العملة الأمريكية تزداد سوءا وتلميحات بخفض الفائدة لمواجهة الأسوأ
المضاربة تشتد على الريال .. وعلاقة النفط بالدولار مهددة
- "الاقتصادية" من لندن - 22/02/1429هـ
ارتفعت أسعار عملات دول الخليج أمس مع استقرار الدولار قرب انخفاض قياسي أمام اليورو ما أثار تكهنات بأن دول الخليج الغنية بالنفط قد ترفع قيم عملاتها أو تتخلى عن ربطها بالدولار لاحتواء التضخم. وارتفع الريال السعودي المثبت عند مستوى 3.75 ريال للدولار منذ 1989 إلى 3.74 ريال للدولار. وكان المستثمرون يراهنون على أن الدرهم الإماراتي قد يرتفع بنسبة 2.8 في المائة في عام و4.1 في المائة في عامين حسب الأسعار الآجلة.
ودفع هبوط الدولار إلى مستويات قياسية أسعار النفط إلى الارتفاع إلى مستويات جديدة أمس الأول، لكن المحللين يقولون إن هذه العلاقة قد تنفصم عراها قريبا.
في المقابل ألمح بن برنانكي رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) إلى إمكانية تخفيض نسبة الفائدة مرة أخرى لمواجهة المخاوف من حالة ركود قد تصيب الاقتصاد الأمريكي. وقال برنانكي في تقريره نصف السنوي إلى الكونجرس الأمريكي، إن "الاحتياطي الفيدرالي سيتصرف كلما دعت الحاجة من أجل التدخل لدعم النمو الاقتصادي". ويقول المحللون إن كلام برنانكي يزيد التوقعات بإقدام الاحتياطي الفيدرالي على خفض جديد لنسبة الفائدة خلال الاجتماع المقرر في 18 آذار (مارس) المقبل. يذكر أن نسبة الفائدة خفضت أخيرا إلى حدود 3 في المائة وذلك خلال اجتماعين عقدا في كانون الثاني (يناير) المقبل.
وعلى الرغم من قوله إنه على البنك المركزي مراقبة التضخم بدقة كبيرة، قال برنانكي إن الحالة الاقتصادية أصبحت أكثر سوءا وقد تسوء أكثر". وأضاف برنانكي أن "من بين مكامن الخطر إمكانية تدهور حالة سوق العمل أو سوق العقارات بشكل أكبر مما هو متوقع ما سيؤدي حتما إلى تشديد شروط الاقتراض". وتعد تصريحات برنانكي هذه الأخيرة في سلسلة من التحذيرات التي كان قد أطلقها هذا العام حول حالة الاقتصاد الأمريكي.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
ارتفعت أسعار عملات دول الخليج العربية أمس مع استقرار الدولار قرب انخفاض قياسي أمام اليورو مما أثار تكهنات بأن دول الخليج الغنية بالنفط قد ترفع قيم عملاتها أو تتخلى عن ربطها بالدولار لاحتواء التضخم. وارتفع الريال السعودي المثبت عند مستوى 3.75 ريال للدولار منذ 1989 إلى 3.74 ريال للدولار. وكان المستثمرون يراهنون على أن الدرهم الإماراتي قد يرتفع بنسبة 2.8 في المائة في عام و 4.1 في المائة في عامين حسب الأسعار الآجلة. وتحدث هذه المضاربة في الوقت الذي أكدت مؤسسة النقد العربي السعودي غير مرة أنها لا تنوي تعديل قيمة الريال ولا فك ارتباطه بالدولار. وتركت الكويت الدينار يرتفع أمام الدولار لمرة ثانية محققا مكاسب بلغت أكثر من 6 في المائة لأول مرة منذ أن تخلت الدولة عن ربط عملتها بالدولار في أيار (مايو) الماضي. وأصبح التضخم يمثل عامل قلق متزايد في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم حيث بلغت ارتفاعات الأسعار أعلى مستوياتها من ربع قرن بمعدل 7 في المائة في السعودية و13.74 في المائة في قطر في الربع الأخير من العام الماضي. وقال إلياس الجاسر مسؤول أسواق رأس المال في الشرق الأوسط في بنك كاليون إن تكلفة الواردات الخليجية التي يهيمن عليها اليورو ارتفعت في المتوسط بأكثر من 20 في المائة هذا العام. وأضاف, خرجوا بالعديد من الحلول لكن لا يبدو إن أيا منها سيوقف التضخم ما لم يفعلوا شيئا فيما يتعلق بالعملات. وقال إن وصول أسعار النفط إلى ما يقرب من مائة دولار للبرميل سيسهل على الحكومات الخليجية رفع قيم عملاتها مما يزيد من التكهنات بأنها سترفع قيم العملات في وقت قريب. وربط العملات بالدولار يقيد قدرة البنوك المركزية على مكافحة التضخم بإجبارها على اتباع خطى السياسة النقدية الأمريكية في وقت يخفض فيه مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة في محاولة لإبعاد شبح الركود الاقتصادي. وعلى العكس تشهد اقتصادات الخليج نموا بسبب ارتفاع أسعار النفط إلى خمسة أمثالها تقريبا منذ عام 2002. وقال ألان جرينسبان الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي يوم الإثنين الماضي إن التضخم في دول الخليج العربية سينخفض بدرجة كبيرة إذا تخلت الدول المنتجة للنفط عن ربط عملاتها بالدولار. وأعرب بعض صناع القرار في الخليج عن قلقهم إزاء الوضع الراهن. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لـ"رويترز" يوم السبت الماضي إن قطر تدرس رفع قيمة عملتها ضمن خيارات أخرى لمكافحة التضخم. وأضاف الشيخ حمد أن سعر الصرف يسهم بنسبة 40 في المائة في التضخم في قطر حيث يقل سعر العملة بنسبة 30 في المائة عن قيمتها الحقيقية. وكان المستثمرون يراهنون على ارتفاع الريال القطري بنسبة 2.9 في المائة في تسعة أشهر حسب الأسعار الآجلة. ولم يكشف البنك المركزي الكويتي عن تكوين سلة عملات ربط بها العملة بدلا من الدولار وقال فقط إنها تعتمد أساسا على العملة الأمريكية. وبلغ معدل التضخم في الكويت سابع أكبر مصدر للنفط في العالم 7.3 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وهو أحدث بيان متوافر. وقال جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين في بنك ساب الوحدة السعودية لبنك "إتش. أس.بي.سي" سلة عملات الكويت تتعرض لضغوط بشكل خاص إذ إن فاعليتها في مكافحة التضخم المستورد تراقب عن كثب مع استمرار ارتفاع الأسعار.