[عثمان الثمالي]

المشاركون في ملتقى السياحة والاستثمار الخليجي:
ضرورة إيجاد حوافز تشجيعية للسياح ودعم « الخاص » في تنمية القطاع السياحي



أحمد العرياني(جدة) تصوير : مديني عسيري
انطلقت صباح امس جلسات ملتقى السياحة والاستثمار الخليجي تحت شعار «مدار السنة سياحة ». واعتبر سعيد عسيري رئيس اللجنة المنظمة للملتقى ان دول الخليج بدأت في اعطاء اهتمام متزايد بقطاع السياحة بانشطته المختلفة إدراكا لأهميته وتأثيراته المختلفة. فقد شهدت دول الخليج العربي نهضة عمرانية كبيرة في الثلاثة عقود الماضية في مختلف المرافق الخدمية والبنية التحتية والصناعية مما ساعد على بدء نمو النشاط السياحي بشكل ملحوظ وبدأت تشجع وتدعم اقامة المشروعات السياحية والدعوة الى ضخ الاستثمارات المحلية والاقليمية وكذلك جذب الاستثمارات الاجنبية للدخول في شراكات منتجة في مجال الاستثمار السياحي. واشار عسيري الى ان الاستثمار الحكومي يلعب دورا هاما في تنمية القطاع السياحي والذي يشمل الانفاق على مشاريع البنية التحتية والانفاق المباشر على المشاريع السياحية والتي تعتبر سلعا عامة قد لا يجد القطاع الخاص الحافز في تنفيذها مثل اصلاح الاراضي والمنتزهات العامة والشواطئ والملاعب المفتوحة.
ومن جانبه قال الدكتور ياسين الجفري عميد كلية الامير سلطان للسياحة والادارة والمستشار العلمي للملتقى انه يجب ان يتوفر المناخ الاستثماري الملائم لزيادة دور القطاع الخاص في تنمية قطاع السياحة في منطقة الخليج، ولذلك فانه يجب ان يتم التسهيل في الاجراءات المتعلقة بالاستثمار وتوفر المعلومات ومراجعة الانظمة وتسهيل الاجراءات المحلية المتعلقة بالسياحة بكل بلد وخاصة المتعلقة بالاستثمارات في المجال السياحي بالاضافة الى ديمومة نشاط السياحة على مدار العام.
ومن جهتهم اعتبر عدد من خبراء السياحة في دول الخليج والمشاركين في الملتقى ضرورة ايجاد حوافز تشجيعية للسياح الخليجيين لقضاء اجازاتهم في المنطقة ولاستقطاب جزء من الاموال التي يتم انفاقها على السياحة الخارجية وقدروها بأكثر من 27 مليار دولار امريكي سنوياً. واعتبروا انه يمكن ان يكون المواطن الخليجي مستثمرا وسائحا في الوقت نفسة لاسيما ان هناك فرصا كبيرة للاستثمار السياحي في دول الخليج.
وقال زهير محمد يحيى القرشي رئيس مجلس إدارة شبكة الاعمال الدولية للسياحة انه يجب على الحكومات الخليجية ان تقوم بالاهتمام بالقطاع السياحي وايجاد المزيد من الخيارات والمنتجات السياحية بما يتفق مع رغبة السياح سواء من الخليج أو من الدول العربية وبقية دول العالم، وذلك من اجل تحفيزهم على انفاق اموالهم في المنطقة بدلا من انفاقها في اماكن مختلفة. واكد القرشي انه يجب على صانع القرار تذليل الصعاب والتغلب على العقبات التي تقف في سبيل تحقيق نهضة سياحية في دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها الاستثمار السياحي لتحقيق ازدهار سياحي دائم ومستمر.
ومن جانبه قال طارق فقيه المشرف على مجموعة فقيه السياحية في الورقة التي قدمها خلال الملتقى امس انه يجب ان يتم تشجيع القطاع الخاص في الاستثمار في القطاع السياحي وذلك عن طريق تشجيع اقامة المشروعات المتكاملة وزيادة فترات الاستثمار بما يكفل تحقيق المستثمر لارباح تتناسب مع حجم رأس المال المستثمر وإعادة رأسماله من خلال مدة معقولة، وبالتالي يقدم المستثمر خدماته السياحية بالشكل الذي يعمل على اشباع السائح بأسعار تنافسية وبخدمات راقية على احدث المستويات العالمية. واشار فقيه في التوصية التي قدمها خلال ورقة العمل التي القاها الى ضرورة اقامة قاعدة معلومات تكون بمثابة قاعدة الارتكاز نحو اتخاذ القرارات الاستثمارية في مجال السياحة ولتكون قاعدة للسائحين للتعرف على مناطق الجذب والوسائل المتوفرة بها. وطالب فقيه بربط كامل مناطق المملكة بخطة سياحية عامة تتكامل فيها المناطق بمشاريع سياحية تعتمد على بلورة عناصر الجذب لكل منطقة .
واكد رمزي صالحة نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة التوفيق المالية في الورقة التي قدمها امس ان دول الخليج خطت خلال الثلاثين عاماً الماضية خطوات هامة في تطوير قطاع السياحة على كافة المستويات فأصبح من القطاعات الاقتصادية الهامة ويعول عليه دور كبير في تحفيز النمو الاقتصادي كمصدر من مصادر الدخل القومي. واشار صالحة الى ان قيمة المشروعات السياحية في دول الخليج تقدر بأكثر من 2 ترليون ريال وتحتل السعودية المرتبة الاولى بقيمة 1.3 ترليون ريال تليها الامارات بقيمة 858 مليار ريال يليها سلطنة عمان بقيمة 61 مليار ثم قطر بقيمة 31.1 مليار ثم البحرين بقيمة 20.77 مليار وتأتي الكويت في المركز السادس بمشاريع قيمتها 12.67 مليار ريال. وبين صالحة ان اعداد السياح في المنطقة في تزايد مستمر حيث تجاوز عددهم خلال عام 2005 م حسب تقرير منظمة السياحة العالمية أكثر من 50 مليون سائح يشكل 7% فقط من حجم سوق السياحة العالمي الكلي.
وتحدث المهندس اسامة الخلاوي مدير عام الادارة العامة لتطوير الموقع بهيئة السياحة بالمملكة في ورقة العمل التي قدمت حول فرص الاستثمار السياحي في المملكة وقال: ان هيئة السياحة اعتمدت 12 الف موقع جذب سياحي في المملكة ومنها 950 موقعاً معتمداً من قبل مجلس ادارة الهيئة حيث سيتم التركيز عليها على خلال الخمس سنوات القادمة كمشاريع سياحية تعطى للقطاع الخاص. واشار الخلاوي الى ان الهيئة تقوم الان بعمل برنامج لتهيئة المواقع السياحية وهو عبارة عن توفير الخدمات الممكنة لتسهيل زيارة السائح لهذه المواقع . وبين الخلاوي ان الهيئة الان في المرحلة الرابعة والتي تركز على ايجاد الفرص الاستثمارية من خلال تخطيط وجهات ومواقع سياحية تقدم للمستثمرين . واوضح الخلاوي ان عدد السياح القادمين الى المملكة وصل الى 9 ملايين رحلة سياحية و 51 في المائة هي رحلات عمرة وحج بالاضافة الى 13 في المائة منها زيارة اقارب و6 في المائة سياحة تسوق وعطلات وتقدر قيمة مداخيل هذه الرحلات ما يقار 19 بليون ريال .