تحلية المياه المصدر الأساس للمياه الصالحة للشرب في بلادنا، وتقنيات التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما اللذين يشكلان المصدر الأساسي لدخلنا الوطني، كما تمكننا من تطوير التقنيات المتعلقة بالدفاع والغذاء وتعزيز صناعة البتروكيماويات، وتطوير التقنيات المولدة للفرص الواعدة والحيوية مثل تقنيات الإلكترونيات والاتصالات والمعلومات والمواد الجديدة وتقنيات الفضاء، والتقنيات الحيوية.
ما أجمل هذا الحلم يا دكتور محمد الذي سيجعل اقتصادنا يصل إلى مرحلة من التقدم التكنولوجي الذاتي القائم على العقول المفكرة والأيادي الماهرة لنحقق أعلى الفوائد من الطاقة التي نمتلكها لنصل إلى أعلى مستويات الإنتاجية بما يمكننا من خفض التكلفة الحقيقية لمخرجات الإنتاج لنتمكن من امتصاص تقلبات الأسعار والسيطرة على التضخم بآليات غير متاحة لغيرنا لنكون من أكثر الدول قدرة على التنافسية الاقتصادية في عالم فتحت فيه الأسواق على مصراعيها.
معالي الدكتور محمد السويل كلنا يعلم أن توطين التقنية في البلاد والعمل على تكوين مجتمع معرفي، والمزاوجة بين حاجات التنمية المحلية وتطبيق أساليب تقنية ضرب يكاد يكون من الخيال وأقرب إلى الحلم منه إلى الحقيقة، ولكن كلنا ثقة بالسواعد الوطنية المدعومة من القيادة الرشيدة لتحول الخيال إلى حقيقة والحلم إلى واقع، ولا شك أن الخطة الخمسية الأولى للعلوم والتقنية التي تشتمل على ثمانية برامج رئيسية، و24 برنامجاً فرعياً، و190 مشروعاً وطنياً، تنفذها 42 جهة حكومية رئيسة بالتعاون والاشتراك مع مؤسسات القطاع الخاص ذات العلاقة، ستكون القاعدة الصلبة للانطلاق في تحقيق هذا الحلم الجميل.

ختاما أود أن أؤكد أن انفتاحا عالميا على الأسواق لمنافسة دول تتميز بقدرات علمية وتقنية وإنتاجية عالية دون التسلح بما يضاهي تلك القدرات يعد ضربا من الجنون، وبما أن الانفتاح حصل فلا خيار أمامنا غير أن نقف صفا واحدا خلف مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لتنفيذ خطتها الرائدة وتحقيق أهدافها الطموحة.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس