عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2008   رقم المشاركة : ( 11 )
عثمان الثمالي
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية عثمان الثمالي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 30
تـاريخ التسجيـل : 13-08-2005
الـــــدولـــــــــــة : الطائف
المشاركـــــــات : 35,164
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 30
قوة التـرشيــــح : عثمان الثمالي محترف الابداع


عثمان الثمالي غير متواجد حالياً

افتراضي رد : الأخبار الإقتصادية ليوم السبت 23 / 2 / 1429 هـ الموافق 30 / 2 /2008م

تحليل اخباري
ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية قد يؤدي إلى "ثورات الخبز" في فرنسا



باريس - مكتب "الرياض"، حسان التليلي:
يقول اليوم كثير من المتخصصين في علوم الاجتماع إن فرنسا قد تشهد عما قريب مايسمى في بلدان العالم الثالث ب"ثورات الخبز" نسبة إلى المظاهرات العنيفة التي تحصل من حين لآخر في البلدان النامية بسبب غلاء المعيشة وبخاصة غلاء أسعار مواد الاستهلاك الأساسية. والواقع أن كل العناصر التي تسهم عادة في حصول مثل هذه "الثورات" في العالم الثالث موجودة اليوم في المرجعية الاقتصادية والاجتماعية الفرنسية. فالرئيس الفرنسي جعل من رفع مستوى معيشة الفئات المتوسطة والفقيرة محورا أساسيا من محاور برنامجه السياسي الاقتصادي والاجتماعي. ولكن هناك انطباعا عاما لدى الفرنسيين بعد مضي قرابة عشرة أشهر على وصول ساركوزي إلى السلطة بأن مستواهم المعيشي قد تدنى. بل إن المنتمين إلى الفئات المتوسطية والفقيرة أصبحوا عاجزين عن اقتناء كثير من المواد التي تعودوا على شرائها من قبل بكميات كافية بسبب ارتفاع أسعارها المشط. فقد جاء في آخر الدراسات الميدانية التي أجراها المعهد الوطني الفرنسي للاستهلاك أن أسعار مواد الاستهلاك الأساسية قد ارتفعت خلال الفترة الممتدة من شهري أكتوبر ويناير الماضيين بنسب تتراوح بين خمسة وثمانية وأربعين بالمائة.
وفي هذا الإطار تراوحت نسبة الارتفاع في مايتعلق بالحليب بين عشرين وسبعة وثلاثين بالمائة بينما تجاوزت النسبة اثنين وثلاثين بالمائة في مايخص عددا من الأجبان الفرنسية وهي كثيرة. وإذا كانت أسعار الزبدة قد سجلت خلال الفترة ذاتها ارتفاعا قدره ستة وعشرون بالمائة فإن أسعار عجين "المعكرونة" تجاوز ارتفاعها خمسة وأربعين بالمائة.
وثمة اليوم شبه إجماع لدى الخبراء الاقتصاديين بأن السبب الرئيسي الذي يكمن وراء ارتفاع أسعار مواد الاستهلاك الأساسية هو ارتفاع أسعار المواد الأولية في الأسواق العالمية وفي مقدمتها المنتجات الزراعية. فخلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة بلغت نسبة ارتفاع أسعار القمح مثلا في الأسواق العالمية اثنين وسبعين بالمائة مقابل اثنين وأربعين بالمائة بالنسبة إلى الشعير واثنين وثلاثين بالمائة في ما يخص الذرة الصفراء.
ومع ذلك فإن هذا الطرح لايكفي لوحده لإقناع المستهلك الفرنسي بأن ارتفاع أسعار مواد الاستهلاك الأساسية أمر لا مفر منه لأسباب كثيرة منها أن فرنسا تعتبر اليوم القوة الزراعية الأولى في القارة الأوروبية وأن هناك قناعة لديه بأن الصناعيين المتخصصين في التغذية وموزعي المواد الغذائية وبائعيها يتسترون اليوم وراء ارتفاع أسعار المواد الأولية ليفرضوا على الناس و بخاصة متوسطي الحال وضعافه أسعارا مشطة لاتأخذ بعين الاعتبار مصالح الجميع. وما يبرر هذه القناعة مثلا أن الحليب يتدخل في صنع "الزبادي" بنسبة ثلاثين بالمائة فقط بينما تجاوزت نسبة ارتفاع هذا المنتج أربعين بالمائة خلال عام واحد. وصحيح أن كثيرا من الصناعيين والموزعين والبائعين يتبادلون اليوم التهم التي يرى أصحابها أن هؤلاء ضالعون بحق في عملية الضغط أكثر من اللزوم على جيوب المستهلكين وحرمان أسر كثيرة من الفواكه وعدد من الخضراوات الأساسية بالنسبة إلى الأطفال والحوامل والمسنين.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس