الموضوع
:
النقد الادبي اصوله ومناهجه
عرض مشاركة واحدة
02-12-2008
رقم المشاركة : (
12
)
حسن عابد
شاعر
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
211
تـاريخ التسجيـل :
13-12-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات :
7,632
آخــر تواجــــــــد :
()
عدد الـــنقــــــاط :
539
قوة التـرشيــــح :
رد : النقد الادبي اصوله ومناهجه
الناقد والأديب ..
النقد هو الجناح الثانى من أجنحة الإبداع دونما أى شك فى هذا ..
وبغير النقد لا يوجد إبداع ..
والعكس صحيح تماما ..
فكما يقول أستاذنا الكبير الدكتور البدراوى زهران ...
إن الناقد محتاج للمبدع .. بقدر ما يحتاج المبدع إلى الناقد ..
والأديب أى أديب يبدأ موهوبا ..
ولكى تمضي الموهبة فى طريقها المرسوم لابد لها من شيئين متكاملين كالماء والهواء لأى كائن حى
هذا الشيئان هما ..
النقد .. والذى ينبه الأديب لنقاط القوة فى عمله فيحرص عليها
ونقاط الضعف فيعمل على تلافيها ..
ثم القراءة والاطلاع لصقل اللغة والتعبير ..
فبغير النقد .. وإذا شبهنا المبدع بصاعد السلم سيظل فى مكانه ومع كل عمل يطرحه بدون نقد سيكون كمن يرفع قدمه وينزل بها إلى مكانها دون أى صعود ثم يبدأ الهبوط التلقائي بعد ذلك
أما عن قضية النقد الهدام .. والنقد الهادف ..
فهناك إيضاح هام ..
أولا ..
لا يوجد تعبير ولا معنى لمفهوم النقد الهدام ..
لأن النقد ليست له إلا صورة واحدة فقط وهى إبراز حيادى للايجابيات والسلبيات فى العمل الأدبي وما عدا ذلك من تعمد إحباط المواهب أو القدح لإظهار الخبرة ليس بنقد ولا يمكن إطلاق وصف النقد عليه بل هو حقد كامن وتعقيدات نفسية
وكما يعانى عصرنا من قلة المواهب وندرتها فى الإبداع ..
يعانى أيضا من غياب موهبة الناقد .. وبشكل أكثر تكثيفا
ونعانى أكثر من تضارب المفاهيم ..
ولكى أوضح أكثر ..
ليس السبب فى أزمة النقد .. هم دعاة النقد بذواتهم . بل العيب الأساسي فى المبدعين لا سيما المواهب الشابة منهم ..
فمن المفترض لى وأن شاب يمتلك الموهبة ألا أندفع إلى أى شخص يبدو بمظهره أمامى بصورة الناقد ..
على اختيار الشخص المناسب من البداية وهذا أمر سهل وميسور فالنقاد معروفون حتى غير المعروف منهم ممن نتوسم فيهم الخير يفصح عنه أسلوبه عند الحديث حتما .. لأن المرء مخبوء تحت لسانه إذا تحدث ظهر ..
أما أن أقوم بعرض انتاجى الحقيقي ..الأدبي بمكان ما .. فيتصدى للنقد كل من وجد فأسمى من أسمع ولو كان مدحا بمسمى النقد فهذا هو الفشل
وما يزيد الأمر سوء أن الكثير من المواهب لا تعرف الفارق بين إبداء الرأى وبين النقد ..
فالرأى مكفول للجميع بالتعبير ولا يتطلب موهبة معينه بل يتطلب التذوق فقط
أما النقد .. فلازم له اشتراطات يجب أن تتوافر مجتمعه ولو تم تطبيقها بحذافيرها لأجلسنا معظم من يدعون لأنفسهم قدرة على النقد فى بيوتهم حتما
وأول هذه الاشتراطات ..
الإلمام الكامل بالمحتوى الفكرى للفرع المتصدى له نقدا ولست أعنى بالإلمام أن يكون الناقد حافظا للشعر كله مثلا .. بل الإلمام هو معرفة الاتجاهات الشعرية المختلفة وقواعدها ونقد العمل الأدبي بناء على تلك القواعد مع استثناء الرأى الشخصي من الأمر كله إعمالا للحيادية المطلوبة فى الناقد
أى وببساطة ضرورة توافر العلم فيمن يتصدى للنقد لأنه ببساطة يملك منح المبدع شهادة الإبداع فكيف يمكن تصور شخص يتقدم لنيل درجة الدكتوراه .. يتقدم لمناقشته من لم يحصل عليها من الأساس
فهى هنا منح لمن لا يستحق .. ممن لا يملك
وثانى هذه الاشتراطات ..
تقسيم العمل الأدبي قدحا ومدحا ..
وأعنى به الأسلوب .. لأن نقد الموهبة البادئة يختلف جذريا عن نقد المحترف
فالموهبة لا يمكن إخضاعها دفعة واحدة لجميع الشروط الواجب توافرها فى العمل الأدبي المتكامل فهذا كفيل باحباط الموهوب ولو كان له موهبة شوقي بالشعر
بل يجب أن يكون هناك قياس مختلف للإجادة بين المبدع المحترف والموهبة البازغة
أما المحترف فهو من يوضع عمله تحت منظار دقيق لتوافر الشروط الواجبة لكمال العمل الابداعى
وثالث الاشتراطات ..
البدء بإفراد المميزات تشجيعا لصاحب العمل ويأتى دور السلبيات بعد ذلك بأسلوب لا يخرج عن العمل نفسه إلى شخصية الكاتب نفسه
رابع الاشتراطات ..
وهو شرط مهجور للأسف إلا من قليل بالرغم من كونه أهم الشروط بعد توافر العلم للناقد ..
وهو متعلق بالشرط السابق ..
فالنقد للعمل الابداعى لا يجوز أن يشتط إلى موضوع العمل ذاته فهذا ليس من حق الناقد .. وهناك كما سبق القول فارق ضخم بين النقد وإبداء الرأى
فالنقد للقواعد .. والرأى للموضوع
وكمثال للتوضيح ..
لا يجوز للناقد التعرض لموضوع قصة أو رواية أو قصيدة مثلا فيقول أن الكاتب يدعو لهجر القيم أو كذا وكذا ..
بل يصب نقده فى محراب توافر العوامل الإبداعية من وزن وقافية ـ إن وجدت ـ وصور بلاغية وخلافه ..
أما إذا أراد التعرض للموضوع فليخلع ثوب النقد ويرتدى ثوب المحلل
وفى النقد لا يجوز التعرض لشخصية الكاتب ..
بينما الرأى يجوز فيه التعرض لشخصية الكاتب ..
لأننا فى الحالة الأولى وهى النقد .. نعالج إبداعا
بينما فى الحالة الثانية .. نعالج رسالة
وكمثال أيضا ..
إذا تقدم واحد من شعراء الحداثة يعرض قصيدة له ـ بالرغم من اعتراضي الشخصي على مفهوم القصيدة النثرية ـ فلا يجوز لمن ينقده وهو ناقد بالأساس أن يحاسبه بناء على رأيه الشخصي فى تلك المدرسة الشعرية .. بل يحاكم قصيدته وفقا لقواعد ذلك الاتجاه الشعري .. هذا إن كانت له قواعد
أما إذا تم عرض قصيدة حداثة فى محفل أدبي .. وقمت أنا مثلا للتعليق فطبيعة الحال وأنا لست ممتلكا لقواعد النقد .. مسموح لى مناقشة الشاعر عن اتجاهه الشعري أخذا وردا
وخامس الاشتراطات ..
وأه منه ..
هو أيضا متعلق بالخلط القائم بين الرأى والنقد ..
فليس للناقد أن يزيد ويشتط فى نقد الأديب سواء بالمدح أو النقد ..
فيجب أن يكون نقده وأسلوبه متوازنا حفاظا على الأديب نفسه من هوة الغرور وعبادة الذات إذا زيد فى مدحه .. ومن هوة الإحباط إذا زيد فى قدحه
أما القارئ وصاحب الرأى فله ما شاء من حرية التعبير
له أن يقول فى المبدع غزلا إن شاء ..
وله أن يخلع عليه ما شاء من صفات قدحا ومدحا ـ بعيدا بطبيعة الحال عن إساءة الأدب ..
فالنقد التزام وهيبة ..
والناقد قاض .. وهيبة القاضي من هيبة الرسالة التى يؤديها
هذا هو رأيي وفق ما استطعت أن أبسطه من خلال ما عندى من قراءات وما تعلمته على يد أساتذتى
وككلمة ختامية بهذا الأمر ..
إن المعاناة الحقيقية ليست فى الشطط ..
بل معاناتنا الحقيقية ـ ليس فقط فى المجال الأدبي ـ بل فى جميع المجالات ـ هو ذوبان الحدود الفاصلة بين المفاهيم
__________________
آخر مواضيعي
الأوسمة والجوائز لـ »
حسن عابد
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
حسن عابد
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
حسن عابد
المواضيع
لا توجد مواضيع
إحصائية مشاركات »
حسن عابد
عدد المواضيـع :
عدد الـــــــردود :
المجمــــــــــوع :
7,632
حسن عابد
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها حسن عابد