عرض مشاركة واحدة
قديم 02-17-2008   رقم المشاركة : ( 7 )
عثمان الثمالي
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية عثمان الثمالي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 30
تـاريخ التسجيـل : 13-08-2005
الـــــدولـــــــــــة : الطائف
المشاركـــــــات : 35,164
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 30
قوة التـرشيــــح : عثمان الثمالي محترف الابداع


عثمان الثمالي غير متواجد حالياً

افتراضي رد : ألاخبار الاقتصاديه ليوم الاحد الموافق10/2/1429هـــ ‏

المقال
شركات النفط وتعويض ما جنته على المدينة الخليجية



د. سليمان بن عبدالله الرويشد
قبل ما يزيد على الخمسة عقود كانت المدينة في منطقة الخليج العربي رغم تواضع مظهر التنمية العمرانية بها أكثر تجاوباً مع محيطها البيئي ونهلاً من منبعها الثقافي، إلا أنه مع مجيء شركات التنقيب عن النفط في النصف الثاني من القرن الهجري المنصرم والشواهد التاريخية تكاد تجمع على ذلك بدأ دق أول إسفين لانفصال تلك المدينة عن أهم عناصر البيئة المحيطة بها والمعين الثقافي الذي كانت ترتوي منه: حيث شرعت تلك الشركات حال قدومها على بناء التجمعات السكنية لموظفيها الغربيين على نمط البيئة التي اعتادوا المعيشة بها وذلك لتكون عنصر جذب يحفز أولئك للقدوم والعمل مع تلك الشركات، كما قامت تلك الشركات ايضاً بتهيئة بيئة سكنية للموظفين الذين يعملون معها من أبناء المنطقة على نمط ما كان سائداً في مدن البحر الأبيض المتوسط، وبذلك اوجدت تلك الشركات نموذجاً جذاباً في مظهره وليس بالضرورة ملائماً في جوهره شد أنظار فئات المجتمع الأخرى خلاف العاملين في تلك الشركات بما فيهم متخذو القرار من التنفيذيين في الأجهزة الحكومية بدول الخليج فأخذوا في اقتباس ذلك النموذج لتشكيل مراحل التنمية اللاحقة لمدن الخليج الأخرى، فأصبح هذا الأمر واقعاً استمر الى وقتنا الحاضر، فمدننا الخليجية وان مازالت جذابة في مظهرها وملامحها الخارجية فإنها تظل تخفي وراءها العديد من المثالب التشغيلية سواء ما كان متعلقاً بجوانب بيئية او اجتماعية او اقتصادية ولعل السبب في عدم احساسنا المباشر بتلك المشكلات هو الانفاق السخي المستمر من مواردنا المالية لتفادي الآثار الناجمة عن تلك المشكلات، وإذا كان الأمر خلاف ذلك.. فما تفسير ما تضمنه تقرير برنامج التنمية التابع للامم المتحدة العام الماضي من الافادة بأن انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في دولة الامارات العربية المتحدة بلغ 3410أطنان لكل فرد في عام 2004م، مما يعتبر ثالث أعلى مستوى عالمي بعد قطر والكويت، بينما لا يتعدى في الولايات المتحدة الامريكية 620طنا للفرد الواحد.
إن صحوة الضمير لدى الشركات المعنية بالطاقة وفي مقدمتها شركات النفط ودورها في تنامي القضايا البيئية خلاف القضايا الأخرى ذات البعد الاجتماعي والاقتصادي هي ما قاد مؤسسة مثل شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) لاستثمار 22مليار دولار أمريكي في إنشاء أول مدينة نظيفة في العالم وخالية من الانبعاثات الكربونية والسيارات والنفايات يقطنها خمسون ألف نسمة، حيث من المتوقع ان تغير المدينة من مناخ المنطقة عبر مساهمة الشوارع المظللة بها في خفض درجة الحرارة للأماكن الخارجية بمقدار 20درجة مئوية تقريباً، مما يتيح للسكان امضاء وقت اطول في الخارج مقارنة بالهامش الزمني الضئيل حالياً في دول الخليج نتيجة الحرارة المرتفعة ورطوبة الجو في المدن الساحلية خلال فصل الصيف.
ان هذه الخطوة التي بادرت بها الشركة الظبيانية (مصدر) تحفزنا في الواقع للتوجه الى شركة أرامكو لتحذو ذات النهج، فمما هو متاح كحد أدنى أمام هذه الشركة العملاقة في إمكاناتها لا سيما وانها الجهة المناط بها الاشراف على جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية هو القيام بتبني إنشاء معهد توفر له الإمكانات المادية الكافية للعناية بدراسة قضايا التنمية التي تعاني منها المدن الصحراوية بوجه عام ومدن المملكة على وجه التحديد وايجاد قنوات للتعاون بين هذا المعهد وهيئات التطوير في مناطق المملكة لترجمة وتجسيد نتائج تلك الدراسات على أرض الواقع، اضافة لما يمكن أن تبلوره شركة أرامكو ذاتها من تلك الدراسات في المشروعات العائدة لها.
@ اكاديمي وباحث في اقتصاديات التنمية الحضرية
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس