التحليل الفني للاسهم السعودية
الأسهم السعودية تعيش أجواء "رالي" الارتفاع بنسبة 14.6% في 7 أيام
- - 15/02/1429هـ
قطاع الصناعة الأكثر ارتفاعا بنسبة 14.8% هذا الأسبوع يليه قطاع الكهرباء 9.56%
المؤشر حطم مستويات المقاومة الهشة بجدارة ولكن يجب الانتباه للمقاومة المقبلة من متوسط حركة 50 يوما كما حدث مع سهم "الكهرباء"
تحليل: مشهور الحارثي
- تم حذف البريد -
ارتفع سوق الأسهم السعودي بشكل جماعي على مستوى الأداء الأسبوعي وكانت نسبة الارتفاع هي 10.26 في المائة حتى أغلق عند مستوى 10127.1 نقطة مُتجاوزاً بذلك حاجز العشرة آلاف نقطة بشكل أثار استغراب المتفائلين قبل غيرهم. لقد كان الارتفاع يتم بشكل يومي ومُتتابع فمنذ الثلاثاء قبل الماضي والسوق في ارتفاع لمدة سبعة أيام يوماً بعد يوم، أي أنها الارتفاع المُتتابع كان بنسبة 14.6 في المائة، إنه ارتفاع سريع وقوي يوصف في التحليل الفني بأنه "رالي" Rally أي سباق ارتفاع وتدافع من المُتداولين نحو الشراء ولكن يؤخذ على هذا الارتفاع قلة حجم التداول مقارنة بالستين يوما الماضية بل حتى الأربعين منها.
يأتي هذا الارتفاع بدفع واضح من القطاع الصناعي الذي ارتفع بنسبة 14.81 في المائة في أسبوع وبقيادة واضحة من سهم "سابك" كما كانت المُساندة واضحة من سهم "الراجحي"، وقد ارتفعت جميع قطاعات السوق وكان أقلها ارتفاعاً هو قطاع الاتصالات بنسبة 3.35 في المائة كما هو مُبين في الجدول المرفق، وسهم "الكهرباء" الذي ارتفع بنسبة 9.56 في المائة توقف منذ ثلاثة أيام عند مستوى مقاومة قوي لا يُستهان به ويُتوقع أن يتغلب عليه.
براءة الأسهم الأمريكية
خلال فترة هبوط الأسهم السعودية الأخيرة في منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي، وبمقدار يزيد على ثلاثة آلاف نقطة أرجع بعض المُحللين هذا الهبوط إلى تأثر الأسهم السعودية بهبوط الأسهم الأمريكية والأسواق العالمية، وكنت حينها أنفي وبشدة وجود مثل هذا الارتباط في الفترة الماضية، وهنا أعود للحديث عن هذا الموضوع حتى أؤكد صحة كلامي حيث تعيش حالياً الأسهم السعودية موجة ارتفاع قوية مقدارها 14.6 في المائة منذ سبعة أيام والأسهم الأمريكية لا تزال راكدة في القاع لم ترتفع قيد أنملة وتندب حظها العاثر وهذه ليست المرة الوحيدة التي يحدث فيها هذا الاختلاف بين السوقين، بل إن بقية أسواق الأسهم العالمية في واد وسوق الأسهم السعودي في واد آخر، وحتى سوق الأسهم الصينية الذي يهيج ويموج لا يزال يُراوح مكانه ولم يرتفع مثل ارتفاع سوقنا.
المقاومات الهشة
من خلال أداء السوق القوي والمُندفع في الأيام السبعة الماضية ثبت أن مستويات المقاومة هي مقاومات هشة ضعيفة لم تتمكن حتى من تهدئة صعود المؤِشر، وأقصد بها مستويات المقاومة الناتجة عن وضع متوسطات الحركة البسيطة وحتى مستويات فيبوناتشي فكلها كانت تتهشم أمام تقدم المؤشر العام كقطع البسكويت كما هو مُبين في شكل (1)، وهذا الأمر ينطبق حتى على الأسهم حيث حطم سهم "سابك" على سبيل المثال المقاومة الناتجة من متوسط حركة العشرة والعشرين في يوم السبت الماضي دفعة واحدة.
فشل التحليل الفني
يتصور البعض ويرددون أن التحليل الفني فشل أو كان قاصراً عن رصد هذا الارتفاع وتوقعه والواقع هو غير ذلك، ولكن الوصف الحقيقي هو أن هذا الارتفاع كان أسرع مما يتوقع التحليل الفني، فلو ركزنا على التحليل الفني الأسبوعي ومنتصف الأسبوع اللذين يُنشران هنا في صحيفة "الاقتصادية" يوميّ الجمعة والثلاثاء كنا نتحدث عن أن المؤشرات الفنية أعطت إشارات تدل على تشبع السوق بالبيع وأن هذا التشبع دليل على قرب التهدئة وهذا نص ما قلته في تحليل يوم الجمعة الماضي "إن مؤشر القوة النسبية RSI بدأ يتجه للخروج من منطقة التشبع بالبيع Oversold ما يدل على أن عمليات البيع أصبحت أقل وتزايدت عمليات الشراء أكثر حيث وصلت قيمة المؤشر RSI إلى 37 بعد أن كانت هبطت حتى 26 و28 نقطة... و تُلاحظ أن مؤشر القوة النسبية بدأ يرتفع ولكن سيُعطي إشارة إيجابية صريحة عندما يخترق المتجه الهابط المُحدد باللون الأحمر كدليل على تغير في اتجاه زخم السوق"، وهذا حدث كما في أعلى الرسم في شكل (1).
التحليل الفني يتوقع ويُحلل ويقرنّ الهبوط والصعود بشروط وأقصد بكلمة الشروط مثل الذي ذكرته في النص المُقتبس أعلاه حيث قلت "عندما يخترق"، لذا أقترح على القارئ المُهتم أن ينتبه لهذه الشروط ويُسجلها لتكون أمامه على شكل نقاط أثناء تداوله، ومشكلة التحليل الفني التي لا يختلف عليها اثنان أن أخبار السوق أو الشركات قد تؤدي إلى سرعة تحقيق التحليل الفني لهدفه إن كان الخبر جيداً وإن كان سيئاً فإن الهدف يتأخر ولكنه سيتحققو لو بعد حين، وبقى القول إن التحليل الفني أداة لها ميزات وفيها أوجه قصور ولكن دقتها مرتفعة بالنسبة للمُتاجر بالأسهم أكثر من ملاءمتها للمُستثمر.
الوضع الحالي
الدعم الحقيقي جاء من متوسط حركة 150 يوما وذلك يوم الإثنين قبل الماضي عند مستوى 8890 نقطة ومنها انطلق المؤشر العام للسوق نحو الارتفاع ولمدة سبعة أيام متتالية متجاوزاً كل مستويات المقاومة وأهمها حاجز العشرة آلاف نقطة، ولو تمكن المؤشر العام من البقاء وأغلق فوق هذا المستوى يوم السبت المقبل فسيكون أمرا في غاية الإيجابية, حتى لو تراجع بعدها فإنه من المهم بقاؤه فوق هذا المستوى مع حجم تداول عال.
صحيح أن المؤشر العام TASI تقدم بقوة ولم يحترم أي مستوى مقاومة في طريقه ولكن يجب ألا نستهين بمتوسط حركة 50 يوما عند مستوى 10473 نقطة فهو المقاومة القادمة خاصة بعد هذا الصعود القوي الذي لا بد له أن ينطفئ قليلاً، كما يوجد مستوى مقاومة آخر عند مستوى 10547 نقطة كما في شكل (2).
لكن هذا لا ينفي أن الاتجاه العام هو الصعود، حيث إن وضع متوسطات الحركة العشرة والعشرين يوما القصيرة تقترب من إعطاء إشارة إيجابية كما في شكل (1) ويدل هذا على قرب حدوث موجة صعود أخرى وقصيرة عند تقاطعهما الإيجابي ولكن نحتاج إلى أحجام تداول أكثر مما نراه كل يوم حتى يكون هذا الارتفاع مدعوما بوجود قوة شرائية.
قطاعات السوق
الارتفاع في السوق كان بدفع واضح من القطاع الصناعي, الذي ارتفع بنسبة 14.81 في المائة في أسبوع وبقيادة واضحة من سهم "سابك" كما كانت المُساندة واضحة من سهم "الراجحي" ثم تأثرت بقية الأسهم في كل قطاع، وقد ارتفعت جميع قطاعات السوق وكان أقلها ارتفاعاً هو قطاع الاتصالات بنسبة 3.35 في المائة، كما هو مُبين في الجدول المرفق.
قطاع الصناعة قام بواجبه وأكثر خلال الأيام الماضية ولكن في الأسبوع المقبل سيواجه مقاومة وكذلك سهم "سابك" والمقاومة تأتي من متوسط حركة 50 يوما كما في شكل (3) وهذا السيناريو حدث بالفعل مع سهم "الكهرباء", الذي توقف منذ ثلاثة أيام عن الارتفاع وأصبح يُراوح مكانه عند متوسط 50 يوما قريباً من سعر 14.75. ريال وأعتقد أنه قادر على تجاوزها إذ إن التقاطع الإيجابي المتوقع بين متوسط حركة العشرة والعشرين يوما سيدفع السهم قليلاً كما في شكل (4).
أما بقية القطاعات فإن لديها مساحة من الحركة نحو الأعلى هذا الأسبوع, إذ من المُحتمل أن تتحرك نحوها السيولة باحثة عن فرص بديلة وتحديداً قطاع الاتصالات, الذي لم يتحرك كثيراً نحو الصعود وقد تسير بقية القطاعات في السيناريو نفسه الذي سار فيه قطاعيا الصناعة والكهرباء.