المشاركون في ندوة «عكاظ» يطالبون بتشكيل فريق أكاديمي لتقييم الظاهرة سنوياً
6 محاور تضع الفكر الاقتصادي في قلب معادلة العولمة والانفتاح التجاري
إعداد: صالح الزهرانيتصوير: غازي عسيري
طالب المشاركون في الندوة التي عقدتها عكاظ في مركزها الرئيسي حول منتدى جدة الاقتصادي التاسع “إنماء الثروة من خلال الشركات والتحالفات” بمشاركة عدد من الاكاديميين البارزين في مجال الاقتصاد والصناعة والتجارة والمال بالجامعات السعودية وتشكيل فريق عمل منهم بعد كل مؤتمر لتقييمه وتحديد اوراق عمل المنتدى القادم ليوافق عليها المجتمع التجاري الممول لهذه التظاهرة. وقالوا نحن في حاجة حاليا إلى تنفيذ وتطوير مشروعات ضخمة للطاقة وتنمية القوة البشرية وإيجاد مداخل للتعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الأهلي. وأشاروا إلى أن المنتدى أصبح مركزاً للتخطيط والتفكير الاستراتيجي مؤكدين انه يركز في دورته الحالية على بناء شراكات محلية وإقليمية ودولية لإنماء الثروات المستدامة للمجتمعات. وفي ما يلي وقائع الندوة:
اتخذ منتدى جدة الاقتصادي 2008 شعار إنماء الثروة من خلال الشركات والتحالفات.. ممكن تحدثونا عن هذا؟
- التركي: عادة يتم تحديد هدف ويطرح موضوع في منتدى جدة الاقتصادي وفي هذا العام اخترنا شعار “إنماء الثروة من خلال الشركات والتحالفات” لتسليط الأضواء على أهمية بناء شراكات محلية وإقليمية ودولية لإنماء الثروة المستدامة للمجتمعات، مع التركيز على الفكر الشامل وما يشمله من مجالات اقتصادية عدة ترتبط والاستراتيجية التعليمية والاجتماعية مع وضع بناء الإنسان في قلب المعادلة الاقتصادية في 6 محاور تطرح 24 ورقة عمل، وستتمحور الجلسة الصباحية حول (نظرة جديدة للتنمية.. من بيتنا إلى العالم) في حين سيكون محور جلسة الفترة المسائية (التطوير العقاري والعمراني والمشاريع العملاقة). وسيكون الحديث عن (الطاقة) في الجلسة الصباحية ليوم 25 فبراير الجاري في حين سيكون محور الفترة المسائية عن (التعاون الحكومي الأهلي) والجلسة الخامسة صباح 26 من الشهر نفسه بعنوان (من الطفرة إلى الوفرة) أما الجلسة الاخيرة فتركز على (الصناعة والتقنية).
المشاركون في المنتدى
ماذا عن المتحدثين في هذه التظاهرة العالمية؟
- التركي: في مقدمة المتحدثين الدكتور ألن غرينسيان الذي يعد المرجع الرئيسي في السياسة الاقتصادية لأمريكا حيث تولى منصب الرئيس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي (البنك المركزي) من 1987م إلى 2006م والبروفيسور محمد يونس مؤسس ومدير بنك الفقراء البنجلادشي وهو حاصل على جائزة نوبل للسلام العام 2006م نظراً لما قدمه بنكه من خدمات إقراضية مالية نقدية بدون فوائد إلى الفقراء. كما يشارك أريك ماكسيان رجل الاقتصاد الأمريكي الشهير الفائز بجائزة نوبل للاقتصاد العام 2007م والدكتورة منى مرشد التي يتركز عملها على إصلاح نظام التعليم في المنطقة العربية والعالم والجنرال المتقاعد باري ماكافري رئيس شركة استشارات خاصة وريتشارد غيبس كبير الاقتصاديين لمجموعة ماكواري المحدودة وأندريس شليشر رئيس قسم التحليل في مجلس التعليم لـ OEDC. والمغامر البريطاني الشهير ريتشارد برانسون الذي يحمل لقب (سير) ووسام (الفارس) ويروي تجربته المثيرة عندما نجح في ان يتحول من طالب يوزع مطبوعات مع زملاء الدراسة ويعاني من صعوبة القراءة والكتابة إلى ملياردير تزيد ثروته عن 6 مليار دولار ويعمل لديه 35 ألف موظف إضافة لرجل البورصة الأمريكي جورج.
تجارب عالمية
د. التواتي: المتحدثون يمثلون جوانب رائعة في التجربة الاقتصادية العالمية ولديهم خبرة ثرية جدا فألن جرينسبان يتخذ القرارات الكبيرة التي تؤثر على الاقتصاد الأمريكي وهو الوحيد الذي لم يفقد منصبه بعد سقوط الديمقراطيين في الانتخابات واستمر مع الرئيس جورج بوش وأدار الاتحاد الفيدرالي وبعد مغادرته العام الماضي بناء على طلبه نتيجة لكبر سنه في التقاعد استبدلوه بـ (بيرنابكي) الذي لم يتمكن ان يحافظ على التجربة المتوازنة والرزينة لجرينسبان على أية حال من المؤكد ان ما سيقوله سيكون ثروة لكل من يحضر هذا المنتدى، أما بالنسبة إلى محمد يونس فقد كتبت قبل عشر سنوات عن تجربته “بنك الفقراء” التي نقلت إلى الغرب وطبقت في الولايات المتحدة وكندا وفي كثير من دول العالم وقد واجهت صعوبات في التنفيذ. أما رجل الأعمال الذي يقود أسواق العالم في المعادن النفيسة وفي الأسهم والسندات ولايزال ويعتقد انه هو الذي كان وراء الانهيار الكبير الذي حدث في أسهم جنوب شرق آسيا في نهاية التسعينات وهو ضيف للمرة الثانية في المنتدى وهو رجل اقتصادي عالمي وأهنئ القائمين على هذه التظاهرة على اختيار هذه الكفاءات حيث أننا بحاجة الآن لتنفيذ مشروعات ضخمة وتطوير مشروعات الطاقة وتنمية القوة البشرية أيضاً نحن بحاجة إلى نظرة جديدة إلى اقتصاد العالم وبحث إمكانية التعاون معه.
مركز للتخطيط
د. علي دقاق: نجح منتدى جدة الاقتصادي في أن يصبح ملتقى رجال الأعمال الأول في منطقة الشرق الأوسط وأحد أبرز المؤتمرات العالمية بعدما تم تطويره وتعزيزه خلال السنوات الماضية ليصبح كياناً إقليمياً وعالمياً ومركزاً للتخطيط والتفكير الاستراتيجي. فمنذ انعقاد المنتدى لدورته الأولى تميز بمشاركة متحدثين بارزين وهذا الأمر انعكس على مستوى الحضور سواء من الداخل أو الخارج ولد هذا المنتدى كبيراً لأن هدفه الأساسي استراتيجي كبير، قد نتفق وقد نختلف من سنة إلى أخرى يعني حسب قوة الموضوع ويلاحظ أنه بعد أن ينتهي عمل المنتدى يظهر ان العناوين كانت ممتازة جدا والأوراق المطروحة أكثر من رائعة وكذلك المشاركات والتوصيات والاقتراحات ولكن بعد ذلك تظهر الإخفاقات، لقد حضرت عدداً من المنتديات لأرى ما تحقق فيها، ويلاحظ أن هناك أفكاراً تطرح في المنتدى وفي نهايته تبدأ اجتماعات ولجان وينام الموضوع.
لماذا تم اختيار جامعة ديوك لتكون الشريك الأكاديمي الأجنبي في المنتدى؟
- التركي: تم اختيار هذه الجامعة لأنها احتلت المركز الأول خلال الأعوام الخمسة الماضية في التعليم الاستراتيجي للشركات وتمتلك خبرات طويلة في هذا المجال وخبرة مهمة لتطوير برنامج المنتدى، ومن أبرز بنود الاتفاق المساعدة في إحضار متحدثين في مواضيع متخصصة ودعم برنامج الدراسات وعمل تقرير عن المنتدى بعد انتهائه وسيحضر فريق منهم للمنتدى لدعم التنظيم خلال إقامته.
د. دقاق: مشاركة جامعة ديوك ممتازة جداً لأنها مشهورة في المجال البحثي بشكل كبير جداً وبالذات في الاقتصاد.
التركي: لي تعليق على حديث علي تواتي وأشير هنا إلى أن المنتدى هو فكري يثري الحوار وهو مفتوح للجميع ويسلط الضوء على قضايا تشمل العالم ونحن نريد أن نكون جزءا من العالم ونحن نتكلم عن إنماء الثروة ولا يمكن ان نكون منغلقين واعتقد ان ما طرحه تواتي هو الحدث الأساسي للمنتدى وكما أشار الدكتور علي دقاق فان الجمهور المحلي يريد توصيات تنفذ وليس هناك منتدى في العالم يطلع بتوصيات العام الماضي وإرضاء لبعض الأصوات حاولنا ان نطلع بتوصيات أكاديمية من خلال جامعة لندن ولم نتمكن الى اليوم من وضعها واستشهد هنا بكلام سمو الأمير تركي الفيصل الذي قال ان كثيرا من الأمور التي طرحت في المنتدى أصبحت آلية للتنفيذ في المملكة وكثيرا من الآليات أو من القرارات الاقتصادية التي اتخذت على مدى السنين الماضية في المملكة في منتدى جدة الاقتصادي كانت عاملا محفزا.
كيف يمكن الاستفادة من مشاركة وزير العمل ووزير التجارة؟
- د.تواتي: الوزارتان “العمل والتجارة” تعرضتا لانتقادات شديدة نتيجة الحلول الجزئية التي طرحت بالنسبة إلى حل مشكلة البطالة تلك الحلول الجزئية التي أنتجت عددا كبيرا من الشباب الذين يعملون في المقاهي وسائقي سيارات أجرة ووظائف أخرى لا تليق بهم في مجتمعات من أغنى المجتمعات في العالم يفترض ان أبناءها يكون لهم مستقبل أفضل من هذا وبالتالي لابد من تغيير المدخل المتبع منذ أمد طويل ويعتمد على الحصص والاستبدال بدون أي اعتبارات أخرى لابد من تغييره ولابد من تغيير ربط التنمية بمخرجات التعليم أو ربط مخرجات التعليم بالتنمية ونحن على أبواب بناء ست مدن اقتصادية أريد ان اسأل هل وضعت خطط تفصيلية في وزارة العمل لتوفير العمالة الفنية والإدارية والتكنولوجية اللازمة لإدارة هذه المدن؟
أما بالنسبة إلى منتدى جدة الاقتصادي فأنا لي بعض الاقتراحات أقول عسى ان يتقبلها صالح التركي بصدر رحب المنتدى يفتقر إلى الدعم الاجتماعي وهذا يأتي من طريقين الأول: لابد من إرضاء المجتمع الأكاديمي في البلد باختيار عدد من الأكاديميين البارزين في مجال الاقتصاد والصناعة والتجارة والمالية وتشكيل فريق عمل بعد كل مؤتمر منهم لدراسة الاتجاهات وتحديد ورقة عمل للمؤتمر المقبل ليوافق عليها المجتمع التجاري الذي يمول المنتدى وهذا الفريق هو الذي يشارك الشريك الأكاديمي سواء كانت جامعة ديوك أو أي جامعة أخرى في التحضير للمؤتمر وهنا نكسب نقطتين أولا تمكنا من امتصاص غضب الذين ينظرون بعدائية إلى المؤتمر بحجة انه أهملهم وهم يعتقدون ان لديهم علما حتى وان كان ما لديهم لا يرقى الى مستوى معين ولكن مجرد مشاركتهم في الإعداد للمؤتمر انجاز ويستفيدون من الإضافات التي يقدمها الشريك الأكاديمي الأجنبي وهذا يؤدي إلى بناء قاعدة ثقافية تطور القاعدة الأكاديمية الموجودة في البلد والتي هي في أمس الحاجة للتطوير نظرا لأننا يجب أن نكون منفتحين أكاديميا..
والطريقة الثانية هي الدعم الاجتماعي وهذا مقترح التركي يتمثل في ان يوسع مركز جدة الحضاري وان يبنى قرب جدة القديمة تاريخيا وعلى شاطئ البحر ويكون هو المكان الذي يضم هذه النشاطات مثل أي مدينة في العالم، حيث لا توجد مدينة كبيرة في العالم لا يوجد فيها مركز حضاري إضافة إلى تغيير مسمى المنتدى إلى منتدى جدة الاقتصادي والثقافي ليستفيد منه الجميع المرأة والرجل والطفل والكبير والمثقف والتاجر والاقتصادي والطالب والإنسان العادي الذي يسعد بالتعرف على عادات وأغذية وملابس وموسيقى الشعوب وإبعادها الحضارية وهذا موجود في كثير من دول العالم.
التركي: الدكتور علي التواتي تكلم عن البعد الثقافي الاقتصادي وانا أحب ان أطمئنه أننا في هذا العام انتقلنا من فندق هيلتون إلى مركز جدة للمعارض وسنغير اسمه من مركز جدة للمعارض إلى مركز جدة للمعارض والفعاليات وما يقوله الدكتور علي هو طموح الأمير خالد الفيصل وبدأ الآن بتأسيس مجلس جدة الثقافي وفكره ان يقيم احتفالا ثقافيا اجتماعيا سنويا على مستوى المنطقة ومنذ العام الماضي بدأنا في تنفيذ خطة ودعونا الطلاب مجانا كما وقعنا اتفاقية مع كلية إدارة الأعمال وكلية عفت ودار الحكمة وجامعة الملك عبدالعزيز ليحضر كل يوم ما لا يقل عن 50 طالبا ليكونوا جزءا من الحدث، كما يحضر كل من له علاقة بالاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز من مدرسين ودكاترة.
وما قاله الدكتور التواتي مهم جدا لان الجامعة نفسها لا تنمو إذا ما شاركت في أحداث ثقافية اقتصادية اجتماعية، وقد طورنا الاتفاقية بيننا وبين جامعة الملك عبدالعزيز هذا العام بحيث يطلق عليها لقب “الاستشاري الأكاديمي” وطلبنا منها ان تتمكن من نقل المحاضرات على الهواء مباشرة في داخلها، ونسعى حاليا مع بعض المتحدثين العالميين إذا استطعنا إلى ان نحول بعضهم لإلقاء محاضرة أخرى في جامعة الملك عبدالعزيز هذا سيكون هدفنا العام وسيكون عندنا أيضا في اليوم الثاني ليلة ثقافية تراثية سعودية في المنتدى وإذا نجحت الفكرة لابد ان نخطو في السنة المقبلة خطوة اكبر لأننا نقول هذا حدث وليس منتدى والحدث كما قال الدكتور علي التواتي يغطي أشياء أكثر منها الثقافات وقد بدأنا هذا العام بتجربة جديدة بإدخال عنصر ثقافي يتمثل في محاضرة لأمين عام مؤسسة الفكر العربي عن دور الثروة والثقافة وهذا طبعا ليس فيه اختلاف حيث إنهما مترابطان وفي هذا العام حاولنا توفير دعم اجتماعي وذلك بفتح المنتدى لأعضاء مجلس الشورى وأعضاء مجلس المنطقة وأعضاء المجالس المحلية ورؤساء وأعضاء الإدارات وكل الغرف التجارية وعدد من الجامعات.
مشاركة الطلاب
- التواتي: ان تجربة مشاركة الطلاب تمثل أهمية كبيرة من وجهة نظري إذ تتيح لهم فرصة لمقارنة نوعية مع المحاضرات الاقتصادية في الجامعة وهذا يؤدي في المدى الطويل إلى إنتاج نوعية أفضل من الطلاب لديهم القدرة على التقييم ومعرفة نوعية المادة العلمية التي يتلقونها والتي يمكن ان يقدمها المنتدى سواء على المستوى المحلي أو العالمي.
نود تركيز الضوء على أهمية الموقع الجديد لإقامة المنتدى؟
- التركي: أحضرنا أربع شركات عالمية وطلبنا منها اختيار المكان المناسب للمنتدى فكان مركز المعرض من الناحية الأمنية وعدة نواح أخرى مناسبا جدا بحيث يتم السيطرة على الدخول والخروج عكس الفندق الذي لا يستطيع أحد أن يمنع الداخلين، وأعتقد أن موقعه سيفرض ثقافة جديدة في هذه المنطقة القريبة من منطقة سكنية وأشير هنا إلى انه منذ قيام المنتدى لم يسكن متحدث رسمي في فندق تقام فيه هذه التظاهرة وكل المتحدثين الرسميين كانوا ضيوفا على الدولة وكانت الدولة تساهم بطريقة مباشرة في دعم المنتدى بإسكان كبار الضيوف في فندق انتركونتيننتال في أقصى الجنوب.