[عثمان الثمالي]

عرض 500 ألف سهم «بيع» قبل بدء التداول ومن ثم سحبها
هيئة السوق المالية ستراقب تحرك المحافظ للقضاء على التلاعب بسعر السّهم عبد الله الطياري - جدة
أبلغت مصادر عاملة بالسوق المالية السعودية “المدينة” بأن التأثيرات التي كانت في الربع الساعة الأولى قبل بدء تداول سهم (أنعام) يوم أمس وهي المدة المخصصة لعرض طلبات البيع والشراء في السهم كانت السبب لما تعرض له السهم من فقدانه 10 في المائة من خسائر في قيمته ، وأشارت المصادر الى أنه تم عرض خمسمائة ألف سهم «بيع» قبل بدء التداول ومن ثم سحبها قبل البدء الفعلي لتداول السهم بالنظام الجديد الذي حددته هيئة السوق المالية للسهم مما أربك الكثير من المتداولين وغيّر اتجاه مواقفه الاستثمارية في السهم ،ورسخ انطباعا لدى حملة الأسهم بأن الهروب بأقل الخسائر هو الرؤية التي سيطرت على كل من يحمل في محفظته الاستثمارية أسهم أنعام و التخلص منها بدلا من تزايد الخسائر فيها ، الا ان هناك العديد من المساهمين في الجهة المقابلة أشاروا إلى أن بعض حملة كبار الأسهم قاموا على ايجاد خطة ضخ أكبر عدد من الأسهم التي تساند في الذهاب بالسهم إلى أسعار متدنية لكي يعود هؤلاء لها مرة أخرى بجمعها بأقل الأسعار لتساندهم في تعظيم ثروات محافظهم الاستثمارية ، ,اضافت المصادر التي تحدثت لـ (المدينة) أن هناك خططا محكمة من قبل بعض كبار المساهمين في تشكيل محافظ مضاربة كبى لأسهم الشركة بعد أن يجعلوا سعر سهم الشركة في أسعاره الدنيا تؤهلهم بالمضاربة فيه ، خاصة بعد أن قلّص رأس المال الشركة إلى 109 ملايين ريال وبالتالي قلّص عدد أسهمها ،? وأشار الذين تحدثوا لـ «المدينة» يوم أمس عقب انتهاء الجلسة الأول من تداول سهم أنعام بأن ما حدث في الجلسة للسهم كان مخططا له من قبال كبار حملة الأسهم بالشركة ، مشيرين الى أن هؤلاء كبار حملة الأسهم أرتكزوا على مبدأ تحطيم العامل النفسي لدى صغار حملة أسهم أنعام لكي يصلوا إلى مرحلة يبيعون فيها السهم بأي الأثمان ،ولم يستبعد هؤلاء بأن جلسة الأحد المقبل أن يتكرر سيناريو جلسة الأمس الأربعاء ، ويتوقعون أن الأهداف المرسومة للسهم هي في حدود الخمسين ريالا ومن ثم ارتداد السهم مرة أخرى ومن ثم يعاود في النزول إلى مستويات سعرية أكثر تدنيًا ، ولتساهم في تقليص المحافظ الاستثمارية في أنعام من 93 ألف محفظة إلى ما يقارب 25 ألف محفظة والتي يتوقع أن تبدأ عملية تقليصها من الجلسة الرابعة أو الخامسة على أبعد تقدير ومن جانبه أكدت مصادر لـ «المدينة « بأن هيئة السوق المالية ستراقب السهم مراقبة كبيرة وخاصة المحافظ التي يلاحظ عليها أهداف غير نظيفة في إسقاط سعر السهم للمستويات السعرية المتدنية وتعظيم خسائر صغار المساهمين في أنعام القابضة لكبح مثل هذه الأهداف منذ بدايتها ومحاربة التلاعب بها ومن جانبه قال المحلل المالي خالد الحارثي صاحب الحارثي للاستشارات المالية :إن ما حدث في الجلسة في تداول أنعام يعود لعدة أسباب وهو أن عددا كبيرا من ملّاك أسهم أنعام أصيبوا باليأس والإحباط وظلّوا لأكثر من عام وهم لا يستطيعون الاستفادة من أموالهم بل أوشكت الشركة أن تصفّي ويخسر مثل هؤلاء المساهمين أموالهم وبالتالي وصلوا إلى قناعة بعائد بسيط بدلا من خسارة كبيرة ، ?وأضاف الحارثي بأن السبب الثاني هو أن هناك خوفا كبيرا لدى المتداولين أو لدى ملاّك سهم شركة أنعام أن تحدث نسب تدني متتالية مما دعا الكثير من الملّاك بالهروب الجماعي للبيع لما يملكونه من أسهم وهذا ما جعل لا يوجد من يقوم بعملية الشراء ،مما جعل السهم يفقد 10في المائة من سعره أثناء الافتتاح ، وأضاف الحارثي بأن السبب الآخر هو أن هناك وسيلة ترهيبية من قبل كبار بعض المساهمين لدفع صغار المتعاملين إلى البيع وبالتالي تخفيض القيمة السعرية للأسهم وهذا ما حدث ، وان الكبار من حملة الأسهم هم من يبدأ بالتجميع للسهم من أقل قيمة سعرية له ومن ثم السيطرة على السهم وهؤلاء والحديث ـ لا يزال للحارثي ـ أن سهم أنعام في نظرهم بسعر الحالي سعر الافتتاح لا يمثل قيمة مضافة ولا إغراء لهم في المضاربة على السهم ، وختم الحارثي تحليله قائلاً : لا أستبعد أن مجموعة من كبار حملة الأسهم بسهم أنعام استخدموا تكتيك العرض الكبير لجعل السهم يغلق على نسبة متدنية سعرياً ، تساندهم في تجميع السهم والسيطرة بالتالي على الشركة .