[عثمان الثمالي]

القصيبي يمازح الحضور ويتمنى «مصباح علاء الدين» لإبعاده عن الوزارة
وزير العمل: سنلجأ إلى التشريعات إذا لم ننجح في تأنيث محلات المستلزمات النسائية


فيما اعتذر وزير التعليم العالي د. خالد العنقري عن الحضور للمنتدى بسبب ظروف عملية حول وزير العمل الدكتور غازي القصيبي الجلسة الخامسة التي كانت تحت عنوان “الرابط الاجتماعي الاقتصادي: جينوم الحياة المزدوج” إلى ضجيج من الضحك عندما قال “لو كان لدي مصباح علاءالدين لطلبت من الجني الذي يخرج منه أن يجلب لي 100 شخص مثل محمد عبداللطيف جميل ويبعدني عن وزارة العمل”. ثم استعرض بطريقة أخرى طريفة عددا من الطرف حول كيفية تلقيه التعليم وآلية تعيين الوزراء وقال: في القاهرة تعلمت ما طلبت مني الحكومة، وفي كاليفورنيا علمني المدرس ما يريده وهذه أسوأ أما هيئة السكك الحديد فهي تعلم الحياة، وقد تقلد خمسة من الذين تعلموا فيها منصب الوزارة وأنا منهم لكن مع الأسف بعدما تم تخصيصها بات من المستحيل الآن اتخاذها مقفزا إلى الوزارات. أوضح أنهم يحاولون تحسين وضع المرأة ببطء لكنه استدرك ذلك بقوله يصاحب البطء ثبات، وقد بدأنا في تأنيث محلات المستلزمات النسائية بالتدريج وإذا لم ينجح ذلك خلال الفترة المقبلة سنلجأ للقرارات التشريعية أما في ما يخص مسائل الاختلاط فسيبقى الوضع على ما هو عليه لكن إذا مورست ضغوط على هذه الناحية فمن المحتمل أن تحدث عواقب سلبية. وعن التعليم والتدريب قال الكل يتحدث عن التعليم الجيد دون التطرق إلى فاعلية التدريب، وقال: في اليابان هناك مراكز تدرب 4 ملايين ياباني، وفي بريطانيا هناك مراكز تدرب أكثر من مليوني بريطاني، وفي جنوب أمريكا يركزون على التدريب، وبعد هذا كله لن أكون راضيا عن المستوى التعليمي والتدريبي هنا في ظل وجود غالبية من الطلاب تريد التعليم الأكاديمي وليس التقني.
وأضاف: يجب عدم نسيان أن القطاع الخاص لا يريد الدفع لذا فالوضع داخل المملكة ليس سيئا لكنه لا يصل إلى حد الطموح الذي نريده وهذا ما أوقعنا في خسائر عديدة.
وكشف القصيبي عن أن خطة خمسية كانت تضمنت وجود 1500 مدرسة لكن مع الوقت تناقص العدد.
وابان أن التدريب المهني يأتي بعد التشاور مع الغرف التجارية من اجل تحديد متطلبات السوق، وقال دربنا أكثر من 31 ألف شخص ثم وظفناهم كلهم وسنضاعف عدد المتدربين والموظفين ثلاث مرات خلال السنوات القليلة المقبلة، فنحن في المملكة لدينا مؤسسات جيدة لذا لابد من الاستجابة للتدريب فنحن نتيح 150 ألف وظيفة سنويا لكن المتقدمين لها قليلون.
وتطرق الى التجارب المحلية في مجال التدريب ووصف تجربة محمد عبداللطيف جميل بالرائدة واعتبرها وزارة عمل لأنها توفر العديد من الوظائف للمتدربين فيها، وقال مازحا “لو لدي مصباح علاءالدين لطلبت من الجني الذي يخرج منه أن يجلب لي 100 شخص مثل محمد عبداللطيف جميل ويبعدني عن وزارة العمل”.
وفي ختام كلمته أوضح أن هناك 1000 مؤسسة لم ينجح منها في مجال التدريب سوى 20% فقط وقال: يجب تغيير النظرة الدونية التي ينظر بها المجتمع تجاه العديد من الأعمال التي تتطلب مهارات يدوية كالحلاقة مثلا.
رأس المال البشري
من جانبه أوضح صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سعود بن خالد أن رأس المال البشري يشير إلى اكتشاف الكميات والدوافع والمهارات والقدرات، وقال لابد من أن يكون رأس المال البشري في أعلى مستوياته بالإضافة إلى ضرورة توفير التعليم المتميز من اجل تحقيق مميزات رأس المال البشري لذا فنحن في حاجة ماسة إلى شراكة بين الحكومات والمؤسسات المدنية في المجتمع لتنمية التعليم.
احتواء الشباب
طالبت الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية الإماراتية بضرورة احتواء أكثر من 200 مليون شاب عربي في سن العمل من أجل الإسراع بالتنمية الشاملة ومواكبة القفزات الاقتصادية الكبيرة التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية.
وأشارت في كلمتها خلال الجلسة الأولى لمنتدى جدة الاقتصادي أمس تحت عنوان “الرابط الاجتماعي الاقتصادي.. جينوم الحياة المزدوج” إلى الدور الاجتماعي ومدى أهميته بالنسبة الى التنمية الاقتصادية، وقالت: لاشك أن القفزات التي حققتها دول الخليج العربي في رأس المال كان له الأثر الأكبر في تحقيق الرخاء الاقتصادي العربي والقفزات التي شهدتها المنطقة في السنوات الماضية.
وأضافت ان العالم العربي حقق قفزات نوعية اقتصاديا واجتماعيا، وشهدت دول الشرق الأوسط معدلات تنمية ايجابية متأثرة بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والتي ازدادت مع المجتمع المدني والتأثيرات الخارجية لتسريع وتيرة التحديث.
واعتبرت أن دولة الإمارات أدركت مدى تأثير التنمية الاجتماعية على مستقبل الدولة التي رسخت أقدامها بإطلاق إستراتيجية واضحة للحكومة من عام 2008 إلى 2010م، حيث ركزت على سياسة التنمية البشرية مع إكمال برامج التصنيع والتحديث والمناطق الحضرية.
وأشارت إلى اهتمام الإمارات بالتعليم وبرامج التدريب لتعزيز الاستثمار في الموارد البشرية، وقالت أولينا التعليم عناية كبيرة منذ عام 1960م عبر التوسع في كل البرامج وتدشين العديد من وسائل التدريب في مجال الإدارة والتقنية لتزويد القوى العاملة بالمهارات الأساسية للحاضر والمستقبل، حيث افتتحنا مركز الامتياز للأبحاث والتدريب الذي يعتبر حجر الزاوية للمعاهد العليا للتقنية والتنمية، وأيضا الهيئات الوطنية لتطوير الموارد البشرية والتوظيف.
وألمحت إلى وجود عدد من المعاهد المشابهة عربيا مثل المعهد الملكي للتنقية بالعاصمة السعودية الرياض، ومعهد الهفوف للتدريب الفني، وعدد من المراكز الموجودة في باقي مدن المملكة.
مراكز علمية وبحثية
وشددت على أهمية الاستثمار في قطاع التعليم والتدريب، مذكرة بمبادرة الشيخ محمد بن راشد بن مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس الوزراء وحاكم دبي، بإنشاء مؤسسة محمد بن راشد البحثية التي تبرع لها بـ37 مليون درهم بهدف إنشاء مراكز علمية وبحثية في الجامعات العربية، بالإضافة إلى المنح المخصصة للباحثين، والاهتمام بالاقتصاد المعرفي.
واشارت إلى ضرورة وجود الفكر الخلاق للتنمية البشرية، معتبرة ان العالم العربي يضم 200 مليون من الشباب تحت سن 25 سنة تشكل نسبة 65% من إجمالي عدد السكان يحتاجون إلى احتوائهم في سوق العمل.
وهنأت الوزيرة الإماراتية الغرفة التجارية الصناعية بجدة على تنظيم المنتدى، معتبرة أنه لاقى نجاحا هائلا وبات يمثل منبرا للمناقشة حول الوضع الاقتصادي للمنطقة في وجود كوكبة من المتحدثين العالميين والمحليين، ومن القطاعين الخاص والعام وكافة الأطياف السياسية والاجتماعية التي يمكن أن تشكل تقدما عالميا ومحليا، مبدية إعجابها بالنتائج المنبثقة عن المنتدى.
اللحاق بالتطور
وفي الجلسة الثانية من فعاليات اليوم الثالث والتي ناقشت تطوير رأس المال البشري أوضح اندريس شليشر من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن رأس المال البشري هو عامل النمو الأساسي والمحرك الاقتصادي الرئيسي في دول العالم، لذلك سعت العديد من الدول إلى مضاعفة مؤسساتها التعليمية وسارت بسرعة نحو اللحاق بركب التطور ورفد مواردها البشرية.
كذلك تحدثت الدكتورة منى مرشد من جامعة مكنزي عن نقل المهارات الغربية إلى الشرق الأوسط وعن نظام التعليم في المملكة العربية السعودية كنموذج، مشيرة إلى أن مادتي العلوم والرياضيات تشهدان انخفاضا ملحوظا في المستوى وفقا للإحصاءات العالمية، كما أن 80% من الطلاب لا يجيدون التعامل مع الرياضيات، مؤكدة على ضرورة الاهتمام بالمعلم وإعداده .
انتقاد لرجال الأعمال
وبدأت الجلسة السادسة والأخيرة من منتدى جدة الاقتصادي وسط حضور كثيف في آخر أيام المنتدى وكانت بعنوان “بناء المستقبل.. الى من نكل زمام القيادة” وتحدث في بداية الجلسة مارك فيلبي رئيس شركة نوكيا الذي تطرق الى منجزات الشركة بشكل عام وقال ان عدد المشتركين في الهاتف المحمول على مستوى العالم يصل عددهم الى 3 بلايين مشترك كما يوجد 1.5 مليون مطور للأجهزة النقالة في العالم.
ثم تحدثت الدكتورة حياة سندي من جامعة هارفرد عن عدد من الأمور التي مرت بمسيرتها العملية وكيف بدأت وعن مشوارها في عدد من مراحل حياتها ولم تخف إحباطها من رجال الأعمال السعوديين الذين يتمتعون بالأنانية (على حد قولها) وطالبتهم بالتفاعل مع المشاريع الإنسانية والتي تخدم المجتمع بشكل عام كما طالبت الفتاة السعودية بأن تواصل احلامها حتى تتمكن من تحقيقها كما حدث معها.
وقالت: نحن هنا جميعا وآخرون ننذر أنفسنا للبحث والتطوير نبتكر ونطور مسيرة الإنسان إلى الأفضل ونجعله نموذجا من العقل ننقله إلى شركة إنتاج ثم ننتقل إلى الشراكة والتفاعل مشيرة الى أن الذكاء والثروة المادية لا يصنعان الربيع إلا بتضافر عناصر أخرى مثل روح الابتكار في إطار الحاجة معتبرة أن العلم والتكنولوجيا يحسنان حياة الجميع حتى الفقراء ومن هذا المنظور يجب أن ننظر إلى العالم بصورة أرحب ففي الوقت الذي تنتشر الكهرباء وتفيض عن حاجة الشعوب نرى ان الشعوب في إفريقيا يعيشون في ظلام دامس ولابد أن نشعر شعورا جماعيا بأهمية أن نساعد الآخرين ونتحلى برؤية مسؤولة تستجيب إلى الحاجات.
السفير البرتغالي اكد انه سيتم تشكيل وفد رفيع المستوى لحضور المنتدى المقبل اضافة لتشكيل وفدين أخرين لحضور الفعاليات.