رد : ألاخبار الاقتصاديه ليوم الاحد الموافق10/2/1429هـــ
مشروعات التعليم العالي:
نحو حلول استراتيجية لمشكلات التعليم الجامعي
د. سليمان بن خالد العلي
عملية التطوير التي يشهدها قطاع التعليم العالي في المملكة في بنياته الأساسية وفي مناهجه وأهدافه، تمثل في الحقيقة رؤية جديدة تستجيب للأهداف الاستراتيجية الوطنية العليا وتمهد لما يمكن أن نسميه طفرة ثانية في مسار نهضتنا الحديثة.
واستراتيجية تطوير التعليم العالي التي يجري تنفيذها على قدم وساق تأتي متناغمة مع التحولات الكبيرة التي يشهدها المجتمع السعودي والخطط الطموحة التي صاغها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لفتح مسارات النمو والتطور في كل المجالات وتأهيل المجتمع السعودي لمواجهة التحديات المعاصرة والمستقبلية مسلحاً بالعلم والمعرفة والرؤى المستنيرة لمقومات الطفرة وجوانب القصور بما يعزز الأولى ويوفر معالجات فعالة للثانية، من هذا التطور ينبغي النظر لمشروعات التوسع في بناء الجامعات الجديدة بمدنها الجامعية الضخمة التي يجري بناؤها في أنحاء المملكة المختلفة، والزيادة الكبيرة من أعداد المبعوثين للدراسة في الخارج في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، والتوسع المرتقب في التعليم الأهلي الجامعي، ومن هذا التطور أيضاً يجب النظر لعملية الإصلاح الجذري في النظام التعليمي بما ذلك مناهج التعليم الجامعي وتخصصاته، والتركيز في هذه الجهود على توجيه التعليم نحو الاتجاهات الحديثة القائمة على التخصصات العلمية التطبيقية والعلوم التي تواكب التطور التقني السريع في العالم اليوم.
إن خطط اصلاح التعليم واعادة توجيه أهداف العملية التعليمية نحو خدمة برامج التنمية عمل كبير يتطلب قدراً كبيراً من الصبر وتضافر الجهود، فالأمر في النهاية يتعلق بمخرجات بشرية هي في الواقع عدة المستقبل وعتاده، إن البعض يبدو مستعجلاً ويريد أن يتغير كل شيء بين يوم وليلة، لكن هذا مستحيل خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالتعليم، والمنهم أننا نسير على الطريق الصحيح ولدينا الآن استراتيجية واضحة المعالم لتطوير التعليم في المملكة، وقد وفرت الدول كل الامكانيات المادية لوضع هذه الاستراتيجية موضع التنفيذ وما تبقى مسألة وقت يمكن اختصاره بإرادة وعزم الرجال وتفانيهم وتصميمهم على إنجاز هذه المهمة الصعبة. إن أبناءنا وبناتنا على مقاعد الدراسة في مراحل التعليم العام موعودون بإذن الله بفرص تعليم جامعي أفضل وأكثر تنوعاً وأقوى ارتباطاً بواقع العمل والتوظيف، ومع استكمال مشروعات الجامعات الجديدة سيجد كل طالب وطالبة فرصته لدراسة التخصصات العلمية التي عانى الطلاب من صعوبة المنافسة على مقاعدها المحدودة، فالمشروعات التي يجري تنفيذها توفر حلولاً بعيدة المدى لمشكلات التعليم الجامعي في المملكة، وعندما تكتمل كل هذه المشروعات فإننا سنرى ردودها تحولاً جذرياً في أنماط تعليمنا الجامعي وفي نوعية مخرجاته التي يحتاج الوطن بشدة لعطائها وابداعها.
|