النفط إلى مستوى قياسي جديد متجاوزا الـ 3 أرقام
- "الاقتصادية" من الرياض - 14/02/1429هـ
التقطت أسعار النفط أنفاسها أمس الأربعاء في نيويورك، غداة يوم تاريخي حيث تجاوزت للمرة الأولى عتبة المائة دولار الرمزية. وبلغ سعر برميل النفط الأميركي الخفيف تسليم آذار (مارس) في بورصة "نايمكس" في نيويورك 99.22 دولار أي بتراجع 79 سنتا.
وأوضح المحلل لدى إم إف غلوبال مايك فيتزباتريك "ما حصل عبارة عن جني أرباح بعد الأسعار القياسية يوم الثلاثاء". ووصل سعر برميل النفط الخام إلى رقم قياسي مطلق من 100.10 دولار في نيويورك قبل إغلاق الجلسة برقم من ثلاثة أرقام (100.01 دولار).
إضافة إلى وصول كمية كبيرة من أموال المضاربة، نجم هذا الارتفاع عن التوتر الجيوسياسي، ولا سيما الخلاف المستمر بين مجموعة إكسون موبيل النفطية الأميركية وفنزويلا، والمعارك المتكررة في نيجيريا المنتجة الأولى للذهب الأسود في إفريقيا.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
التقطت أسعار النفط أنفاسها أمس الأربعاء في نيويورك، غداة يوم تاريخي حيث تجاوزت للمرة الأولى عتبة المائة دولار الرمزية. وبلغ سعر برميل النفط الأمريكي الخفيف تسليم آذار (مارس) في بورصة "نايمكس" في نيويورك 99.22 دولار أي بتراجع 79 سنتا.
وأوضح المحلل لدى ام اف غلوبال مايك فيتزباتريك "ما حصل عبارة عن جني أرباح بعد الأسعار القياسية يوم الثلاثاء". ووصل سعر برميل النفط الخام إلى رقم قياسي مطلق من 100.10 دولار في نيويورك قبل إغلاق الجلسة برقم من ثلاثة أرقام (100.01 دولار).
وإضافة إلى وصول كمية كبيرة من أموال المضاربة، نجم هذا الارتفاع عن التوتر الجيوسياسي، لا سيما الخلاف المستمر بين مجموعة أكسون موبيل النفطية الأمريكية وفنزويلا، والمعارك المتكررة في نيجيريا المنتجة الأولى للذهب الأسود في إفريقيا. وتأثر الوسطاء بشكل خاص بتوقعات أشارت إلى احتمال خفض إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الذي يؤمن وحده نحو 40 في المائة من الحاجة العالمية للنفط الخام، وذلك في اجتماعها المقبل في 5 آذار (مارس) في فيينا (النمسا). وتبدو النقطة المشتركة لدى كل تلك العوامل بأنها تثير المخاوف من اضطراب العرض على الخام الذي يراه أكثر المحللين ضئيلا مقارنة بطلب لا ينفك يرتفع، لا سيما في الدول الناشئة كالصين، بحسب المحللين.
من جهته أوضح لـ "الاقتصادية" الخبير النفطي حجاج بو خضور، أن ارتفاع أسعار النفط يقف خلفه "مضاربون" عالميون، أشد شراسة من نظرائهم في أسواق المال الخليجية التي شهدت أمس ارتفاعا جماعيا مدعومة بصعود أسعار الخام.
وقال بو خضور، إن هناك علاقة وجدانية بين ارتفاع أسعار النفط مع انتعاش الأسواق الخليجية، ولكن هناك مجموعة عوامل من بينها بعضها له علاقة بقوى السوق المالية والدورة الفصلية للسوق، وبعضها له علاقة بما يريده كبار أو صانعي السوق.
ونجد أن صانعي السوق المالية في الخليج يسعون إلى إقفال السنة المالية الخاصة بالمحافظ على قيم تعطيهم ما يكفي من دعم في الأسواق، وبالتالي كانت تلك أهم الأسباب في تسجيل أسواق الأسهم مستويات مرتفعة في الأسعار. وأضاف أننا نمر الآن بمرحلة إعلان الأرباح في الأسواق الخليجية وهو ما انعكس في تحقيق انتعاش وصفه بـ "الآني".
وعودة إلى أسعار النفط قال الخبير النفطي، إن الأسعار استقلت قاطرة وهم "المضاربون في أسواق النفط"، مفيدا أنهم ينافسون المضاربين في أسواق المال الخليجية، وكذلك ساهم صناع السوق أيضا في تسجيل تلك الأسعار، مفيدا أن قائدي هذه القاطرة هم البنوك، ومديرو المحافظ، الذين سيركزون خلال عام 2008 على التجارة النفطية لتحقيق الأرباح، خاصة إذا ماعلمنا أن هذه السنة ستشهد ركودا في بعض الأنشطة الاقتصادية، ولذلك ستعوض التجارة النفطية أضرار هذا الركود.
وبيّن بو خضور أن هناك أسبابا أخرى ساهمت في ارتفاع أسعار النفط ولكنها محدودة الأثر، وهي لا تهدد كفاية وكفاءة الإمدادات، ويصبح التعويل على تلك الأسباب لاستغلالها في المضاربة. وأضاف أن المطالب المتكررة لـ"أوبك" بزيادة إنتاجها هي "حق يراد به باطل"، لا سيما أن الفترة المقبلة لا تستدعي زيادة في الإنتاج.
واختتم حديثه بالقول إن الفترة المقبلة القريبة ستشهد اختراقات لسقف الـ 100 دولار بين الحين والآخر، إلا أن المتوسط للأسعار سيظل بين 80 إلى 85 دولارا للبرميل، الأمر الذي يعني أنها ستكون مرتفعة بنسبة 15 في المائة عن عام 2007.
وفي الأسواق الآسيوية، تراجعت أسعار النفط أمس الأربعاء في آسيا بعدما أغلقت فوق المائة دولار للبرميل للمرة الأولى في اليوم السابق بعد أن سيطرت المخاوف على المستثمرين بسبب انفجار في إحدى مصافي النفط وتوقعات بأن تخفض منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) للإنتاج.
وتسبب الارتفاع في أسعار النفط الثلاثاء في اضطراب أسواق المال الآسيوية، حيث تراجع مؤشر الأسهم القياسي في طوكيو بأكثر من 3 في المائة. ومن العوامل التي أسهمت في ارتفاع النفط فوق حاجز المائة دولار، المخاوف بشأن تراجع الدولار، والتهديدات بالعنف في نيجيريا والتوترات المتواصلة بين الولايات المتحدة وفنزويلا.
وفي اليابان، استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الأمريكي أمس بعد أن سجلت مستوى قياسيا مرتفعا فوق مائة دولار للبرميل اليوم السابق. ونزل سعر عقود النفط الأمريكي الخفيف لأقرب استحقاق شهر آذار (مارس) 49 سنتا إلى 52.99 دولار للبرميل في التعاملات الإلكترونية عبر نظام جلوبكس. وحل أجل استحقاق عقود آذار (مارس) في نايمكس أمس الأربعاء. ويوم الثلاثاء بلغ سعر عقود النفط الأمريكي عند التسوية 01.100 دولار مرتفعا 51.4 دولار بعد أن جرى تداولها في نطاق من 23.95 دولار إلى 10.100 دولار.
من جهتها، أعلنت الأمانة العامة لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" أمس الأربعاء في فيينا أن متوسط سعر البرميل الخام من إنتاج الدول الأعضاء سجل الثلاثاء زيادة قدرها 26.1 دولار عن سعر الإقفال الإثنين الماضي. وبلغ سعر برميل النفط الخام من إنتاج "أوبك" أمس 64.92 دولار مقارنة بـ 91.38 دولار يوم الاثنين.