مطالبًا بصياغة سياسات بيئية لا تتناقض مع التطورالتنموي بالمملكة
تقرير اقصادي ضرورة توسّـع البرامج الإعلامية المتخصصة في تشريعات البيئة

ضرورة الاستخدام السياحي والواعي للموارد البيئية والحضارية
طالب تقريراقتصادي بضرورة نشر الأبحاث العلمية في الدوريات العلمية العالمية بعد تحكيمها علمياً والتوسع في التخطيط والتنفيذ للبرامج الإعلامية المختلفة التي تناقش قضايا وتشريعات البيئة .
واكد التقرير الصادر عن مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للبحوث والدراسات البيئية والسياحية بجامعة الملك خالد على ضرورة دعم خطط الإعداد والتدريب والسعي لرفع كفاءة القوى البشرية المعنية بشؤون البيئة خاصة الأجهزة الرقابية والتنفيذية وتطوير واستحداث طرق للتخلص من ملوثات البيئة والحد من آثارها ، خاصة فيما يتعلق بكل من ملوثات الماء والغذاء والتربة.
ويشغل موضوع البيئة حيزا مهما في الشؤون العالمية وذلك بسبب التدهور الكبير الذي أصاب بيئة العالم نتيجة العديد من النشاطات البشرية المرتبطة بالانفجار السكاني والتكنولوجي الذي يشهده العالم اليوم.
التوازن
ولهذا تسعى كل الدول جاهدة لتحقيق التوازن بين استغلال الموارد البيئية والحفاظ عليها من ناحية أخرى في ظل استمرارية التنمية المتسارعة ، ولذلك بادرت الكثير من الدول بإنشاء مراكز أبحاث علمية متخصصة تهتم برصد وتحليل وتقييم الظروف والمشكلات البيئية من أجل إيجاد الحلول المناسبة لتفادي الأخطار البيئية.
وعلى الرغم من أن العلاقة بين البيئة والسياحة بالغة القوة والتعقيد إلا أن كل عوامل الجذب السياحي هي في الغالب عوامل بيئية إذ تشكل الطبيعة ومواقع التراث الحضاري أهم عوامل الطلب السياحي .. ولهذا برز مؤخرا مفهوم « السياحة البيئية» أو « سياحة الطبيعة» والذي يهتم أساسا بالاستخدام السياحي الواعي للموارد البيئية والحضارية دون استنزافها أو تقليل نوعيتها البيئية لتصبح أداة من أدوات الترميم البيئي وحفظ النظم والمواطن البيئية إلى جانب إبراز أهميتها الاقتصادية.
وقد أولت المملكة قطاع السياحة والسياحة البيئية اهتماما كبيرا حيث تشير الدلائل إلى أنها مقبلة على طفرة سياحية كبيرة.
مصدر الجذب
وحيث إن البيئة بكل عناصرها هي مصدر الجذب السياحي على الرغم من هشاشتها فإن السياحة تصبح من أهم العوامل المهددة للبيئة مما يستدعي ضرورة التناول العلمي للمشكلة بالرصد والتحليل والتقييم والمساعدة في صياغة السياسات البيئية بحيث لا تتناقض مع تطلعات التطور السياحي والتنموي بالمملكة.
لذلك جاء مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للبحوث والدراسات البيئية والسياحية في جامعة الملك خالد ليكون منارة للبيئة والسياحة وكان الإبداع أن يكون موقع المركز في واحد من أهم مواقع الجذب السياحي في المملكة وهي منطقة عسير.
واوضح التقرير ان إنشاءه تم بناءً على توصية مجلس الجامعة في جلسته الأولى قبل تسع سنوات.
ولفت التقرير الى ان وحدة النشر تعمـل على نشر إنجازات المركز من البحوث والدراسات والكتب والتقارير الفنيـة بصفـة دوريـة وإصدار مجلة علمية متخصصـة ومحكمة وترجمة الأعمال المعتد بهـا في مجال اعمال المركز.
واكد التقرير حرص المركز على المساعدة في نشر الأبحاث العلمية في الدوريات العلمية العالمية بعد تحكيمها علمياً من قبل المركز وتم اتخاذ خطوات ايجابية نحو تنفيذ ذلك .. كما تم التوسع في التخطيط والتنفيذ للبرامج الإعلامية المختلفة التي تناقش قضايا وتشريعات البيئة ، ودعم خطط الإعداد والتدريب والسعي لرفع كفاءة القوى البشرية المعنية بشؤون البيئة خاصة الأجهزة الرقابية والتنفيذية وتطوير واستحداث طرق للتخلص من ملوثات البيئة والحد من آثارها خاصة فيما يتعلق بكل من ملوثات الماء والغذاء والتربة.
وعدد التقرير الدراسات التي وضعها المركز ضمن نشاطاته منذ تأسيسه ومن ذلك دراسة التنوع الحيوي في النباتات الطبيعية بمنطقة عسير
حيث يوجد بالمملكة حوالي 2243 نوعا من النباتات الطبيعية ويتركز حوالي 70 بالمائة منها في منطقة الجبال الجنوبية الغربية.
وتحتوي هذه النباتات على أنواع مهددة بالانقراض وأخرى مميزة للمنطقة ، كما يوجد العديد من النباتات الطبية والعطرية ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة وكذلك الكثير من السلالات الزراعية مثل القمح والشعير والذرة والنخيل والأعناب .. فهذه المصادر الوراثية الغنية تجعل من جمع وحفظ النباتات الطبيعية ضرورة وطنية كخطوة أساسية لتكوين بنك للجينات الوراثية وتم الرفع بهذا المقترح لمدينة الملك عبد العزيز للدعم.
كما اجرى المركز عددا من الدراسات مثل رصد حالة التلوث الغذائي في الاسواق.
وتناول التقرير خطة الدراسات التي تبناها المركز ومن ذلك صون وتنمية الوضع البيئي لجزر فرسان واستخدام مواد غير تقليدية ومنتشرة في المملكة بصورة كبيرة في معالجة مياه الصرف الصحي ( المياه الرمادية ) ومياه الصرف الصناعي والاستفادة من مخلفات أشجار النخيل ونوى التمر في إنتاج مواد ذات فعالية عالية للتربة الزراعية وترشيد استهلاك الماء للمزروعات ووضع التصور الكامل لظاهرة الموت القمي لنبات العرعر والذي تشتهر به المملكة وذلك بعد دراسة كل الدراسات السابقة على هذا الموضوع الحيوي المهم سواءً الذي تمت دراسته في المملكة او ما تم التوصل إليه مع الخبراء الأجانب ودراسة التركيب الكيماوي لمياه الأمطار وكذلك دراسة السيول لتسهيل السبل لخزن هذه المياه ثم الاستفادة منها في أغراض شتى تعتمد على حجم المياه وتركيبها الكيماوي ودراسة ظاهرة التصحر باستخدام الأساليب الحديثة ونظم المعلومات الجغرافية ودراسة سبل المحافظة على إنتاجية وادي بيشة من التمور.